بشاراه أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 5073 - 2016 / 2 / 13 - 08:24
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
سنواصل بإذن الله الرد على التعليقات التي بدأناها في موضوعنا السابق (تصحيح مفاهيم - « أ »), ولكن قبل ذلك لنا وقفة عند تعليق من أغرب ما رأيناه في أدبيات الحوار والتعليقات المسئولة خاصة إذا كان ذلك في مواضيع تعتبر حرجة بكل الأبعاد, وإساسية لتعلقها بالمعتقد والعاقبة والمصير المحتوم.
في الحقيقة, الموضوع واضح ومحدد والتفاعل معه وبه مؤطر, والقناعات فيه شأن خاص بكل فرد سواءاً أكان طرفاً في الحوار أو متابع, إذ يفترض في العقلاء مراجعة مسارهم بجدية وصدق وليس عيباً أن يكتشف أحدنا أنه إبتعد عن الحق والحقيقة فيعود إليها دون أن ينقص ذلك من قدره شيئاً إن لم يزده ويقوي شخصيته ويقينه.
ولكن للأسف,, إعتدنا أن يطل علينا أناس كل همهم الإنتصار لمواقفهم ومفاهيمهم الخاطئة حتى إن كانت مجافية للمنطق والعقل وكانت حجتهم داحضة وموقفهم مخزٍ. فمثل هؤلاء المحبطين الذين إعتادوا إطلاق صافراتهم من قبورهم وتغريدهم خارج السرب, لا يستترون الرزيلة ولا يتحرجون من الباطل الذي يعلمون أنهم عليه, ومع ذلك يصرون على تزوير الحقائق بصورة مضحكة ومثيرة للشفقة عليهم.
فمثلاً,, قلنا لقد جاء في متي 10: أن يسوع قال:
1. (... لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ.
2. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً.
3. فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا.
4. وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِه ...):
هذا القول عبارة عن نصوص عربية كاملة البان والأركان نحوياً وإنشائياً,, وبالتالي لا تقبل أن لف ودوران وتحايل في تحريف المعنى الذي بلا شك قد فهمه كل الناس, ما عدا ذلك الشخص الذي أبى ولم يقدم ما يبرر هذا الموقف الشاذ الغريب, بل زاد - هذا الزَّمَّار - الطين بِلَّةً بمحاولة تغطية ذقنه. فماذا قال هذا الزَّمَّار في تعليقه وتبريراته؟؟؟
أولاً: بدأ بالموشح والموال الذي إعتاد عليه والذي يدل دائماً على أنه شخص محبط وكرت محروق, ولا يملك سوى التعصب المريض دون إعطاء الفكر فرصة للتفاعل مع الواقع الصارخ ولا أدري هل هو جاد في أنه سيغير الحقائق التي باتت في أعماق وفكر القراء الكرام؟؟؟ رغم أنه لم يعد في الأمر غمة,, ولن يستطيع إتهامنا بالكذب أو التدليس أو التحامل,,, نحن نعرض ما هو موثق في كتب مقدسة لدى كل الأطراف عمرها أكثر من ألفي عام.
وبالتالي لم ننسب منها شيء لغير قائله تماماً كما هو موثق. فنحن لا نستحي من عرض كتابنا الكريم ومعيارنا هو اللغة العربية الفصحى, فنجادل بكل حرف فيه بكامل الثقة, فمن تشكك فيه لجأنا إلى معطيات اللغة والبيان والإبيان فقط وهذا مشترك بين الجميع. أما أن يأتي محرف محترف منحرف ويلوي عنق اللغة ويحاول تزوير الواقع, فإنه لن يصل سوى إلى دمغه بالإفك والسفه والكذب.
لن أتطرق لسبه للإسلام بسبب وبدون سبب,, وهذا داء الحقد والعدوان, هو نفسه لن يستطيع أن يتغلب عليه فإنها لا تعمى الإبصار ولكن القلوب التي في الصدور, وحتى نبين مصيبة هذا الشخص نناقش تعليقاته المتعلقة بكتابه المقدس لديه فقط والذي أساء إليه كثيراً بحمقه وجهله المعهود, وهذا هو الذي يهم الناس أما داءاته فهذه لا شأن لنا بها. وقد إعتدنا أن ننسخ تعليق المعلق كما هو قبل أن نحلل ما يهمنا منه, قال بيداويد النص التالي:
(... سلام المسيح.. جميع الاديان سواء اكانت السماوية او كانت وضعية كالاسلام تثبت حقيقتها من عقيدتها ونصوصها ولا تنتظر الاثباتات من غيرها كحال الإسلام الذى ينتظر من الاخرين الاثباتات فذلك عبثا يحاول هذا الدين الاثبات انه كذلك من خلال النصوص المسيحية، واليهودية ، اما مسالة الشتم والسب في الإسلام الذى تعودت اذاننا على سماعه من هذا الدين باعتبارها اخلاق إسلامية سامية وانه لعلى خلق عظيم وفيه المكارم فاقول يا عينى يا عينى من الاخلاق الرفيعة لا مثيل لها ...)..... كلام مرسل ركيك مضطرب لا تظهر فيه غاية أو هدف.
كل ما أرجوه من السادة القراء والسيدات أن يقرأ كل منهم هذه الفقرة, وأن يحاولوا إستنباط غاية صاحبها رغم ركاكة الأسلوب وإضطراب الفكر الذي جعل النص أشبه بالخطرفة,,, أنا شخصياً لم أفهم منها شيئاً سوى الحقد المركب ضد الإسلام فقط ولا شيء آخر,, فنقول له ولأمثاله "موتوا بغيظكم, قد نبأنا الله من أخباركم.
ثم قال: (... تعرفون الحقيقة من ان المسيحية لا يمكنها ان تعترف بذلك مهما حصل ومن المستحيلات المستحيلة ان يكون ذلك يوما، فعليكم ان تنسوا ذلك كليا، ...).
فنقول له هنا: ما هو الشيء الذي نريد المسيحية أن تعترف به؟؟؟ ..... وما الشيء الذي نريده نحن من المسيحية أو اليهودية؟؟؟ فإن كان إعترافهم بالإسلام فأنت جميعاً تعترفون بينهم وبين أنفسهم بأنه الحق من ربهم شئتم أم أبيتم, ولكنكم إن صرحتم بذلك لفقدتم ميزة التدليس والبهتان, أما إعترافكم بالتحريف بكتابكم فقد أكدتموه ولاتزالون تؤكدونه في محاولاتكم اليائسة ونحن لكم بالمرصاد ما دمتم مصرين على التطاول على الإسلام, فإن رفعتم أقلامكم عنه فلا شأن لنا بكم حتى إن عبدتم "بعلاً",,,
إسمع الآن لقول الله تعالى في سورة البقرة: (وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ - «« مَّا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ »» - وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ « وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ » وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ 145), وقال: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ - «« يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ »» - وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ « لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ» 146), (الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ 147). وها هو ذا الله قد قهر لنا بيداويد ليكون برهاناً عملياً على هذا الفريق الضال من أهل الكتاب, الذين يعلمون أنه الحق ثم يمارون فيه شنآناً وكفراً.
ثانياً: بدأ في ممارسة خصلة التحريف التي إحترفها فقال: (... اما فى مقولة السيد المسيح ماجئت لالقى سلاما بل القى سيفا ،، هذا كلام السيف المسيح يا بشاراة وأقول لك بالفم المليان هذا قوله والمسيح لا يعنى السيف الاسلامى وانما جاء ليفرق الإباء عن الأبناء والبنات عن الأمهات فسيكون هناك من يؤمن وهناك من سيعترض وتحصل مشاكل وهناك من سيحمل صليبه مثقلا بالجراح لاجل الحقيقة والحق،، هذا الكلام في يدخل في خانة الاستعارات ولايدخل في خانة التفسير الضيق لمعنى للسيف الذى رفعه االاسلام في غزواته ...). سبحان الله في أمثال هؤلاء الأفاكين المحرفين حتى في ما هو واضح وبَيَّنٌ أمام الناظرين والسامعين يمارون فيه ...... سبحان الله !!!
أرجوا أن يعذرني القراء الكرام بأنني مضطر إلى نسخ التعليق كما هو, فأنا لست مسئولاً عن ضحالة النص وركاكته وربكته,,, فأرجو المعذرة مرة أخرى ولكنني سأحاول إصلاح المفهوم من خلال الرد عليه رغم أنني أعلم أن قدراتكم كافية لتقييمه وإستنباط أهم مدلولاته.
1. الغريب أن بيداويد هذا لم ينقل قول يسوع كاملاً بل حرفه أيضاً فعبارته المفبركة: (... ماجئت لالقى سلاما بل القى سيفا ...), ليست العبارة التي قالها متي عن يسوع, وإنما بتر هذا المحرف أجزاء من عددين وثم دمجهما مع بعضهما, وهذا يعتبر تزوير حتى في كتابه المقدس لديه وحتى مع وجود النص كاملاً معروضاً أمام القراء الكرام شاهداً عليه.
2. هذا هو يسوع يقول بصريح القول: (لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْض (, كلام واضح وصريح ومباشر يعلن فيه على الملأ بأنه لا يقبل مجرد الظن من مستمعيه بأنه جاء ليلقي سلاماً على الأرض. فلا مجال لأحد أن يحاول إخراج النص من جوهره, لأنه بهذه المحاولة سيزيده تركيزاً وإيضاحاً وتبياناً راسخاً. لذا فالقول "بالتحريف" أفضل بكثير من الإنكار, لأن ذلك ينسجم مع شخصية المسيح التي نحن نعرف صفاءها ونقاءها وفضلها. وهذا يعني أن بيداويد ورهطه هم الذين يسيئون إلى المسيح, ونحن نناضل من أجله.
3. فانظر هنا,, إذ أنه بعد أن نفى عن نفسه المجيء ليلقي سلاماً على الأرض, بين سبب مجيئه الحقيقي بقوله: (... مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً ...). الكلام واضح ومباشر وصريح,,, فقد أكد نفي السلام ثم أكمل الصورة وأغنى عن سؤاله (لم جئت إذاً!!!), أكد إثبات السيف بديلاً عنه,, والحال كذلك وبهذا الوضوح,,, من أين جاء بيداويد بعبارته الهزلية المضحكة المبكية التي قال فيها:
(... هذا كلام السيف المسيح يا بشاراة وأقول لك بالفم المليان هذا قوله والمسيح لا يعنى السيف الاسلامى ...)؟؟؟ ..... إذاً فالرجل متمرس على التدليس والتحريف,, فيسوع لم يقل إن كان سيفه باقة من ورد أو سيفاً إسلامياً أو مجوسياً,,, كل هذا من إبتكاراته المريضة ليخرج نفسه من عنق الزجاجة التي حشرناه فيها. رغم أن الله تعالى قد قهره بأن يقول الحق الذي أراد به باطلاً.
لأنه طبعاً ومن المؤكد بأن هذا السيف الذي لا ينشر سلاماً والذي يفرق بين الأقارب ويشكك الأرحام في بعضهم البعض,, من المستحيل أن يعني السيف الإسلامي المجيد, الذي لم يأذن الله بأن يرفع إلَّا في وجه الظلم ونصرة الحق والدفاع عن النفس, ولإقامة الوزن بالقسط بين الناس, ولا يرفع إلَّا بإذن الله ووفق ضوابطه هو وحده دون سواه.
4. وقام بيداويد بتزوير قول يسوع "ربه" الذي قال فيه صراحةً: (... فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا...), بهذه العبارة السخيفة التي إبتكرها من عنده ليخرج عبرها من الورطة التي هو فيها يتجلجل,, ولا يمكن أن تصدر عن عاقل, قال بيداويد في تبريراته وتحويراته: (... والمسيح لا يعنى السيف الاسلامى وانما جاء ليفرق الإباء عن الأبناء والبنات عن الأمهات ...), فإستدرك بأنه سيواجه بسؤال منطقي يقول له (ولماذا يفرق الأحبة بسيفه البتار؟؟؟),
لذا قال – معللاً - من عنده ومن تأليفه الغريب: (... فسيكون هناك من يؤمن وهناك من سيعترض وتحصل مشاكل وهناك من سيحمل صليبه مثقلا بالجراح لاجل الحقيقة والحق ...)، ها هو ذا يزور قول وغاية يسوع ويفترض أشياء ومفاهيم يستحيل أن يوحي بها النص الواضح الذي جاء في العدد المعني.
لماذا كل هذا الإفك يا بيداويد,,, لماذا تريد أن تستمر في إضلال الناس وحرمانهم من إعمال فكرهم وإختيار طريقهم بأنفسهم بدلاً عن الوصاية التي تفرضها على أفكارهم ومفاهيمهم؟؟؟ ..... لا و ألف لا,, تبريراتك غير مقبولة إلَّا من الشرزمة التي تقف وراءك. ولعله فات عليك أن طرح هذا الإفك بهذه العبارة الجوفاء ستثبت على يسوع ما تحاول أن تبهت به نبي الله ورسوله الخاتم الأمين بأن يسوع جاء يقهر الناس بسيفه على إتباعه أو الموت بالسيف.
فقولك هذا يؤكد ويؤيد ما جاء به لوقا في إصحاح 19 بأن يسوع قال: (27 أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي.),, فهل يسوع قال هذه العبارة يا بيداويد؟؟؟ ..... فإن قلت بالفم المليان على حد تعبيرك,,, فهل هذا الكلام أيضاً يدخل في خانة الاستعارات ولايدخل في خانة التفسير الضيق لمعنى "الإتيان بالأعداء " ولا يعني "ذبحهم قدامه"؟؟؟ ليتك تأتينا بأي نوع من الإستعارات التي نعرفها أو خاصتك التي تعرفها أنت. فإن صح هذا القول عنه,,, فهل هناك معنى آخر سوى الجبروت وقهر الناس على إتباعه أو الموت ذبحاً؟؟؟
5. لم يكتف بذلك القدر من التحريف والتزوير, ولأنه شعر بأن ما قاله لن يكون مقنعاً للأطفال في فلم كرتوني,, قال: (... هذا الكلام يدخل في خانة الاستعارات ولايدخل في خانة التفسير الضيق لمعنى للسيف الذى رفعه االاسلام في غزواته),, إذاً في مفهوم هذا الجاهل حتى باللغة أن قول يسوع: (... وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِه ...), هذه مجرد إستعارة, فقال: (... وهناك من سيعترض وتحصل مشاكل وهناك من سيحمل صليبه مثقلا بالجراح لاجل الحقيقة والحق ...), ما هذا العك والخرف واللجاجة يا عزيزي؟ أهكذا حرفت التوراة والإنجيل؟؟؟
لا يا بيدايد,, النص يقول إن يسوع ما جاء لينشر سلامٍ في الأرض وإنما جاء لينشر سيفاً بتاراً
مسلطاً على البشر, غايته إبدال السلام على الأرض سيفاً وقهراً على الإتباع وتفرقة بين الناس والأقارب, فما رأيك أنت في شخصية بهذه المواصفات, خاصة إذا إستعرضنا الجانب الآخر المناقض تماماً وهو ما جاء به متل, إصحاح 5, الذي يقول يسوع فيه: (وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً ** وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضاً ...).
وهذا بالطبع ما ترجمه الغرب المسيحي بأعلى درجات الرحمة والتسامح فأنتجوا للعالم وللرحمة بالإنسان كل أنواع أسلحة الدمار الشامل والإبادة الجماعية وقنابل النابالم الحارقة والقنابل العنقودية, والنووية والبالستية, والكيميائية والغازية,,, ثم الشنق, والكرسي الكهربائي والحقنة السامة,,, بل وتفضل المعتوه الذي قادهم بقوله "من ليس معنا فهو ضدنا" (... وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي ...). لا يا بيداويد,,, لقد جئت شيئاً إدَّاً.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الآن فلنواصل تحليلنا لتعليقات الأخ مروان سعيد فيما يلي:
قال لنا مروان: (... نحن نحب المسلمين ولكن لانحب التعاليم الشاذة وافلات الغرائز على الاخر نحن نريد توعيتكم وانقاذكم من براثن ابليس الذي انكر موت المسيح وقيامته وانكر عملية الفداء برمتها ولذلك لن تنجوا ...). ..... لا أدري "لم ننجوا من ماذا؟؟؟" المهم هكذا قالها.
نقول له,,, ليس لدينا في الإسلام تعاليم شاذة أو إفلات للغرائز لا على النفس ولا على الآخرين وإنما هذا لا ينفي وجوده في سلوك البعض الذين يدعون الإسلام وهم في الواقع أبعد ما يكونون عنه بأعمالهم التي تترجم هذا البعد وتؤكده. فالإسلام ليس شعاراً أو صليباً يرسم على الجسد أو ينحت على الصخر أو الخشب,, أو يعلق في العنق أو يوضع في المنارات, أو هلال يوضع في المآذن ولا سيفين متقاطعين ولا سيف يوضع مع الشهادتين,,, وإنما هو (إيمان راسخ) و (عمل يؤكد ذلك الإيمان), فلا إيمان بدون عمل ولا عمل بدون إيمان.
فهو (أمر بالمعروف, ونهي عن المنكر, وإيمان بالله). أما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهما يمثلان معاً "الإستقامة" التي صور النبي تطبيقها العملي في خمس كلمات فقط, قالها في حديثه المروي عن أبي عمرو سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه قال: قُلْتُ يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحدا غيرك، قال : (قُلْ آمَنْتُ باللهْ ، ثُمَّ اسْتَقِمْ). فهذا هو شعار المؤمن. فالذي تراه من البعض شاذاً أو لعله إفلاتاً للغرائز كما تقول أو غيره,,, إنما هو سلوك شخصي وتجاوزات مسئول عنها من قام بها والإسلام براء منه ومن عمله, بل والقرآن سيكون شاهداً عليه يوم القيامة.
أما قولك بأنكم تريدون توعيتنا وإنقاذنا من براثن إبليس فهذا إدعاء هزلي مضحك, لا قوام له ولا منطق ولا عقل,, كيف يتلبس إبليس بمن إرتوى وجدانه بسورة الإخلاص وتلا سورة البقرة آناء الليل وأطراف النهار؟؟؟ ..... وقد إعترف الشيطان نفسه بأنه ليس له سلطان عليهم قال تعالى في سورة الحجر: (قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ 39), (إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ 40), وقال في سورة ص: (فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ 73), (إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ 74), إلى قوله: (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ 82), (إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ 83).
الآن,, دعنا من قصة الصلب والقيامة فهذه فندناها وأقمنا الدليل على إستحالتها وطالبناكم بالبرهان الذي يثبت وقوعها أو حتى بالمنطق أو بالعقل,,, فعجزتم,, فلم تتركوا لنا بداً من أن نحاججكم بالمنطق والعقل والموضوعية فقلنا لكم ونكرر قولنا ليسمعه العقلاء أولي الألباب منكم ومن غيركم حتى لا يكون أمرهم عليهم غمة,,, فنقول وبالله التوفيق:
أولاً: حادثة قدرة السفلة - المارقين المجرمين من بني إسرائيل - على المسيح وإهانته وتمزيق ثيابه والبصق عليه ولكمه ثم صلبه وموته ودفته مع الأموات, أي واحدة من هذه الأحداث تدل على الضعف وقلة الحيلة والعجز العام عن الدفاع عن نفسه, فهل الذي يعبد إلهاً ضعيفاً مقهوراً عاجز عن صد الإهانة الموجهة إليه يعتبر ذلك العابد عاقلاً؟؟؟
فكيف يكون هذا الضعيف إلهاً وهو بهذا العجز لدرجة أن شرذمة من الأشرار البائسين يتحكمون في مصيره ويدسونه في التراب بين جيف الأموات بعد إذاقته أنواع وألوان العذاب والقهر والمهانة والتبكيت؟؟؟
هل إله مقهور ومقدور عليه يستحق أن يكون إلهاً يستحق العبادة والإعتماد عليه وجاءه؟؟؟, بلك ويمكن أن يؤمل فيه عاقل بأن يقدم له ما لم يستطع أن يقدمه لنفسه, وقد خزل أتباعه وهم يرون مثلهم الأعلى تحت التراب مهاناً مقهوراً؟
وهل الإله يمشي في الأسواق ويأكل الطعام ويشرب الماء ويتنفس الهواء ويحدث الحدث؟؟؟
وهل هذا الإله المزعوم بهذه المواصفات البشرية المطلقة يمكن أن يكون إبن الله الواحد القهار؟؟؟ قاهر السماوات والأرض رب العرش العظيم؟؟؟
فهل يعقل أن يكون الأب قهاراً, عليماً, قادراً, فعال لما يريد, رفيع الدرجات ذي الطول , حي قيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم, الذي إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون ,,, ثم بعد ذلك يكون إبنه خالياً تماماً من أي صفة من هذه الصفاة,,, ما هذا القول السخيف الذي لا يقول به عاقل ولا مجنون؟؟؟
فقولكم بالصلب والموت والدفن مع الأموات,,, ينفي عنه تماماً فرية الألهية والربوبية والبنوة, إذاً بالعقل والمنطق والموضوعية إعترافكم بالصلب هو تأكيد ضمني بأن الذي تتحدثون عنه بشر لا حول له ولا قوة,,, فإذا كان إبن الله (تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا),, فكيف يتجرأ ملك الموت بالإقتراب منه وأخذ روح ربه وسيده إن كنتم تعقلون؟؟؟ ..... أليس الذي قدر على الإبن ووضعه تحت سلطانه وفعل به ما يريد,,, منطقياً يكون قادراً على الأب أيضاً؟؟؟
وبناءاً على ذلك وتنزيهنا لله من كل نقص, وما تنسبونه ليسوع من قتل وصلب وموت يعتبر من أوثق النواقص التي يتصف بها المخلوق فكيف يعقل أن تنسب للخالق؟؟؟ ومن ثم أصبح اليقين أمامنا هو - بالحق والمنطق والموضوعية – نفي الصلب والموت, لا توجد حياة في الدنيا مرة أخرى سوى الذين ذكرهم الله في كتابه الكريم مثل عزير وحماره,, فهؤلاء لم يكن موتهم في أجلهم الذي أجله الله لهم وإنما كانت آية من الله ليريهم كيف يحي الموتى, فبعد إنقضاء أجلهم ماتوا كغيرهم من البشر. فالأمر واضح,, فالذي تقولونه لا يخرج من كونه مسرحية هزلية ساخرة وضع فصولها بشر فأمركم إبليس بتصديقها ففعلتم بدون تفكير. فلا حجة لكم مقبولة يمكنكم أن تقنعوا بها أنفسهم فما بالكم بإقناع أولي الألباب؟؟؟ إلَّا من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني.
ثم,, دعنا نناقش معك مقولة "الفداء" بالمنطق والعقل والموضوعية ولك أن تجارينا وتدلي بدلوك فيها والقراء شهود بيننا.
1. ما هو منطوق الفداء ومفهومه وعايته أساساً؟؟؟ ..... فلنفترض أن آدم عليه السلام قد إقترف ذنباً لم يغفره الله له وإن "تاب عليه", فما ذنب أبنائه؟ وما المنطق في أن يتحملوا هذا الذنب عنه أو معه؟؟؟ فلو فرضنا أن مجرماً له أبن وتقدم هذا الأبن للقاضي وطلب منه أن يشاطر أباه عقوبته إن كانت سجناً أو أن يتحمل عنه العقوبة إن كانت إعداماً,, فإن قبل القاضي ذلك الطلب وأمضاه,, فما رأيك أنت في مثل هذا القاضي الذي يأخذ بريئاً وبجريمة وذنب غيره, ويبريء مجرماً مداناً؟ ..... أيعقل أن يكون هذا القاضي عادلاً أو عاقلاً؟؟؟
2. كيف يكون الله عدلاً إن أخذ كل البشر بذنب أحدهم,, أليس الأهون عليه أن يغفر للمذنب ذنبه أو يأخذه به من أن يحمِّل الأبرياء ذلك الذنب, ؟؟؟
3. ولماذا يفدي الله الضالين المضلين من البشر بإبنه وحيده (تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً) أو بأي بريء آخر وهو الغفور الرحيم, فيرسله إلى الأرض ليبدأ حياة الكبد من داخل رحم إمرأة عذراء بتول فيعرضها للقتل رجماً على يد جبابرة بني إسرائيل المتربصين بإتهامها بالزنا, فيولد بعد حمل كامل ومخاض, ويعيش الطفولة كاملة والصبا,,, ببشرية كاملة, يأكل الطعام ويشرب الشراب ويحدث الحدث وينام ويستيقظ,,,
كل ذلك حتى يتعذب ويهان ويصلب ويدفن ثم يقوم شبحاً من بين الأموات,,, من أجل غاية لا معنى لها, فقط ليغفر الله الغفار ذنب آدم ويعفي عنه وعن أبنائه, فيفديهم به؟؟؟ ..... فلماذا لا يغفر هذا الذنب وهو الغفار الرحيم فقط بقوله "كن فيكون"؟؟.
لا يوجد أي منطق ولا عقل ولا موضوعية في هذه الفكرة الساذجة السخيفة إلَّا في رأس وفكر الضالين المغيبين المخدوعين بفكرة لن يستطيع أحد أن يقنع بها طفل رضيع فما بالك بالعقلاء من أولي الألباب.
قال لنا أيضاً: (... مع ان يوجد اية عندكم تقر عملية الفداء ولكن شيوخكم فسروها بعكس ما تفسر والا ما تفسير « مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا », ولو فكرنا معا بكلمة احياها ولا يوجد محيي الا الله اي البشر لايقدرون على الاحياء لذ يكون تفسيرها عندما قتلت نفس المسيح كانه قتلت الناس جميعا وعندما قام من بين الاموات اقامنا معه وخلصنا من الموت الحقيقي الذي كان شرط الله على ادم وهو عندما تاكل من هذه الشجرة موتا تموت والموت هنا البعد الابدي عن الله لذا كان في العهد القديم يقدموا خروف رمزا عن المسيح حمل الله الذي قال عنه يوحنا النبي هذا هو حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم ...).
في الحقيقة أمر يحير ويذهب العقل, تخيلوا كيف يفسر هؤلاء الناس الآيات على حسب أهوائهم, في لحظة نسوا أنهم ينكرون أن يكون القرآن من عند الله,,, فما أن يجدوا في آية شيئاً يمكن أن يحوروه لدعم فكرتهم التي يتشككون فيها هم أنفسهم, لا يتورعون في تحويرها لتتناسب مع أهوائهم فيكون أمرهم مضحكاً حقيقةً,,, مثلاً الآية القرآنية تقول:
1. (... مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ...), كان يفترض ان يسألوا أنفسهم عن قوله "من أجل ذلك" فما ذلك الذي من أجله كتب الله على بني إسرائيل....؟؟؟ وماذا كتب عليهم؟؟؟
2. قال: (... أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا ...), لا يشك إثنان في أن المقصود بالإسم الموصول "مَنْ" الفاعل للقتل في هذه العبارة, وهو بلا شك قول عن ذاتٍ غير ذات الله تعالى "القائل", وكلمة "نفساً" إسم نكرة غير مقصودة, وبالتالي تشمل أي ذاتٍ يطلق عليها هذه المفردة. فالمعنى واضح لا لبس فيه, يقول: "أي قاتل, يقتل نفساً بريئة بغير نفس لأنها لم تقتل حتى تؤخذ بتلك النفس التي قتلتها, ولم تعمل فساداً في الأرض تستحق ذلك القتل,, فإن هذا القاتل – عند الله تعالى – فكأنما قتل الناس جميعاً وليست نفس واحدة فقط تلك التي قتلها.
فأين هذا الواقع من الصورة الخيالية التي أتى بها مروان بقوله: (... ولو فكرنا معا بكلمة احياها ولا يوجد محيي الا الله اي البشر لايقدرون على الاحياء لذ يكون تفسيرها عندما قتلت نفس المسيح كانه قتلت الناس جميعا ...),, فما علاقة المسيح والعهد القديم و,,, و,,, و,,, بهذه الآية وهذا المعنى؟؟؟
3. والإحياء هنا ليس المقصود به الإحياء بعد الموت, كما ظن مروان وباقي النصارى, وإنما إعتبر الله تعالى أي عمل يساعد أي نفس على البقاء على قيد الحياة من مأكل ومشرب ومأوى وحماية من الخطر ونصرة ضد الظلم والظالمين إنما هو إحياء للنفس عند الله تعالى, فمجرد القيام بهذا العمل تجاه نفس واحدة – عند الله – كأن القائم به قد أحيا به الناس جميعاً, قال: (...وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا" ...), فأين ذلك من قول مروان: (... وعندما قام من بين الاموات اقامنا معه وخلصنا من الموت الحقيقي الذي كان شرط الله على ادم وهو عندما تاكل من هذه الشجرة موتا تموت والموت هنا البعد الابدي عن الله لذا كان في العهد القديم يقدموا خروف رمزا عن المسيح حمل الله الذي قال عنه يوحنا النبي هذا هو حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم ...).
4. وقوله مثلاً: (... وعندما قام من بين الاموات اقامنا معه وخلصنا من الموت الحقيقي الذي كان شرط الله على ادم وهو عندما تاكل من هذه الشجرة موتا تموت والموت هنا البعد الابدي عن الله ...), فإذا كان هو قد قام من بين الأموات,,, فكيف إذاً أقامكم معهم؟؟؟
ليتك تجاوبني هذا السؤال: ما الذي يجعلك متأكداً من أن قيام يسوع من بين الأموات قد أقام مروان سالم معه؟؟؟ ..... وما ضمانك بأنك نجوت من الموت الحقيقي الذي تقول عنه,, فهل هناك موت حقيقي وموت إصطناعي غير حقيقي؟ فإن كان ذلك كذلك, فكيف تعرف أنك أنت ناجٍ منه؟؟؟
على أية حال,, كان ردنا على مروان بتعليقاتنا التالية بعنوان: (معنى الآية الكريمة), قلنا فيها:
((... الأخ مروان سعيد:
أولاً: هذه الآية الكريمة تفسرها الآيات القلائل التي قبلها, التي تتحدث عن أول حادثة قتل سببها الحسد, حصلت من إبني آدم أحدهما مؤمن صالح والآخر فاجر كافر مجرم,, نزعته شيطانية, وقد حدثت قبل التورات والإنجيل والقرآن, فأصدر الله تعالى حكمه فيها ثم فرضه حكماً على البشر بدءاً من بني إسرائيل لكل حالة مشابهة قتل فيها أحد آخر بدون وجه حق أو فساد يطال المجتمع ويهدد أمنه, وقد إستمر هذا الحكم حتى عند المسيح عيسى بن مريم دون تغيير.
فأراد الله تعالى من رسوله الخاتم أن يبلغ قومه بأن الحكم سيستمر كما هو معهم أيضاً دون تغيير, لذا قال له قص على قومك قصة هذا الحكم, فقال له في سورة المائدة: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ 27) , لأن الذي تقبل الله منه قربانه كان صالحاً مخلصاً لله في قربانه, أما الآخر الشرير لم يتقبل منه فحقد على أخيه وهدده بالقتل ولكن أخاه قال له أن الله يتقبل من المتقين.
ثم قال له (لَئِن بَسَطت إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِين 28), وهذا حال المؤمنين دائماً لا يلاقون الشر بمثله, فقال لأخيه رغم أنه يواجه خطر القتل: (إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ 29).
ذلك الأخ الشرير تملكه الشيطان وصمم على تنفيذ تهديده, قال تعالى: (فَطَوَّعَتْ لهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ 30),
ولشدة شره وفساده وجهله لم يعرف كيف يدفن جثمان أخيه, فأراد الله أن يعلمه الطريقة فكلف بها غراباً, قال تعالى (فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْض لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَال يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَن أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ 31).
وبناءاً على هذه الحادثة الأولى في القتل بين البشر, حرم الله عليهم القتل والفساد في الأرض الذي يوصل إلى القتل مادياً كان أو معنوياً.
فبدأ التشريع بالتحريم من بني إسرائيل, فقال الله لأمة محمد مذكرها بسبب الحكم الذي سيفرض أيضاً عليهم, قال: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ 32.
معنى ذلك أن من قتل نفساً بشرية واحدة - عند الله - يكون ذنبها على القاتل كأنما قتل الناس جميعاً وليست نفس واحدة فقط, ومن أحياها,, سواءاً دافع عنها وصد عنها كل الأسباب التي تحرم الإنسان من حياته سواءاً بالإعتداء عليه من الغير أو بمساعدته وصد شبح الموت جوعاً أو عطشاً أو مرضاً عنه ,,, فهذا قد أحياها . فلو فعل الشخص ذلك الإحياء لنفس واحدة فقط فكانما فعل ذلك الإحياء للناس جميعاً عند الله تعالى.
ثم أصدر الله تعالى حكمه على القاتل ظلماً بغير نفس أو فساد في الأرض, وبين تعالى أن هذا الحكم هو الذي لدى بني إسرائيل وهو ذاته الذي لدى النصارى وهو ذاته التي سيكون مطبقاً على المسلمين بالصيغة التي قال فيها: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ 33).
ولكن مع ذلك لم يقفل الله تعالى الباب أمام ذلك الفاسد المفسد إن راجع نفسه وقرر التوبة والإعتدال, قبل أن تصل إليه يد العدالة, وأراد أن يتوب لله فله ذلك,, قال تعالى: (إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 34). علما بأن الحكمة في فتح باب التوبة أمامه ضمان لإنهاء شره وإعطاءه فرصة للإصلاح,, وأمره بعد ذلك إلى الله تعالى يوم القيامة... فالمعنى كما هو واضح ليس له علاقة بما قلته...))
ثم قال لنا مروان: ((... وان تقول بان الانجل مزور ساحيلك الى اشعيا النبي الذي كان قبل المسيح وقد اكتشفت مخطوطات وادي قمران تعود كتابتها لقبل المسيح. هذه النبؤة قبل مئات السنين
فأشعيا, إصحاح 53: 1-12: (إنما هذه النصوص حقيقة لم تخرج من كونها كلام مبهم وغامض وليس له أي علاقة بالموضوع ولا بيسوع والروايات المتناقضة التي جاءت حوله) فعلى مروان سعيد أن يفسر هذا الغموض بطريقته بدلاً من أن يفسر الآيات القرآنية ويحملها ما لا تحتمله, ونحن في الإنتظار للتجاوب مع كل ما يمكن التجاوب معه بحول الله وقوته.
أما إدعاءه بأنني أنا الذي قلت بأن الإنجيل مزور, هذا ليس قولي,, وإنما قول كتابكم,, وأنا لا أفرق ما بين العهدين فيه لان العهد الجديد يعتمد أساسا على التوراة التي فيها تفاصيل الأحكام فالآن أنت الذي ستقول بهذا التحريف بنفسك أو تنفيه من الصورة الواقعية الحية التي سأواجهك بها الآن فيما يلي:
فمثلاً الوصية السادسة من وصايا موسى العشرة تقول (لَاْ تَقْتُلْ), أمراً صريحاً ومباشراً وواضحاً جلياً,, بدون أي إستثناءات,, ولكن إذا نظرنا إلى عدد من الإصحاحات نجدها كلها تخالف وتناقض معطيات هذه الوصية تماماً بل على النقيض التام منها, فما تبرير ذلك لديكم؟ فعلى سبيل المثال لا الحصر:
(أ) ما جاء في حزقيال, إصحاح 9,, 4-10: (وَقَالَ لَهُ: اعْبُرْ فِي وَسَطِ الْمَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ, وَسِمْ سِمَةً عَلَى جِبَاهِ الرِّجَالِ الَّذِينَ يَئِنُّونَ وَيَتَنَهَّدُونَ عَلَى كُلِّ الرَّجَاسَاتِ الْمَصْنُوعَةِ فِي وَسَطِهَا. ** وَقَالَ لأُولَئِكَ فِي سَمْعِي: اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. ** اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ, وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَابْتَدَأُوا بِالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ. ** وَقَالَ لَهُمْ: نَجِّسُوا الْبَيْتَ, وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا». فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ ... الخ).
(ب) وفي العدد, إصحاح 31,, 17-27: (فَالآنَ اقْتُلُوا كُل ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ. وَكُل امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا ** لكِنْ جَمِيعُ الأَطْفَالِ مِنَ النِّسَاءِ اللوَاتِي لمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ أَبْقُوهُنَّ لكُمْ حَيَّاتٍ. ... الخ), ألى ترى في ذلك مخالفة صريحة وتجاوز أيضاً للوصية السابعة التي تقول (لَاْ تَزْنِ), والوصية الثامنة التي تقول: ( لَاْ تَسْرِقْ)؟؟.
(ج) وكذلك الحال,, مع أشعيا, إصحاح 13,, 14-18: (وَيَكُونُونَ كَظَبْيٍ طَرِيدٍ وَكَغَنَمٍ بِلاَ مَنْ يَجْمَعُهَا . يَلْتَفِتُونَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى شَعْبِهِ وَيَهْرُبُونَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى أَرْضِهِ. ** كُلُّ مَنْ وُجِدَ يُطْعَنُ وَكُلُّ مَنِ انْحَاشَ يَسْقُطُ بِالسَّيْفِ. ** وَتُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ أَمَامَ عُيُونِهِمْ وَتُنْهَبُ بُيُوتُهُمْ وَتُفْضَحُ نِسَاؤُهُمْ. ** هَئَنَذَا أُهَيِّجُ عَلَيْهِمِ الْمَادِيِّينَ الَّذِينَ لاَ يَعْتَدُّونَ بِالْفِضَّةِ وَلاَ يُسَرُّونَ بِالذَّهَبِ ** فَتُحَطِّمُ الْقِسِيُّ الْفِتْيَانَ ولاَ يَرْحَمُونَ ثَمَرَةَ الْبَطْنِ. لاَ تُشْفِقُ عُيُونُهُمْ عَلَى الأَوْلاَدِ.
فالكل قد جاء في العهد القديم,, وهذا يعني أن المصدر واحد هو موسى عليه السلام فالسؤال الجريء المباشر هنا ما يلي:
1. هل نأخذ بالوصية السادسة التي تقول (لَاْ تَقْتُلْ), على أنها هي ما قالها موسى فعلاً, وفي هذه الحالة يكون ما جاء بالإصحاحات المتعارضة والمخالفة والمنتهكة لهذه الوصية "موضوعة" أو محرفة أو مدسوسة على كليم الله موسى؟؟؟ ..... ما لم يكن لكم تفسير آخر موضوعي مقبول للعقل والمنطق, فليتكم تدلونا عليه إن وجد.
2. إن قلت بأن الإصحاحات سليمة وغير محرفة أو موضوعة او مبالغ فيها,,, فهل هناك في كتابهم المقدس قديمه وحديثه إستثناءات صريحة تقول بجواز القتل بأي صورة كانت سوى للهلاك أو النفس بالنفس أو الفساد في الأرض؟؟؟
3. وهل تعتقد أن نبي الله ورسوله موسى عليه السلام يمكن أن يأمر بقتل الأطفال الأبرياء والنساء بحد السيف, فيقول "أقتل للهلاك" حتى الحامل تشف وتقتل كل إمرأة عرفت رجل والإبقاء على الفتيات لكم سبايا؟؟؟ .....
أرجوا – هذه المرة - أن يكون الجواب على هذه الأسئلة المباشرة بمثلها, وفي حالة العجز عن ذلك أو المراوغة والمماراة فيها كما يفعل بيداويد,, يعتبر لدينا إعترافاً صريحاً مقيماً للحجة بالتناقض والتحريف أو الوضع والدس على أحد أولي العزم من الرسل موسى بن عمران عليه السلام.
ثم من ناحية أخرى,, أنظر إلى النهب, والتفرقة العنصرية بين البشر في المعاملات, والكيل بمكيالين كل هذا جزء لا يتجزأ مما هو موثق ومقنن في كاتبكم المقدس لديكم,, فأنظر إلى ما جاء في التثنية, إصحاح 23, 19-20: مانصه (لا تُقْرِضْ أَخَاكَ بِرِباً رِبَا فِضَّةٍ أَوْ رِبَا طَعَامٍ أَوْ رِبَا شَيْءٍ مَا مِمَّا يُقْرَضُ بِرِباً. ** لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِباً وَلكِنْ لأَخِيكَ لا تُقْرِضْ بِرِباً لِيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِليْهِ يَدُكَ فِي الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا. (
فأنظر إلى عبارة « ليباركك الرب الهك », في أي شيء وعلى أي عمل؟؟؟ .... متى ذلك؟؟؟
1. عندما تكيل للناس بمكيالين, أخوك لا تقرضه بربا, وإنما الأجنبي تقرضه بربا,
2. في أي شيء؟؟؟ ..... في كل ما تمتد إليه يدك في الأرض, "نهباً وإعتصاباً", وذلك في أي أرض أنت داخل إليها لتمتلكها من أهلها بعد تصفيتهم بحد السيف.
يقابل هذا الجبروت والنهب والكيل بمكيالين الكثير من أروع صور إقامة الوزن بالقسط بين الناس, كل الناس بما في ذلك العدو, ولغزارته سنكتفي هنا فقط بهذا الحديث عن المصطفى الخاتم الذي أرسله الله رحمةً للعالمين ليتصدى لهذه المظالم وينشر العدل. ففي الحديث المروي عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَنِ اقْتَطَعَ «« شِبْرًا »» مِنَ الأَرْضِ ظُلْمًا طَوَّقَهُ اللهُ إيَّاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ), من أي إنسان مطلقاً.
وفي رواية قال,, حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ عَجْلانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنِ اقْتَطَعَ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ ظُلْمًا طَوَّقَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ).
لا تنه عن خلق وتأتيَ مثله *** عار عليك إذا فعلت عظيم.
لا يزال للمفاهيم تصحيحات باقية
تحية كريمة للقراء الكرام والقارءات
بشاراه أحمد
#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟