|
إلام يمتدحون ويتغنون بهذا الذي -يوقف روسيا على قدميها-!
مشعل يسار
كاتب وباحث ومترجم وشاعر
(M.yammine)
الحوار المتمدن-العدد: 5073 - 2016 / 2 / 13 - 22:25
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
أ. غريغورييف ترجمة مشعل يسار
وسائل الإعلام المرئي والمسموع الروسية مليئة بعبارات الثناء والمديح والتمجيد لبوتين. فالماكنة الدعائية تواصل يوما بعد يوم تركيزها بقوة على نقطتين: مع بوتين بدأت روسيا تقف على قدميها بعد خذلان، و"إن لم يكن بوتين فمن؟". كل هذه الأحاديث يتداولها عديمو الضمير حول "إيقاف روسيا على قدميها" ودور بوتين في هذا هي أحاديث هدفها الأول والأخير المساكين والسذج. فروسيا رُبطت بشدة وإحكام بالسوق العالمية على أن تكون لها حقوق الخادم الأمين الذي يزود البلدان المتقدمة بالمواد الخام والطاقة على أنواعها. ولا شيء أكثر من ذلك. أما مفهوم "البلد المتقدم" فلا يعني روسيا بوتين لا من قريب ولا من بعيد. ذلك أنها ابتليت بما سيأتي ذكره أدناه: - الميزانية العسكرية الروسية هي نحو 50 مليار دولار، أي أقل من ميزانية ألمانيا بمفردها. وهذا يعني أن المستوى الحالي للاتحاد الروسي في أوروبا والعالم هو مستوى الاتحاد السوفيتي قبل تنفيذ الخطة الخمسية الأولى خلال سنوات 1928-1932. وقد كان الغرض الرسمي من الخطة الخمسية تلك اللحاق اقتصادياً وعسكرياً عديداً ومعدات ولو بدولة أوروبية واحدة مثل إنجلترا أو فرنسا أو ألمانيا. أما اليوم فحجم إنتاج صناعة المكائن الروسية، وهو أساس استقلال البلاد لجهة صناعة الألات وهندسة التكنولوجيا، هو أقل بـ80 (!) مرة منه في الولايات المتحدة وبـ30 مرة منه في الصين. - دمرت عمليا الصناعات ذات التكنولوجيا الراقية. (!) فالاتحاد السوفيتي كان يحتل في عام 1990 نسبة 40٪-;- من سوق الطائرات العالمي، وهذد النسبة هي الآن في الاتحاد الروسي 2٪-;-. ونقول، على سبيل المقارنة، إن بلداً مثل البرازيل أصبح خلال هذه السنوات دولة عالمية في مجال صنع الطائرات. فيما تمكنت روسيا فقط من تطوير طائرة "سوبرجت" اليتيمة وبيعها في السوق (بكميات ضئيلة جداً) علما أن هيكلها فقط روسي. وهذه الـ"معجزة" التقنية أنجزت بمقابل ثمن باهظ هو تعرية باقي صناعة الطيران. - عبء ديون المناطق الروسية بلغ أبعادا مخيفة، ولا يُرى أي سبب لأن "تُمتص" هذه الديون لحالها. وأكثر مظاهر تبعية هذه المناطق وبالتالي كل روسيا ملموسية من الناحية المالية إلغاء 570 رحلة من رحلات قطارات الضواحي، أي ما نسبته 10٪-;- من مجموع خطوط الرحلات. وتبدو صيحة الرئيس بوتين في وجه وزير المواصلات السابق دفوركوفيتش وكأنها أدت إلى "إطلاق" 300 خط رحلات، ولكن من الواضح تماما أن هذا ما هو إلا عمل دعائي و"فشة خلق" لا أكثر (وهو أمر طبيعي جدا بالنسبة لحكومة ديماغوجيين وشعبويين كالحكومة الحالية). أما آلية سداد ديون المناطق الروسية وطرق تمويل خطوط الرحلات فلم يؤت لها على أي ذكر. هذا هو ما اقتُرح أن يُطلق عليه تعبير "روسيا أوقفت على رجليها!" وأخيرا، يعتبر من أهم فضائل الرئيس الرائعة رفض الاعتراف بانتفاضة جمهوريتي الدونباس المناهضة للفاشية وبالتالي منع المجزرة التي تسببت بها طغمة كييف. هذه المجزرة التي تسببت حتى الآن في مقتل ما لا يقل عن 50 ألف شخص. ومع ذلك، نسأل أي خطوات أخرى أو أي شكل آخر من أشكال الحكم كان يمكن أن يتوقعها المرء من شخص صاغ عقيدة له مختصرها في الاقتباسات التالية: "اهم مدرسة حياتية لي كانت فترة العمل مع اناتولي سوبتشاك (عمدة لينينغراد في عهد غورباتشوف وأحد أشد أعمدة الليبراليين البرجوازيين حقدا على الاشتراكية وبروزا سياسياً في فترة إطاحة الاتحاد السوفياتي، وكان ضابط الاستخبارات بوتين آنذاك مساعداً له ويده اليمنى- م.ي.)، وتحت إشرافه. لقد كانت تلك الفترة هي الوقت الذي تكونت فيه مبادئي الأساسية بشأن الموقف من الأمور، ومن خدمة القضية، ومن الناس ...». و"تشوبايس، والحكومة نفذا فكرة الخصخصة - وأشكرهما على هذا، فقد قاما بعمل رائع وهائل وليس من العدل بمكان أن ندينهما اليوم." "إن الأمريكيين شكلوا من خلال استخدامهم هوليوود وعي أجيال وأجيال، مقدمين لا أسوأ ما يمكن تقديمه من حيث الأخلاق والقيم العامة، ، إذ هناك الكثير لنتعلمه منهم... ". "أنا لا أستطيع أن أتخيل حلف الناتو عدوا لروسيا ... فليس ما يضير في أن يبنوا لهم قواعد مؤقتا في أراضي روسيا. وفقهم الله وأعطاهم دوام الصحة والعافية، فليعملوا ...». وثمة بعد هذا كله من لا يزال يؤمن بتحول الكرملين وأعلى السلطة بقيادة بوتين وجهة الشعب ومصالحه، وجهة حب الوطن، ووجهة النهوض بالاقتصاد؟ يقول علماء الاجتماع من رجال الحاشية إن ما يقرب من 70٪-;- من السكان يحلمون أن يبقى بوتين رئيسا بعد عام 2018. وقد لاحظوا في هذا الأمر "ارتفاع النشاط الاجتماعي للمواطنين الروس». ولكن مثل هذه المشاعر الإيجابية تجاه بوتين من شأنها في الواقع الحفاظ على أكثر ميزات الحكم البرجوازي إثارة للاشمئزاز فترة أطول، والحفاظ على تخلف روسيا وتشجيع وإلهام الرجعية وحسب. فالنشاط الاجتماعي يكمن، لا في هذا، بل في الاحتجاج النشط والرغبة في التخلص من سلطة القلة الأوليغارشية ومن الانبهار بقائدها وخادمها الأمين. أما بالنسبة للسؤال الممل والتافه الذي لا يفتأ يحير البرجوازية الصغيرة ويقيد حركتها، ألا وهو "ومن، إن لم يكن بوتين؟"، فهؤلاء الـ"من" كثرة كثيرة الآن. وسيكون عددهم أكبر بكثير حين تبدأ مقاومة نشطة للنهج السياسي لـ"القطط السمان" ولبوتين الذي يرأس فريقهم. لكن هؤلاء الـ"من؟" لن يروا النور، ولن يُشهد لهم حضور إذا استمر المواطنون في دعم شعبية بوتين(1). (1) اليوم السبت الموافق 13 شباط 2016 (عيد الحب بالمناسبة!! ومن الحب ما قتل!) رأيت عند المترو رجالا ونساء يحملون يافطات كثيرة كتب عليها جميعاً: "نعم لمنح بوتين صلاحيات استثنائية!"
#مشعل_يسار (هاشتاغ)
M.yammine#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لينين ك-مدمر- للاتحاد السوفيتي وبوتين ك-جامع- له!!!!!
-
لنفهم كوريا ولندافع عنها
-
بيان - حول التفجير التجريبي للقنبلة الهيدروجينية في جمهورية
...
-
طلقة تحذيرية
-
التقدم العلمي والتقني واهتراء المجتمع في ظل الرأسمالية ومهام
...
-
الإرهاب سلاح الامبريالية
-
لنحافظ على الروح الثورية للماركسية!
-
مفاجأة السلطات الروسية- حول مسألة التدخل الروسي في الحرب في
...
-
اغتيال الحريري و«ثورة الأرز» وطرد الجيش السوري: حلقات مترابط
...
-
ما الذي يجعل زوغانوف يساعد بوتين؟
-
تفكك «سيريزا» والمحاولة الجديدة لخداع الجماهير في اليونان
-
-الأله كوزيا- كمرآة للسوق الروسية
-
سيل جديد من أكاذيب قديمة
-
-سيريزا رقم 2» محاولة جديدة لخداع الشعب
-
انتفاضة لبنان: اليأس أم الإصرار؟
-
مشروع الرئيس بوتين تعزيز دكتاتورية الطبقة البرجوازية
-
ميرتنز ليس مارتنز - من حزب شيوعي ذي تاريخ مجيد إلى حزب تحريف
...
-
حقائق تفضح الكذب
-
محاربة الستالينية جزء أساسي من حملة مكافحة الشيوعية
-
دفاعاً عن النظرة التاريخية
المزيد.....
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
-
تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل
...
-
في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو
...
-
التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل
...
-
السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي
...
-
الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو
...
-
بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
-
محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان
...
-
المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
-
القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟
...
المزيد.....
-
الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل
/ آدم بوث
-
الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها
...
/ غازي الصوراني
-
الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟
/ محمد حسام
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
/ أزيكي عمر
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|