زياد عبد الفتاح الاسدي
الحوار المتمدن-العدد: 5074 - 2016 / 2 / 14 - 20:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
جميعنا يعلم أن الدمار والعنف الطائفي والانهيار الامني الذي تشهده بعض بلدان الشرق الاوسط هو بكل بساطة تخطيط غربي وصهيوني بقيادة الولايات المُتحدة لكي تحتفظ بسيطرتها على المنطقة في وجه رياح التغيير الوطنية والاقليمية والدولية التي لا يروق لها الاسلوب الذي يُسيطر به الغرب وحلفائه من مشيخات الخليج وتركيا واسرائيل على المشرق العربي والشرق الاوسط ..... التغيير في موازين القوى في المنطقة الذي نتج عن التحالف الاقليمي الراسخ والمقاوم بين سوريا وإيران وحزب الله , والذي أخذت تدعمه قوى دولية مُتضررة أيضاً من الاسلوب الذي يُحاول فيه الغرب السيطرة على الشرق الاوسط ومن السياسة المُدمرة التي يديرها في المنطقة باستخدام جيوش همجية من الجماعات الاسلامية السنية والوهابية المُتطرفة ... وهي سياسة لا تُلحق الاذي فقط بشعوب المنطقة وثرواتها وتطلعتها نحو الحرية والتكامل الاقتصادي والرخاء والتقدم , بل أيضاً تُلحق الاذى بمصالح الامن القومي ومصالح التعاون الاقتصادي بين دول المنطقة والقوى الاقليمية والدولية الصاعدة ..... ومن الواضح أن ما نشهده هذه الايام من إرباك وضعف وتراجع وتبدل في مواقف مُعسكر الغرب بقيادة الولايات المُتحدة, فيما يتعلق بالصراع الذي تشهده المنطقة العربية والشرق الاوسط , سببه الرئيسي هو الانقلاب الحاصل في موازين القوى في غير صالح معسكر الغرب ولا سيما بعد الدخول الروسي القوي والمدعوم صينياً في الصراع العسكري القائم ولمصلحة شعوب المنطقة...... لذا أصبحت مواقف الغرب والولايات المُتحدة تحديداً بعد هذا الانقلاب في حالة من الضعف والارباك الشديد وفي تبدل وتراجع متواصل , وهذا ما أثار استياء حلفاء الولايات المُتحدة وعملائها في السعودية وتركيا والكيان الصهيوني , إضافة بالطبع الى جميع الخونة والمُرتزقة في المعارضة السورية .
الشرق الاوسط والمشرق العربي تحديداً سيعيش لسنوات عديدة حالة من المخاض والصراع والتعرض لعوامل التآمر الشديد , لان الغرب وعملائه , لن يلقوا بسلاحهم بسهولة أويتخلوا عن مؤامراتهم المُدمرة بما يحفظ مصالح الغرب من جهة أو استمرار بقاء الكيانات الرجعية والعميلة التي يدعمها من جهة أخرى . وهي كيانات ستتهاوى بلا شك في مواجهة رياح التغيير التي ستشهدها هذه المنطقة في السنوات المُقبلة ..... فمنطق التاريخ يُؤكد لنا أن هذا الصراع الطويل والشرس والذي تشهده على نحوٍ مُكثف الجغرافيا السورية ستكون الغلبة فيه في نهاية الامر لشعوب المنطقة من العرب والاكراد والآشوريين والكلدان والسريان والتركمان والارمن ....الخ , وهي شعوب لا تجمعها فقط حضارات الشرق القديم , بل أيضاً العادات والتقاليد وتاريخ العيش المشترك .
#زياد_عبد_الفتاح_الاسدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟