أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمود العكري - لعنة آلهة الحب














المزيد.....

لعنة آلهة الحب


محمود العكري

الحوار المتمدن-العدد: 5073 - 2016 / 2 / 13 - 18:59
المحور: كتابات ساخرة
    


قالت: ما اليوم؟
أجبت: يوم من الأيام..
- لكن ما اليوم!
+ لا أدري..
- هو يوم عالمي، ألا زلت لا تدري؟
+ للأسف نعم.
- إنه عيد الحب أيها المغفل، أليست لك حبيبة؟ ألا تحتفل بالأعياد التي يقيمها العالم فرحا بالإنسانية؟ يبدو أن حبيبتك ستنزعج منك كثيرا!!
أحسست وكأنني في جب ثلجي، وجسدي قد بدأ في التجمد من كثرة الصدمة التي سمعهتها أذناي، " عيد الحب " ما هو يا ترى هذا الحب الذي تتكلم عنه هذه اللعينة!
دخلني شك في أني لا أعيش في هذا العالم العبثي، فكيف لي أن أكون وأنا لا أدري ما اليوم وما مناسبته!
ثم إن هذه الملعونة لا تدري أني غير مقيد بقواعد وإحتفالات العالم التافهة، كما لا تدري أني أحب شيئا أكبر من أن يختصر في عيد من الأعياد..
الحب! إنه لعنة من لعنات الآلهة، وحبي بالأحرى مغاير للحب في مسماه العادي والبسيط " حب الآخر ".. نعم إني أحب أيضا الآخر، لكنه لا يتمثل في هيئة إنسان، ولا في هيئة عيد، ولا في أي هيئة من هيئاتكم الموقرة..
أن تعيش لا يعني بتاتا أن ترتبط بحب غبي تافه، أن تحيا ليس مفاده أن تحب الآخر البشري، ثم أنك وإن وقعت في ذلك الحب، فأنت في الواقع لا تحب الآخر، بل تحب نفسك متمثلا في ذلك الآخر، وبهذا تكون إله الأنانية والإستغلال بدرجة فارس.
أن تحب، في الحقيقة هو أن تحيا.. أن يكون حبك الأبدي إتجاه الحياة، إتجاه الواقع الذي توجد فيه، أما الأعياد والمناسبات فهي مجرد خدعة من الإنسانية لكي يوهموا نفس الإنسانية بأن القيم ليست مفترقة، وأن العالم لا يزال يعيش على نفس الشبه، أي يحب نفس الإنسانية من منطلقه، وبالتالي يحب نفسه إنطلاقا من الآخر الذي يوجد معه في نفس الهيئة اللعينة..
إن الحب أكبر بكثير من أن يختصر في قاعدة إنسانية تحت مسمى " الإنسانية "، الحب إختراق للمألوف، إختراق للعادة.
إختراق للتقليد.. وبمعنى أعم تجاوز للذات من حيث هي كذلك، وبهذا تكون قد وقعت حقا في " الحب " وليس حبا بالمعنى العام، فالعام متشابه المحتوى دوما.
اليوم نحن بصدد مهمة عظمي مختصرة في إختراق الحدود، ولا يمكن إختراقها إلا بتجاوز المألوف وهدمه، إن الأصل الذي إنبنت عليه الأفكار قد لا يكون صالحا لكل زمان ومكان، قد لا يصلح لنا بمعنى ما، لأن هذا العيد قد يكون فكرة من مغفل إتجله مغفلة أخرى في التأسيس، تأسيسه، لكن العودة للمنبت قد تكشف لنا أن هذه الظاهرة أقيمت لسنة وافترقا الزوجان واحتفلا به مع " آخر " في سنة أخرى.
معنى الحب من داخل المنظومة الإنسانية نسبي جدا، فكيف لشيء لا أملكه أسعى جاهدا لأن أهديه لطرف لا يرغب فيه!
لهذا يجب وليس بمعنى الأمر أن يكون الحب في منظومتنا البشرية منطلقا للإختلاف وليس أساسا للتشابه، إن الهدم بمعناه الإيجابي يمكننا من تقويم الذات الفارة من ذاتها إتجاه إلقاء القبض عليها في ذات الآخر الذي يمثل في حقيقة الأمر نفس ال " الهو ".
بهذا، تكون الدعوى لإقامة التجاوز قيمة عليا يجب السعي لهدمها إنطلاقا من بناء مفاهيم على الإحساس بالدرجة الأولى وليس على منطقته وعقلنته.. فالحب إحساس، لكنه ليس إتجاه الآخر، بل هو إحساس بوجودك مع ذلك الآخر وتفاعلك معه، وهذا الآخر لا يمكن أن يكون غير " الحياة ".. فالحب وحده القادر على منحك هبة الحياة الخالدة.
أن تحب، لا يعني أن تعلق ذاتك على الآخر " الإنسان " بل أن تمجد ذاتك إنطلاقا من وجودك داخل منظومة " الحياة ".
بهذا: تهدم ---> تسمو ---> تحب ---> لتحيا.



#محمود_العكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - نسيان - 1 .. قصة قصيرة من أربع أجزاء
- - نسيان - .. 2
- - نسيان - .. 3
- - نسيان - .. 4
- توقف هنيهة!
- مريض نفساني
- حكم مستبد
- مهزلة
- هوية على المحك
- نيتشه وحكمة الإغريق الأولى.. 3
- نيتشه وحكمة الإغريق الأولى.. 2
- نيتشه وحكمة الإغريق الأولى


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمود العكري - لعنة آلهة الحب