أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - نيالاو حسن أيول .... وجع الحب عندما يكون جنوبي .














المزيد.....

نيالاو حسن أيول .... وجع الحب عندما يكون جنوبي .


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5073 - 2016 / 2 / 12 - 20:22
المحور: الادب والفن
    


نيالاو حسن أيول .... وجع الحب عندما يكون جنوبي .

الشاعر أو الفنان الذي يكتب الألم بطعم الحب هذا نبي من زمرة لم تبعث بعد للإنسانية , أدخرها أوبلو لوقت نبيل وقت لا فيه سعادة ولا حزن .... زمن مستقطع من تأريخ الوجود فيه تتسيد الكلمة الحرية الفضيلة وجه السماء الزرقاء إنها الشاعرة الجنوبية من وطن النيل الأول بشقيه الأزرق والأبيض نيالاو حسن أيول , المغردة كبلابل الصباح في يوم ربيعي لم يأبه لرحيل الشمس لأنه يعلم أنها ستعود مضطرة لإرضائه ....
أقول لكم اسمي.
على شكل رفرفة من الأشجار،
مموهة باللون الأخضر والظل،
جذورها سكرى على الأرض القديمة! ...
وعن أي أرض تتكلم الشاعرة التي وصفها بعض النقاد أنها صوت أفريقيا النازحة عندما تتألم وتعشق , تقول في أحدى وجهات نظرها عن دور الشعر في إثبات الهوية الإنسانية لمن يرتمي في حضن الكلمة ((على الشاعر/ة ان يرتدي تراجيدية الحياة حد الكوميديا الساخرة لترتيب الفوضوى في هذا الوجود ومتناقضته وعلى الشاعر/ة أن لا يخفي نيته الحقيقية في كتابة الشعر وهي تعميق وكشف روح عصره بحروبه القذرة ومباهجه ,افراحه ودعاراته وكوارثه وتشويهاته.. الخ)) ,إنها في تماهي حقيقي حين تكون ممثلة للأرض الأفريقية , الأرض أعني كيان غني بكل مقومات الحياة وغني كذلك بكل مقومات الموت , الفقر والقهر الجهل الجوع والمرض , الماء الذي ينساب كالحياة في أرض أفريقيا لم يمنحها حياة كما وعد الرب سابقا .
يريدون الحفاظ على الوطن بالبندقية
وأنا أحلم بالنهر ، المطر الاستوائي
والماء ، الطين ، وحيد القرن،
صقر الجديان والغابة!
وضعت كتاب سيزيف على الشمال
وتسلقت.
أصبحت الصخرة وطني وأنا أصعد
ضغطت على السقف والظلام
وأغلقت السماء من فوقي! ...
الصخر وطن بدل الطين أصل الحياة حيث توافق دارون لأول مرة مع الرب القديم في توصيف مادة الوجود الحي الذي يموت كل يوم في أفريقيا على ضفاف بحيرات وأنهار من عسل وخمر , لكنها متاحة فقط للنسور الجائعة التي لا تشبع وللأسود القادمة من الغابات القطبية حيث لا موطن حقيقي للقوة .
الشاعرة الجنوبية التي تنتمي بالقوة وتدعم أنتماءها بالهوية الطبيعية للأرض تشعر بالألم حين تعشق وحين تعشق يكون حبها ألم على جانبي الروح الإنسانية , روح المحب والحبيب , هي ومشاعرها في خضم الألم تمارس عبادتها للطين وأي طين ذاك الذي يأخذك إلى عصر ما قبل وجود الألم حيث كان الحب هو السيد الذي تسجد له الكائنات ...
كنا عاشقين على الجانب الآخر من النهر!
خبئنا أحلامنا في أفواه أفراس النهر الوردية.
الآن مياه النيل تبحث عن روحي وأنفاسك،
هناك أنين مستمر في الماء! ...
أنين العاشقين وأنين الحب حين لا يجد إلا الموت حاضرا في ضفة الطين ضفة الماء الذي لم ترتوي به أفريقيا ... بلد الحياة الأولى والأبدية حيث باشر الإنسان المولود لوظيفة مهمة هي أن يجعل من جنة الأرض جنة للناس وليس للرب , الرب يكره أن يكرر تجربة المحرقة التي صنعها في ساعة غضب وسماها جهنم لأن أحدهم أزعجه , نيالاو الإنسان الذي عرف ما يرم إليه الرب سواء القديم أو الجديد مارست كل بوحها علنا وأمامه لا لكي تغيضه بل لأجل أن تعريه أمام أنصاره وتخرجه مهزوما ومحرجا من رقصة الموت التي تعلمتها من أسلافها وخاصة من الجدات , الأجداد لا يموتون عادة في حلبات الرقص أما أرتماء على رمال حارقة أو بين أفكاك التماسيح والذئاب الضارية ... إنها حكاية عشق دام .
"ملكال"
الاسم الذي يملأ الضوء
هذا وقت الطاعون!
وفتنة الروح،
وارتفاع الذعر الأعمى،
نحن أبناء الحروب والشتات
نهر "السوباط " و"أعشاب النيل " تتمسك بأجسادنا
دمعنا الأحمر ينز باستمرار على حافة " اللاو"
حتى تتوسع عيوننا السوداء كالسديم
لن نتوقف عن العودة لك ...
يا مرجوة ....
لن تتوقف الشاعرة عن الحب لأنها لا تستطيع التوقف عن الإحساس بالألم لذا كان الشعر وجها جميلا بلون السماء تكتبه يوميا مع الخبر الخالي من ( غموس ) يابس فقط ليسد أفواه الجائعين في زمن متخم بموائد الأباطرة والسلاطين والخلفاء والرؤساء وأصحاب السيادة وأصحاب النيافة والفضيلة , وهناك ملايين من الموتى ينتظرون ليس بقايا طعام ولكن بقايا أرض ليدفنوا فيها ويرقدوا مطمئنين بأنتهاء جولة الحزن وموت أخر لحظة حب حقيقي في أفريقيا .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نتدين ؟ . ح1
- التخطيط الإستراتيجي الأمريكي ووهم العدوان .
- مكابداتي .....
- العراق المدني وقراءات المشهد السياسي
- متى نفهم الله ؟.
- مقدمة في التغيير السياسي في العراق
- المدنيون وقراءة فكر الإسلام السياسي
- تقنيات التسلط ووسائلها
- مستقبل العمل المدني وضمان الديمقراطية
- لماذا تأخر العراق وتقدم الأخرون
- صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية 3
- صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية ح2
- صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية
- دعوى لاستخدام الحياة
- العراق والتنازع الإقليمي وأسبابه
- لوحة سوريالية ليوم البعث
- إشكالية العراق الاقتصادية , أسباب وحلول ح1
- أستئذاب الأنا وخطيئة الافتراس الإنساني
- نحن أبناء الله
- تعرية الإرهاب 4


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - نيالاو حسن أيول .... وجع الحب عندما يكون جنوبي .