أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - جهشةُ بكاءٍ قبيل النزَع الأخير














المزيد.....

جهشةُ بكاءٍ قبيل النزَع الأخير


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 5074 - 2016 / 2 / 14 - 12:11
المحور: الادب والفن
    


جهشةُ بكاءٍ قبيل النزَع الأخير

هل لزاما عليّ أنْ أعرى
ويجنّ جنوني ؟ !
ليطاردني الصبيةُ هازئين
تنوشني أحجارُ شتائمهم
يرغمني رجلُ الميليشيا أن ادفعَ له أتعابه
وقد ضجر من إفلاسي
عبثا يحرسني ويُبقي على حياتي بلا دراهم
مالك متجر البقالةِ يشتكيني لجاري الصلف الطباعِ
لأني لم ادفع له فواتير الديون السالفة
رجولتي تهشمتْ قطعا ذابلة
بعد ان ابتزّني الصيدليُّ العريق بالخداع
إذْ باعني " فياغرا " مغشوشة بثمن باهظ
لم يتح لي أن اشبع نهمي من عاشقتي
سأموت باكرا خالي الوفاض مدينا للسادة اللصوص
عليّ أن أسددَ سلفَ إيماني الضائع
استعيد صلواتي المسروقة من رجل الدين
هذا الذي أوصلني الى الكفر بعربته السريعة
سلبني جيبي وأقعدني في عشش تخلو من التواليت
طيّر قصائدي وأودعها لمنطادٍ تائهٍ في الفضاء
مثل أوراق الروزنامات الهائمة فوق مكبّ النفايات
وهي تحمل سنواتنا الضائعة
أعمارنا الصاعدة على ظهر ثورٍ هائج
يطاردهُ " ماتادور " ساديّ بسهامهِ
كلٌ ينهش لحمي ، يكسر عظمي
الفتى الثوري النرجسيّ المتلهف لقشعريرة السلطة
في تظاهرات عصر الجمعة
المخبول الذي بنى قصرا طوباويا في مخيلتي
دون ان يضع لبنة في خرسانة الحديد المنخورة بالصدأ
سوى اني شممتُ رائحة زبَدِهِ السائلة بين شفتيه
الموتور صائد غرمائِه العاشقين لخليلته
الجاهل الذي ضربني وأنا اشتري كتابا في المتنبي
المتثاقف سليط اللسان الذي يزبد ويرعد في قنوات التلفزيون
الشبقيّ مختلس الشهوة الذي يعاشر العاهرات ليلا
ويؤم الصلاة بعد ان يؤذن للفجر
السمّ الزعاف الذي يخالط معسول الكلام
يرغمني على تقطيع ثيابي وأنا أمزّقها نصفين
الصحفُ الصفر الكريهة لم تعد تصقل زجاج نوافذي
قرضتْها فئرانُ الكتاتيب
السيارات المصفّحة المارقة سحقت طفولة حريتنا
مازال لحمها طريّا لكنها بعثرته على إسفلت الشوارع
اللصّ الذي يفتش في جيوب قتلى الإنفجارات ويُخلي جيوبهم
لِمَ لم تسمعني ايها الربّ الاعلى ؟؟!!
اعرف انّ صوتي خافتٌ
عهدي بأنك تعرف ماتخفي الصدور وماتريده السرائر
كلّ مافيك أدوات نفيّ ونهي
لا رجاء ولا شروع في عزمك
سياطك تعذيبٌ وترهيب
يدُك بطشٌ وسطوة عمياء أعرْتها للجلاّدين
معذرةً إني ألثغ لخوفٍ مستديمٍ في فمي
لكني أتقن إظهار الجناس الناقص بين الجلاّدين ورجال الدين
بين العاهر والطاهر
بين العلمانيّ والغلمانيّ
بين جنين السفاح وجنين النكاح
في مختبرات المشفى لفحص " D.N.A "
مع هياجِ عاهرةٍ يصل الى أسماعي
وهي تمضغ عِلكة " الداندي "
ما زالت عيناي قادحتين بالفطنة
لستُ هامشاً حتى أُركن في زاويةٍ عمياء
لكنّ يدي توشك ان تقف
أعجز عن رفعها مُلوّحاً بالوداع
لم يبقَ في دواتي حبرٌ سوى ان اكتب حرفين
أ . ھ

جواد غلوم
[email protected]
----------------------------------------------------
كتبت هذه القصيدة منتصف ليلة الثلاثاء 2/2 / 2016 داخل مشفى إثر وعكة صحية كدتُ اقترب فيها من النهاية



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا تعتاش الصديقة الحميمة تركيا على مصائبنا
- هل أصبح الفيسبوك والمواقع الاجتماعية مواخير لمرتاديها ؟؟
- قصيدةٌ بعنوان - نسيجٌ ناصع -
- وإذا العشيقةُ وهبتْ
- أنا وصديقي الحميم أخصائيّ أمراض القلب
- هل من مؤشرات لتشديد قوانين الهجرة والإقامة في اوروبا ؟؟
- فياغرا شعرية لشيخ عاشق
- انتظارٌ وصداعٌ أمام بوابة التفتيش
- أيها الآباء والأمهات كفّوا عن إغراق أطفالكم
- هل سترقص الديمقراطية فرحا في العراق ؟؟
- بين ثوّار العولمة الجديدة وثوار حركات التحرر الوطني
- المستشارة الالمانية ميركيل سليلة نسوة الانقاض
- يومٌ مثقلٌ بالنشوة
- قصيدةٌ بعنوان - حُلُمٌ يخاتلُ طريدتهُ -
- العراق ورداؤه العشائريّ المهلهل
- متى نبدأ عصر التنوير ؟
- شرَرٌ يتطايرُ من مثوى ابن المقفّع
- عشقٌ من وراء زجاج
- مِنَ الملوك اذا حكموا دولةً أنهضوها
- بغداديو أميركا بيكون جَدّتهم


المزيد.....




- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - جهشةُ بكاءٍ قبيل النزَع الأخير