أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - علاء مازن - الإسلاميون.. بعيداً عن الخيال














المزيد.....

الإسلاميون.. بعيداً عن الخيال


علاء مازن

الحوار المتمدن-العدد: 5073 - 2016 / 2 / 13 - 23:52
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الإسلاميون ....بعيداً عن الخيال


من الطبيعي في كل مكان وفي كل زمان أن توجد قوى تحاول التعبير عن جزء أو مرحلة من تاريخ ومخيال التجمع البشري الذي تنتسب إليه , ومن الحتميات التي لا يمكن تجاهلها أن هذه القوى ستحمل في تركيبتها نذراً ليس باليسير من أزمات واقع مجتمعها وهذه القاعدة تشمل كل المجتمعات الإنسانية وتشمل كافة القوى الاجتماعية والسياسية ولو بنسب متفاوتة.


والتيارات الإسلامية في العالم العربي كتكتلات (جماعات) وكأفراد(أعضاء) لا يمكن أن يخرج عن هذه القاعدة الأصيلة ولو انه تمثل أو ادعى تمثل ذاك المقدس المطلق(الدين) بكل مرتكزاته العقدية فهو تعبير عن مرحلة من تاريخ/مخيال العرب وهو تجلي عن واقع/سلوك المجتمعات العربية , فهو كتيار يعاني كما مجتمعه وتاريخه من مشكلات عميقة يعكسها كان كذلك وسيبقى كذلك , كما كان الشيوعيون والقوميون والليبراليون يوماً كذلك وسيبقون كذلك أمد الدهر لأن أي تنظيم أو مجموعة فرعية هي (عينة) تحمل صفات ذاك المجموع العام (الجسم).


لكن الإسلاميين وتيارهم بشتى تكتلاته وقعوا في أخطاء كان من المفترض أن لا يغوصوا فيها -لم اقل لا يقعوا فيها- كباقي التيارات الفكرية الأخرى(القوميون والشيوعيون والليبراليون) لعدة أسباب فرعية ترتبط بثقل التاريخ وصيرورة الواقع مشتقة من سبب أصيل هو إسلاميتهم التي أكسبتهم اختلافاً ايجابياً عن باقي التيارات الأخرى -حسب زعمهم- ومن هذه الأسباب : 1-طول التجربة فهم عندما ينسبون أنفسهم للإسلام الذي مورس ويمارس لمدة تزيد عن ألف وأربع مائة عام في كل البيئات وتحت كل الظروف , فمن الواجب أن يستدعوا كم من المواقف والعبر والتجارب التي تغنيهم عن تكرار محاولات محكوم عليها بالفشل
2-بالإضافة إلى أن الإسلاميين لديهم رصيد من الأفكار والأطروحات الممتدة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار , من النصية للفلسفية , من الثورية للمحافظة التي تشكل معيناً يصلح لتكوين أقوى الأنساق والرؤى الإيديولوجية , وهي في خدمتهم متى شاءوا .
3-بالإضافة للرصيد الشعبي والقاعدة الجماهيرية العريضة فهم تيار ولد ضمن بيئة تحمل عقيدتهم وتدافع عنها وتتغنى بها.
لكنهم للأسف لم يستفيدوا من ذلك حق الاستفادة وقصروا في توظيف تلك العوامل الثلاثة التي ذكرناها وتكاثرت بينهم أمراض لم يعالجوها بحكمة فكان بينهم العمل السري ورفض الأخر والتخطيط للانقلابات وضعف الحوار والتجهيز العسكري والتمسك بالنص وتبني الشعارات المهولة والعمل الواسع المتشظي وقلة المراجعة وندرة التجديد والاعتماد على يد الغيب وضعف التخطيط وإهمال المعرفة والتركيز على التنشئة الإيديولوجية بدلاً من التنشئة العلمية واستعجال النتائج وغياب البرامج والبعد عن التحالفات والتركيز على الصدام......
فكانت تجاربهم عبارة عن انتكاسات وهزائم لو مني بها تيار أخر لكانت نهايته لكن العامل الثالث(وجودهم ضمن مجتمع يحمل ذات معتقدهم) كان منقذا لهم وسيبقى كذالك إلا أن حدث تغير شامل في معتقد الجموع العربية
لكنني اعتقد أن كل العوامل التي تحدثنا عنها لا يمكن أن تحول كل هذا الفشل إلى نجاح وكل هذه الانتكاسات إلى انتصارات فالإسلاميون العرب بحاجة لمراجعة لأفكارهم وبحاجة لإعادة رسم أنساقهم وتغيير سياساتهم ويجب أن يستفيدوا من تجربة أشقائهم الأتراك في حزب العدالة والتنمية ويعيدوا مراجعة ما قدمه العقلانيون المسلمون (المعتزلة والفلاسفة) وتعلم النقد الصريح منه ويجب إيلاء اهتمام أكبر بالاقتصاد والعمل الاجتماعي الخيري في برامجهم مع اتخاذ موقف مفصلي من العمل السري والعسكري باستبداله بالعمل السياسي العلني المرخص لعل ذلك يسهم في تحسين أدائهم الذي ستستفيد منه أمتهم ولعله يحول كم الطاقات التي لديهم نحو النفع الايجابي الفعال بدلاً من أن تضيع بلا أي فائدة.



#علاء_مازن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليعود اليمن سعيداً


المزيد.....




- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - علاء مازن - الإسلاميون.. بعيداً عن الخيال