كامي بزيع
الحوار المتمدن-العدد: 5073 - 2016 / 2 / 12 - 15:27
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
لعل اللغة العربية كانت الابلغ من بين لغات الارض قاطبة بالتعبير عن الانسان وتحديدا بكلمة "نسمة".
تعداد السكان او احصاء المواطنين غالبا مايتم الاشارة له بأنه كذا نسمة، وفي هذا رمزية عميقة الدلالة.
فالانسان ليس شخص –اي بمعنى شخّص- وليس فرد، اي بمعنى انه فردي، وليس عضو - في الجسم المجتمعي- انه نسمة.
نسمة حياة
نسمة حياة نفخها الخالق في تمثال الطين، فنطق ونظر واحس وسمع وشم وفكر وتذكر وحلم اي بإختصار اصبح حيا.
فهي مايحرك الكائن الحي!
فقط بهذه النسمة كان الفاصل بين العدم والموت، بين الوجود واللاوجود، بين ان نكون او لا نكون.
في سفر التكوين "وجبل الرب الاله ادم ترابا من الارض ونفخ في انفه نسمة حياة فصار ادم نفسه حية".
نسمة حياة هي القوة التي جعلت التمثال يتحرك، جعلته حيا بعد ان كان عدما، هي الروح، ويقال ان الروح مشتقة من الريح او بمعنى ادق النسمة او الهواء.
معنى روح في لسان العرب الريح نسيم الهواء، وكذلك نسيم كل شيء وهي مؤنثة.
والروح بمعنى الرحمة او نسيم الحياة ، بقول ابن الاثير "الريح من روح الله" اي من رحمته.
اذن مافي داخل الانسان هو هذه النسمة، اي روح الله التي تعني العلاقة مابين الانسان وخالقه. فمنذ تلك اللحظة التي نفخ فيها الله روحه في تمثال الطين، ارتبط الانسان بالخالق برباط ابدي.
انها نسمة الخالق اي روحه، ولهذا فهي خالدة وابدية، وبهذا فنحن لدينا ارواحا خالدة وابدية.
الروح هو مايحيا به الخلق، ويكون حياة لهم، اي نسيم الريح، وهي من صفات الله.
يعتبر البعض ان الروح والنفس واحد غير ان الروح مذكر والنفس مؤنثة عند العرب.
نسمة حياة نتنسمها مع كل نفس، لذلك ايضا يقال في الاشارة الى الانسان "نفٌس"، النفس، هي ارواحنا التي حلت في الجسد.
ترتبط النسمة بالهواء، والاوكسجين ولذلك لا حياة لنا بدونه...
#كامي_بزيع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟