أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منير ابراهيم تايه - حجي جابر في رواية -سمراويت-.. وازمة البحث عن هوية














المزيد.....

حجي جابر في رواية -سمراويت-.. وازمة البحث عن هوية


منير ابراهيم تايه

الحوار المتمدن-العدد: 5074 - 2016 / 2 / 14 - 12:15
المحور: الادب والفن
    


"فقدت الرغبة يا عمر، ومن يفقد الرغبة في شيء قد لا تسعفه كل أدوات الدنيا..هذا كل شيء ببساطة"
"مقتبس من رواية سمراويت"
وجود الرغبة الداخلية المحرّك الأساس لتحقيق أي شي
رواية سمراويت للكاتب الإريتري حجي جابر تحكي قصة عمر الذي ترحل عائلته إلى السعودية هربا من الحرب في إريتريا وهو مازال جنينا في بطن أمه ليولد في جدة.. ويعيش صراع الغريب في وطنه والغريب عن وطنه.. فيقرر العودة مرة أخرى إلى أسمرا وهو في الثلاثين من عمره للبحث عن وطنه الأم.. فيلتقي هناك “سمراويت” التي جاءت إلى أسمرا لنفس الهدف..
فالى أسمرا ذهب الكاتب ليبحث عن هويته التي فقدها في جده....
الرواية ليست موضوعا فقط.. فالموضوع مهما كان نبيلا لا يخلق فنا وليست مجرد سرد لوقائع وحكي عن شخصيات ولغة جميلة...
هنالك سر ما أو سحر إذا فقدته الرواية فقدت صفتها. إنه سر او (سحر ) الفن الذي يصعب الحديث عنه أو وصفه بلغة النقد… والقراءة وحدها القادرة على تذوق هذا السحر والكشف عنه، ولمن يتذوقون هذا السحر أن ينتبهوا إلى "سمراويت" حتى لا تفوتهم متعة القراءة ويتأملوا سر فن الرواية ليحكموا بأنفسهم.
وكأن القلم كحل والورقة عين.. فارسم ثقافتك عليها بمهارة ودقة.. وادفع بعصارة فكرك مع حبرك الأسود إلى أوراقك البيضاء ، لتكحل عين القارئ بروعة كلماتك.
" في السعودية لم اعش سعوديا خالصا، ولا إريتريا خالصا، كنت شيئا بينهما"
يتحدث الكاتب عن قلق الهوية.. هذا القلق الذي لا يعرفه الا كل من عاشه ويعيشه كل من كان له وطن بديل، شعور خفي وقلق يعبث بالنفس البشرية حين يعيش الناس في أوطان ليست لهم...
نصف حنين، ونصف غربة، ونصف وطنية، ونصف انتماء، ونصف وحشة، ليعيش غربة طارئة ويصطدم بغربة أخرى حين يذهب لبلده
هكذا ببساطة يلخص حجي جابر أزمة الهوية، الانتماء، من أنت؟ موجع أن تظن نفسك ولدت وكبرت في أرض تحتويك، ثم تكتشف - بطريقة ما - أنها تلفظك بعيدا.. بعيدا عن تاريخك عليها، عن تاريخ ذويك الذين استوطنوها لظرف ما، لتكتشف أنها كانت تنتظرك لأن تعود من حيث أتيت، أو ان ترحل إلى أي مكان آخر، المهم أن ترحل عنها غير مأسوف عليك. للأسف صعوبة التنقل والعيش أمام العربي في العالم العربي أكبر أحيانا مما لو كان في غيره، وتشعرك نظمه بغربة بسبب العوائق القانونية التي تحاصر العربي في بلد عربي آخر... الهوية القلقة، هوية يعرفها ويعيشها كل من كان له وطن بديل، شعور خفي وقلق يعبث في نفوس البشر حين يعيشون في أوطان ليست لهم، فهو يعيش غربة طارئة ليصطدم بغربة أخرى عندما يذهب لبلده.. ورغم انني أحببت الحديث عن اسمرا، وتاريخها ونضالها وحميمية أجوائها، و الحديث عن حياة وعادات وملامح الشعب الارتيرى ، والكثير من الشخصيات الادبية والفنية والسياسية والتاريخية التى لعبت ادوار هامة فى مرحلة حرب التحرير، فهو يعرفنا على الجَبَنة أى الاسلوب المحلى لاعداد القهوة فى ارتيريا ،فيجعلنا نتشوق لتذوق القهوة التى تعدها جدته المحافظة على تقاليد وعادات كثيرة ، وعلى طبق الزقنى الطبق الارتيرى الشهير .
استمتعت باسلوب سرد الاحداث بسلاسة دون تعقيد فى الحبكة، لغة جميلة اضفت شاعرية جميلة على الرواية والمقارنات الثنائية والأحداث بخطين متوازيين بين جدة وأسمرا عزفت بشكل بارع وجميل، ووهي إشارة إلى وعي الكاتب بالفن والسرد، رغم وجود بعض الفصول المجانية التي لم تقدم شيئا للنص.
ولعل اكبر مفاجأة في الرواية هو اشارة الروائى للاصول الحبشية للشاعر الروسى الكبير بوشكين اذ لم يكن ليخيل لي يوما بأن الشاعر الروسي " بوشكين " من أصل أرتيري .. وان النصب التذكاري الشامخ في قلب " أسمرا " المدينة الأرتريه المعتّقة بأنفاس القهوة الإيطالية.. و أصوات المآذن العثمانية لبوشكين هدية من الروس أنفسهم كاعتراف بالجميل. فالمعلومة وان كانت غريبة فهي مدهشة ...



#منير_ابراهيم_تايه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة بحجم راحة اليد 4
- قصص قصيرة بحجم راحة اليد 3
- للخيال جماله ولذته وسحره -رسالة التوابع والزوابع- لابن شهيد
- قصص قصيرة بحجم راحة اليد (2)
- قصص قصيرة بحجم راحة اليد
- فرنسا تنعى انسانيتها
- انا وظلي
- انا وظلي/ اقاصيص صغيرة
- ماسح الاحذية/ وقصص اخرى قصيرة
- اسرائيل التي تخاف
- الصدفة والضرورة/ قصص قصيرة
- شاي بالنعناع/ قصص قصيرة
- حياة اخرى وقصص اخرى قصيرة
- محطات في فكر مالك بن نبي
- الكواكبي.. ومئة عام من الديكتاتورية
- شوق الدراويش ل -حمور زيادة- رواية تتكىء على التاريخ
- الحمار/ قصة قصيرة
- واسيني الاعرج في رواية -البيت الاندلسي- نكتب لأننا نحب الكتا ...
- عقلية الوفرة وعقلية الندرة..!؟
- الغريبة التي لا اعرفها/ قصص قصيرة


المزيد.....




- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منير ابراهيم تايه - حجي جابر في رواية -سمراويت-.. وازمة البحث عن هوية