نبيل هلال هلال
الحوار المتمدن-العدد: 5074 - 2016 / 2 / 14 - 20:25
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
34
علم الفَلك:
عرف اليونانيون القدماء أن الطريق اللبني هو مجموعة من النجوم البعيدة مبعثرة في الفراغ , ولم تُعرف هذه الحقيقة العلمية إلا منذ قرنين فقط ! وعرف القدماء في (مالي) أ ن هذا الطريق اللبني حلزوني الشكل وهي حقيقة جهلها الفلكيون حتى القرن العشرين! وعرف السومريون (منذ نحو خمسة آلاف سنة) بوجود كوكب آخر في مجموعتنا الشمسية بعد الكوكب (بلوتو) , ورسموا ذلك في خريطة قديمة بينت الشمس ومعها أحد عشر كوكبا بما فيها القمر كل بحجمه , وهناك سبب وجيه الآن للاعتقاد بأن هذا الكوكب السري موجود فعلا , ففي 31 ديسمبر 1983 م , أعلن العلماء عن اعتقادهم بأنهم حددوا موقع أحد الأجرام في مسار أبعد من الكوكب بلوتو , وبلوتو هو أبعد الكواكب عن شمسنا. وعرف أسلافُنا منذ نحو ألفيْ سنة قبل الميلاد أن الحركة الظاهرية للنجوم سببها دوران الأرض حول محورها, وأن مسار الأرض إهليليجي (اليونان), وأن الأرض تدور حول الشمس (بابل ومصر والهند واليونان).وحسَب المصريون القدماء محيطَ الأرض بفارق ضئيل عن القيمة المحسوبة الآن يبلغ 225 ميلا فقط! وحسب الهنودُ قديما قُطْرَ الأرض بين القطبين , فوجدوه 7840 ميلا , بينما قيمته بالقياسات الحديثة تبلغ 7926.7 ميلا .كما حسبوا بُعد القمر عنا فوجدوه 253000 ميلا , والقيمة الحقيقية تبلغ 252710 ميلا! وحسَبوا (في جواتيمالا)طول السنة الشمسية فوجدوها 365.2420 يوما , بينما القيمة بالقياسات الحديثة تبلغ 365.2422 يوما! وتنبأوا (في بابل وإنكلترا) بالخسوف والكسوف إلى كسور من الثانية الزاوِيّة . وطُرق القياس الحديثة في سنة 1857 م تحوى خطأ قدره 0.7 ثانية زاويّة عند تقدير حركة الشمس , في حين كانت التقديرات في بابل بخطأ قدره 0.2 ثانية زاوية! وعرفوا قديما في بلاد بابل والصين واليونان والرومان أن القمر يسبب حركة المد والجزر على الأرض , ومن الطريف أن العالم الشهير "كبلر" لما أعلن هذه الحقيقة منذ 300 سنة فقط , تم انتقاده . وعرفوا (في بابل) أن لكوكب "الزهرة" أطوارا هلالية مثل القمر (وذلك لا يمكن معرفته بالعين المجردة)! وعرفوا (في سومر واليونان) أن كل نجم هو مركز لمجموعة كواكب .وعرفوا في اليونان أن الشهب والنيازك كثيرا ما تسقط على الأرض من السماء , وهو الأمر الذي كان يُظن محض هراء حتى العصر الحديث , وعرفوا (في اليونان والهند) أنه توجد أراضين أخرى مسكونة , الأمر الذي لم تقدّم عليه بعدُ حضارتنا المعاصرة الدليل والبرهان . وعرف بناةُ الأهرام في وادي النيل إسقاط الخرائط الكروية على الأسطح المستوية مما يدل على معرفتهم بكروية الأرض , وحسبوا شكل الأرض وحجمها بدقة متناهية فاقت مثيلتها قبل منتصف القرن التاسع عشر . وتلك معارف فلكية توصل إليها الأقدمون منذ آلاف السنين وهي تماثل نظائرها المعاصرة , فمن أين لهم بها وقد أمضت البشرية زمنا طويلا وجهدا عظيما للتوصل إليها , ألا يطرح ذلك تساؤلا ! يتبع- بتصرف من كتابنا (القرآن بين المعقول واللامعقول)- نبيل هلال هلال
#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟