حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1379 - 2005 / 11 / 15 - 10:28
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
أن كل الذي حصل في العراق ولازال يحصل من أفعال إرهابية وجرائم وحشية ، والتي تتكرر بعض مشاهدها المأساوية في أكثر من بلد عربي ، وكان آخرها ما حدث في المملكة الإردنية ، من تفجيرات دموية إستهدفت الناس الإبرياء ، فقتلت فرحة الأطفال والنساء والرجال في يوم حفلة زفاف ، وإمتدت أيضا الى المخرج العربي العالمي مصطفى العقاد لتقضي على حياته وأحلامه وعطائه .
فإلى متى تبقى أصوات التفجيرات والقنابل وأسلحة الموت أعلى من أصواتكم ؟ ، وإلى متى تبقون صامتين عن كل مايحدث من حولكم من جرائم بحق البشر والحياة ؟ ، فهل يعني هذا إنكم تؤيدون القتلة وأفعالهم الدنيئة بإسم ( الجهاد والمقاومة ) ، أم أن هذه القضية لا تعنيكم أبدا ؟.
فمتى ستخرج ملايين الجماهير العربية ، للإستنكار والتنديد وإدانة كل اشكال الإرهاب والإرهابيين في كل مكان من العالم ومنها منطقتنا العربية ، وهذا أضعف الإيمان .
ماذا تنتظرون من زمر الإرهابيين والسفاحين ؟ ، هل تنتظرون من هؤلاء القتلة أن يحرروا لكم بعض الأراضي العربية المحتلة وصولا الى القدس ؟!.
فإذا كانت كل هذه الأعمال الوحشية ضد الإنسانية ومنهم إخوانكم العرب لا تحرككم ؟ ، فمتى ستنهضون من نومكم العميق وتتخلصون من شعارات أحلامكم ( القومية والتحررية ) ؟ ، التي تنشدوها بالمناسبات التقليدية ، وبعد ذلك تضعوها على رفوفها القديمة كالعادة .
لأن نار الإرهاب ستطول الجميع ولا يمكن أن تمييز بين أهدافها ، وهذا ما نراه اليوم وكل يوم في العراق وغيره من البلدان ، حيث يقتل الجميع حتى الأطفال والنساء والشيوخ ، بإسم ( المقاومة ) التي تأيدونها بالسر والعلن ، من خلال الصمت والصراخ الإعلامي والتحريض اليومي ، تحت مسميات الدين والجهاد والعروبة والتحرير ومحاربة المحتل .. وغيرها من المسميات التي تسيئ بنفس الوقت للدين والقومية والعرب .
متى تعج بكم الشوارع العربية وساحاتها ؟ ، لتقفوا مع الإنسان والحياة والحرية ضد قتلة الأطفال والنساء والحضارة والتاريخ ، هؤلاء الذين جعلوا من أجسادهم قنابل متفجرة ، لتقتل المزيد والمزيد من البشر أين ما حلوا وفي أي زمان كان ، لا تهمهم الحياة أبدا ، بل إنهم حفنة من القتلة والجهلة واللصوص .
فعلى الجميع أن يعلنوا موقفهم وبكل وضوح ، من هذه الأعمال الإرهابية والإرهابيين، وأن لا تخلطوا بين العمل المقاوم والعمل الإرهابي ، لأن الإثنين لا يمكن أن يلتقيا مهما حاولتم من أجل ذلك .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟