رمضان حمزة محمد
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 5073 - 2016 / 2 / 13 - 11:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
السؤال الذي يجب أن يثار في ظل إستمرار الحرب الأهلية وسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في كل من العراق وسورية على أجزاء كبيرة من الأرض ومواردها المائية والنفطية هل سيكون الملف المائي حاضرا في أية تسوية سواء على الصعيد الداخلي أو على صعيد رسم الخارطة الجديدة لمنطقة الشرق الأوسط بعد مرور مائة عام على ترسيم خرائط سايكس –بيكو؟ المشهد يبدو واضحا وجليا بأن تركيا تحاول بجدية الى توظيف سدودها في حجز مياه دجلة والفرات عن سوريا والعراق وإن المسؤلين في البلدين العراق وسورية منشغلون بالملف الأمني ولكن لايكفون عن التنديد والإستنكار بمناسبة أو غير مناسبة بان حقوقهم المائية مهضومة من قبل الجارة تركيا ولم يحركوا ساكنا ولو يقوموا بإتخاذ أية خطوة فعلية ولو خطوة واحدة كالإستفادة من بيوت الخبرة العالمية في هذا المجال أو إشراك المجتمع الدولي حول هذه المحنة الإنسانية تعبيرا لمبدأ حسن النوايا القائمة على أسس من التعاون والمشاركة من طرفهم مع تركيا ؟
ولكن في الجانب الآخر نرى دولة مصر التي بدأت حديثا تعاني من بعض المشاكل مع أثيوبيا بسبب قيام أثيوبيا بالعمل على إنشاء سد النهضة الذي يعد من أحد السدود العملاقة في العالم وكونها دولة المنبع لنهر النيل شريان الحياة لمصر إلا إنها وبالرغم من إمتلاكها الخبرة والكادر العلمي والأكاديمي المتميز قامت بالتعاقد مع بيت الخبرة المكتب الهولندي "دلتارس" بينما إثيوبيا هي الاخرى تعاقدت مع مكتب BRLالفرنسي كمكاتب إستشارية دولية وبيوت خبرة في مجال مشاكل المياه الدولية لغرض القيام بالإجراءات الفنية والتنظيمية و بكافة الدراسات المائية والهيدرولوكية والإقتصادية والإجتماعية والبيئية المتعلقة بالسد ومدى تأثيرها على دولتي المصب السودان ومصر وإن كانت إثيوبيا تنتهج مثل تركيا سياسة المماطلة والتسويف سبيلا لفرض إنشاء وإكمال سدالنهضة كحقيقة على أرض الواقع دون الالتزام بالمواثيق والعهود الدولية إلا أن وحتى اللحظة لم يرى من تركيا ما يشير الى إقرارها كطرف رئيسي بأهمية التعاون المائي مع العراق وسورية لتكون نقطة تحول في مسار حلحلة الأزمة المائية المستعصية أو تحديد إطار زمني للتفاوض وعرض أسباب وتداعيات إنشاء مشروعها العملاق المسمى بمشروع جنوب شرق الأناضول "الكاب" ولكن بدلامن هذا فانها تعمل على فرض سياسة الأمر الواقع على كل من العراق وسورية وتفرض حقائق مشروع الكاب وذلك بالاستمرار في الإنشاءات دون توقف وحتى إكمال آخر السدود المخطط لها، بل أنها تسعى إلى توطيد علاقاتها مع أطراف مثل إسرائيل لدعم توجهاتها بشكل يتناقض مع مصالح العراق وسورية، وهو ما تعكسه الإجراءات التركية السلبقة والحالية
أن حماية المصالح المائية للعراق وسورية حاليا وفي المستقبل وفي إطار الشرعية الدولية ومواثيق الأمم المتحدة الخاصة بالمياه والبيئة وحقوق الإنسان والتي تعترف بحق الآخرين في الحياة والتنمية يجب أن تكون من الأولويات المهمة في أجندة حكومتي العراق وسورية لأن المياه تعني الحق في الحياة، وليكون التفاوض أنسب الخيارات للحسم بدلا من إلغائها او أرجحتها لكي لا يصل الأمر الى أزمة مائية خانقة وحروب قد لا يحمد عقباه لكافة الأطراف وللمنطقة أجمع.
#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟