سيف الدّين بنزيد
الحوار المتمدن-العدد: 5073 - 2016 / 2 / 13 - 17:15
المحور:
الادب والفن
الالتزامُ بين الأديب والمتلقّي
سيف الدّين بنزيد، أكاديميّ تونسيّ
يُدْركُ الإسرائيليّونَ دَوْرَ الفنّ الملتزم في تَحرير الشّعوب لذلك أدْرجُوا شِعْرَ المُقاوَمَة الفلسطينيّةِ في مَدَارسِهمْ ورَاحُوا يُحلّلونَهُ ويقفون عند نقاط قوّته من أجل معرفة سرّ صُمُودِ هذا الشعب العَربيّ الأبيّ. وقد قال شارون حين سُئِل عن قِراءتِهِ لِروايةِ كاتب إسرائيليّ يَساريّ يكرهه:"أنا أقرأ حتّى محمود درويش وأنا مُعجبٌ بديوان (لماذا تركت الحصان وحيدا؟) لأنّ هذا الإعجاب قادني إلى الإعجاب بتعلّق الشّعب الفلسطينيّ بقضيّته وأرضِهِ".
لكنّي للأسف أرى أن لا فاعليّة للأدب الملتزم في ظلّ غياب العقول الملتزمة... فالسّوادُ الأعظمُ من العرب لا يقرأ ولا يُؤمن بالإبداع، وهكذا صرنا أمّة تحمِلُ أسفارًا مُثقلة بنصوص توفيق زيّاد وسميح القاسم ومُعين بسيسو وأمل دنقل وغيرهم من شعراء الكلمة الجريئة... لقد صارت قضيّة التحرّر الفلسطينيّ تُذكر عندنا في بعض السياقاتِ المجازيّةِ وبعض الخطب المناسبتيّة كخطب يوم الأرض ويوم الأسير... لقد ابتعدنا عن القضيّة وصرنا نبحث جاهدين عن الشكليّات من قبيل: كيف انظمّ شاعر الأرض محمود درويش في شبابه إلى الحزب الشيوعيّ الإسرائليّ؟ وكيف حمل في جواز سفره جنسيّتهم؟ وكيف أحبّ في طفولته الصبيّة اليهوديّة ريتا؟ وكيف سمح الروائيّ المناضل غسّان كنفاني لنفسه أن يراسل غراميّا الأديبة السوريّة غادة السمّان؟ إلى غير ذلك من الأمور العَرضيّة التي يعشقها العربُ...
وقد عمل الصهاينة على إجهاض حملنا للقضيّة، فزادوا في تقسيمنا وراحوا يبثّون الفتن في دول "الخريف العربيّ" حتّى يتطاحن أبناء الوطن الواحد من أجل الكراسي فيحدث التصدّع والانشقاق... يا خلاّني هذا زمان الشدّة، هذا زمان الأحزان، ولكن لن تموت الآمالُ ما دامت كلمة الحقّ تقالُ.
#سيف_الدّين_بنزيد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟