أمير الحلاج
الحوار المتمدن-العدد: 5073 - 2016 / 2 / 12 - 23:40
المحور:
الادب والفن
حروب ملونة
أمير الحلاج
وهماً غادرتنا الحروبُ
وتحت ثقلِ الأشياءِ المرئية يهزأُ منا المكفوفون
الحروبُ الملونةُ لا بألوانِ قوس قزحٍ
بالذرائع التي سكبتها حروفُ الكلماتِ المساسةِ اشتهاءً
ليسطعَ الوهمُ سلسلةً تودعنا بقارورةٍ لننام
والحربُ ببوابتيها المشرعتينِ للرياحِ العقيمة
تشهرُ القرمزَ اللونيَّ في صفارِ الوجه
هي القانون الازليُّ المشرَّعُ رغبة الوخزِ لتنثلم الاستقامةُ
فلماذا صورتها البراقة تختلُّ الإِنسانيةُ,
حين تكون الحربُ واجبةً تحت الضغطِ
مرغوبةً تحت الشرطِ
مرفوضةً لأجلِ الديمومةِ ؟
وبأيِّ الحجج المنصوبةِ فخاخَ القنصِ ينبلج التفسيرُ :
المقادون دروعاً يتلاشون لأجل الردع ؟
ولخاتمتنا في النزولِ دربانِ
بين السكتةِ والحادثِ
فما جدوى تثوير الثالوث لنور الإطلاقة
والمستكينُ الحالمُ بالهواءِ المحضِ
يمدّ صفاءَ اليدينِ؟
وهماً نتوهم أن غادرتنا الحروبُ
والمساكن مطراً تتساقط على القاطنين,
وسخرية المكفوفين تطفحُ مدّ الشطِّ
كونهم يحدسون الحقيقة :
-نحن الدمى المتحركةُ بخيوط الجالس خلف الكواليس
مرةً ننحني
مرةً ننتصبُ
مرةً أمراً بسقوطِ الخيوطِ نمارسُ الإنبطاحَ
لتمرَّ الإطلاقةُ
بين أن تشتهي الشقائقَ
أو رأفة بانْحرافٍ تمرّ لتحققَ الحيويةَ
وهماً ونخضعُ صاغرينَ للقدرية,
والوقت يفتحُ بوابةَ التحفيزِ للصباحِ الأبيض
كإنَّ ملاذنا خابٍ
زهرة صبّارٍ تنبت في المللِ المقمطِ طفلَ النكسةِ
ليلاً محاقياً يفتحُ ديمومةَ السواد ,
فنبقى بين التعثرِ والتساقطِ أسرى الانجرافِ الى اللائمة
كوننا نملك الأفواه ونعشش في إنبوبة الصمت .
فسحقاً لشروقٍ يتلكأُ أن يستيقظَ معللاً النفسَ
إنَّ الارتفاع أقصر من أن تنتصبَ القامةُ ,
آه كم هو مرٌّ استفحالُ الهوسِ المنحني
مادامت خيوطُ الدمى وظيفتها السحبُ ,
أهكذا تغادرنا الأرْضُ
أم تفقدُ الجاذبيةَ ؟
وهما ونلونُ حروفَ الوهمِ بما يمطرُ الحلمُ للفرشاةِ الأوامرَ
كيف توزعُ الألوانَ ,
وهماً غادرتنا الحروبُ
والجوعُ يفرضُ أمر القناعة .
#أمير_الحلاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟