أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سارة شريف النطار - و تذكر.........














المزيد.....

و تذكر.........


سارة شريف النطار

الحوار المتمدن-العدد: 5073 - 2016 / 2 / 12 - 19:52
المحور: كتابات ساخرة
    


ترجف أصابع صابر أفندى بشدة، وتمتد الرجفة من أصابع قدمه إلى شعرات رأسه الأشعس، ينكمش فتتداخل كتل لحمه الضخمة داخل بعضها، فيصبح كأنه كومة واحدة .
إنه هو، بالتأكيد رجل من هؤلاء الذين أصبتهم بالنوبات الهستيرية من مواقفى البشعة، عاد لينتقم، يزداد الرعب، يدق قلبه بشدة، تصل حرارة الدم إلى سالب عشرين، ويتذكر .....
شجاره منذ يومين مع زوجته فانيليا إثر ضياع ريموت التلفاز، الذى تنساه دائما موضوعا على الكوميدينو قرب السرير، كلما ذهبت لتنظف غرفة الأطفال، خشية أن يغير صابر أفندى القناة عن مسلسلها المفضل " سعاد ومحرم واللى كان كان " كلما فتحت باب الغرفة تتراجع بها الذاكرة عشر سنين للوراء، عندما ذهبا معا بعد سنة من زواجهما، لإستشارة الطبيب عن تأخر الإنجاب فقال أنهم يحتاجون إلى عملية تتكلف عشرة ألاف جنيهات، جزع صابر أفندى وترقرقت الدموع فى عينيه، عندما تخيل أنه سيسحب عشرة ألاف من حسابه المائة ألف، وأقر أن هذا أمر الله ولا داعى لإنفاق المال بغير حساب. تنازع مع زوجته، صفعها صفعته، ركلته ركلها، ( من هنا من هناك ) تركت له البيت كأي امرأة قوية معتزة بنفسها، وعادت بعد ثلاث ساعات، منكسة الرأس، فأمها وأبيها قد توفيا منذ زمن فذهبت إلى أختها ظريفة ، لتبقى لديها يومين لكن زوجها لطيف، لم يظهر ترحيبا، إنه أمر قديم عندما خطب لطيف أختها ظريفة، وبعد ستة أشهر من الخطبة أجرت فانيليا مكالمة هاتفية له فى مكان عمله، فرد عليها أحد زملاء العمل، و أوكلت له فانيليا أن يوصل تلك الرسالة "بتؤلك فانيليا أخت ظريفة أوعى تنسى علاج الضغط بتاع ماما هاته مع عينات الدوا المجانية اللى بتخنصرها من الشركة". رفد لطيف، حزنت ظريفة، وسكتت فانيليا.
نعود الآن لفانيليا، ذهبت إلى أختها بعد أخر شجار و تحملت حتى يعرف صابر أفندى قيمتها. نعود الآن إلى صابر أفندى سنجده كما هو لكنه فعلا نادم على ما فعله، وتذكر ما فعلته فى أخر موقف كهذا، كانا كعادتهما يغوصان فى النوم، حينما شعرا بوجود حركة غير مألوفة فى البيت ، ساورهما الشك، تقلبت عيونهما فى جميع النواحى للتفكير فى سبب الحركة، يقترب، يزداد العرق، ويبدأن بمراسم الاحتضار، وفجأة تصرخ فانيليا بشدة، فأجمعت كل أهالى الحى يدقون الباب و هاجت الدنيا و ماجت، دخل الأهالى و تتبعوا مصدر الصوت حين وجدوا الفاعل، يقف منكمشا يرتعش إلى جانب الحائط، إنه فأر مسكين! يتحسر صابر أفندى عندما يتذكر أنه لا يملك صوت فانيليا العالى الرفيع أو ( المسرسع ) المزعج .
يقترب أكثر فأكثر، يرفع يده، يستعد للإنقضاض ( أوب يطلع مين أستاذ لطيف بيشارك فى خطة عشان يعرف قيمتهاو تحل عنه كفاية كده ،) ابتسم صابر أفندى، طلق فانيليا، وانتحر لطيف.



#سارة_شريف_النطار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - ما وراء المازوخية -
- - الساحر3 -
- -1940-
- - السادية من منظور مختلف -
- - النزع الأخير-
- - الهروب اللاواعي -
- -خواطر لم تكتمل بعد ! ٢-;--
- -العالم بين يديك.لكنه في وجودي أنا!-
- - الوجه الآخر للعنف -
- -خواطر لم تكتمل بعد !-
- -الساحر٢-;--
- زهرة شباب متوحشة!!
- رسالة إلي الله
- دماء تنذر بالسعادة!!
- الساحر (مسرحية من فصل واحد)


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سارة شريف النطار - و تذكر.........