حلوة زحايكة
الحوار المتمدن-العدد: 5075 - 2016 / 2 / 15 - 10:32
المحور:
كتابات ساخرة
حلوة زحايكة
سوالف حريم
انتحار
كثرت عمليّات الانتحار في قطاع غزّة الفلسطيني، فمنذ بداية العام 2016 حتى الآن قضى ثمانية شباب حتفهم انتحارا، وتمّ انقاذ عدد آخر من الانتحار في اللحظات الأخيرة، فهل تساءل المسؤولون في "إمارة حماس" عن الأسباب التي تدعو شبابا إلى الانتحار حرقا، أو بأيّ وسيلة أخرى، خصوصا وأنّ الانتحار في الدّين الاسلامي حرام، وأنّ صاحبه مخلّد في جهنّم.
وإذا كان المختصّون يردّون الانتحار إلى حالات الاكتئاب النّفسيّ، وهذا صحيح طبعا، فما الذي يوصل شبابنا إلى حالات الاكتئاب القاتلة هذه؟
فمنذ اختطاف حركة حماس لقطاع غزّة في العام 2006 لاقامة "امارة اسلاميّة"والقطاع محاصر، وأبناء شعبنا في القطاع يعيشون الويلات المتراكمة والمتعدّدة، من نقص في الغذاء والدّواء، وحتّى مياه الشّرب النّقيّة، وأسر كثيرة احترقت بسبب شموع الاضاءة لعدم وجود الكهرباء، أو اختنقت بدخان حطب التدفئة في الشّتاء القارس. وأكثر من 80% من شعبنا في القطاع يعيشون تحت خطّ الفقر، ولولا بعض المساعدات من جمعيّات خيريّة دوليّة لانتشرت المجاعة.
وكثير من الشّباب ومنهم جامعيّون عزفوا عن الزّواج وبناء أسرة لضيق ذات اليد، وبعض الآباء لا يملك ما يسدّ به رمق أطفاله الذين يتضوّرون جوعا، أو يرتعدون من شدّة البرد أمام ناظريه، وهو لا يقوى على فعل شيء لهم، ليس كسلا منه، ولكن للبطالة المتفشّية. أوليست هذه دوافع كبيرة للاكتئاب الذي يقود إلى الانتحار هربا من حياة ذليلة.
صحيح أنّ المجتمع الدّوليّ، والنّظام العربيّ الرّسميّ يتحمّلون مسؤوليّة كبيرة بل هم شركاء في حصار قطاع غزّة، لكنّ من يحكمون القطاع يتحمّلون المسؤوليّة أيضا، وعليهم أن يسارعوا إلى تلبية شروط المصالحة الفلسطينيّة رحمة بشعبهم وبوطنهم.
15-2-2016
#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟