أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان جواد - ناس تتلكة العجاج وناس تاكل دجاج














المزيد.....

ناس تتلكة العجاج وناس تاكل دجاج


عدنان جواد

الحوار المتمدن-العدد: 5072 - 2016 / 2 / 11 - 10:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ناس تأكل دجاج وناس تتلكة العجاج
هذا المثل قانون شعبي اقتصادي في التوزيع الطبقي للناس في المجتمع العراقي فهو يقسم المجتمع إلى أغنياء التي تأكل الدجاج، حيث أيام زمان عندما كان الدجاج غالي الثمن ولا يأكله إلا الأغنياء، أما الفقراء فكانوا معدمين ويعملون بالسخرة سواء فلاحين عند الإقطاع أو عامل أجير، وعبر التاريخ الطويل دائما يذكر الإمبراطور والقائد والملك والفرعون ولا احد يذكر ذلك البائس الفقير الذي حمل الصخور ليشيد الأهرامات والمعابد والهياكل فتخلد الجالسين في القصور وهم يأمرون وينهون إنها سنة التاريخ.
إن طبيعة العراق شبه الصحراوية المتربة التي يستنشقها الفقير لان منزله لايقي من التراب فضلا عن الإمطار وحرارة الشمس في الصيف فيموت مريضهم لأنه لايمتلك العلاج، بينما طبقة أكلي الدجاج من كثر الترف والأموال الزائدة آخذو يبحثون عن العمليات التجملية للبواسير والمناطق الحساسة ، ومتلقي العجاج لايمتلك حتى (العصارة) أو التحميلة لتهدئة البواسير المتهيجة والقولون المتضخم نتيجة لطعام الحيوانات الخشن من أيام الحكم السابق و الحصار إلى يومنا هذا.
آكلي الدجاج كثر عددهم فسابقا كانت عائلة أو عائلتين أما اليوم فمئات العوائل وتنوعت حسب الفئات والطوائف والقوميات فالطبقة الحاكمة في كردستان تزداد تخمتها وتطالب بالانفصال من اجل رفاهية شعبها كما تدعي!! وهي لاتسدد رواتب موظفيها وترمي اللوم على الحكومة المركزية فيزداد الفقراء من الطبقة المحكومة التي تتلقى العجاج، ولا ننسى آكلي الدجاج من المناطق الغربية الذين ادخلوا الإرهاب بحجة الطائفية والذين يحصلون على التمويل من الخارج بالإضافة الى امتيازات الحكم والمناصب ويتركون أبناء جلدتهم من متلقي العجاج بين الفقر والعوز والهجرة والتخلف وتوقف التعليم وحتى انتهاك الأعراض وهم يجوبون العالم بالهبات والعطايا وأبنائهم يرسلون لأرقى المدارس والجامعات العالمية وعوائلهم تعالج في أفضل المستشفيات الأجنبية.
أما أكلي الدجاج من المناطق الجنوبية الذين كانوا من المظلومين كما يدعون وإنهم عادو لنصرة المظلومين، لكن حدث العكس فالحكم أصبح ملكية إقطاعية تتوزع فيه الحصص ، وبدل من أن يستثمروا أموالهم في العراق اخذو يخرجونها إلى الخارج لأنهم اتو لينهبو ويعوضوا الحرمان السابق، فزاد عدد متلقي العجاج وزاد الحرمان بالرغم من ان النفط الذي يصدر اغلبه من الجنوب ومنهم الجندي ومنهم الشرطي ومنهم الحشد الشعبي الذي أنقذهم من الوقوع لقمة سائغة في يد داعش، وهاهي المرجعية تسحب يدها من آكلي الدجاج بعد أن تعبت من النصح والإرشاد.
بالرغم من إن الأمثال تضرب ولا تقاس وهي عبارة عن حكم تصلح لكل زمان ومكان وأحسن مثال لآكلي الدجاج هم الطبقة السياسية الذين طبقوا التمييز العنصري باسم الديمقراطية فقرروا لأنفسهم رواتب وامتيازات واصبحو يسكنون البروج العاجية خدم وحمايات وترف وعقود وشركات للأبناء والموالين والكهرباء لاتنقطع ، والتعيينات حسب فيتامين (و) سواء كان بالواسطة أو بالورق، وسفر وسياحة حتى إن الجواز يبدل أكثر من مرة لنفاذ أوراقة لكثرة السفر بينما متلقي العجاج لم يسافروا حتى لرؤية مدنهم التاريخية التي بعضها وقع في قبضة داعش فدمر اغلبها بسبب جشع وحب النفس والأنانية للطبقة السياسية.
يقول برنادشو:( إن السلطة لاتفسد الرجال إنما الأغبياء إن وضعو في السلطة فأنهم يفسدونها) إن سرقة المال العام بالعقود الملتوية والوهمية، وبعد ان عجزت الحكومة عن تسديد مستحقات المواطنين دعت إلى التقشف وأول أهدافها المواطن الفقير من متلقي العجاج من زيادة رسوم الكهرباء والماء والهاتف وبعض الخدمات لسد عجز الميزانية لكنها لاتطال أكلي الدجاج وملياراتهم ومزاياهم.
ومن اجل استمرار الحياة والحفاظ على النظام قبل الانهيار يجب على الطبقة السياسية أن تعتمد على مواطنيها وان تستغني عن الحلقات الزائدة وتشرك المواطنين بكل أطيافهم والاستفادة من خبراتهم خصوصا وان شعبنا يملك الكثير من الإمكانيات فعالم الأفكار موجود ، العراقيون في التسعينات كانوا يصنعون السلاح بأيديهم ، ويصنعون الغذاء والدواء واستطاعوا بناء الجسور والمباني الضخمة ، ورأينا ألمانيا عندما دمرت كيف استعادت عوالم الأشياء والأشخاص لأنها تمتلك عالم الأفكار، وان تعتمد على التكنو قراط والكفاءات وإبعاد الفاسدين والمفسدين قبل فوات الأوان فمتلقي العجاج لايمكنهم الصبر أكثر من ذلك.



#عدنان_جواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب وحرب الوكالة
- السعودية وتحالفات التقسيم
- تحرير سنجار وبقاء العرش
- العبادي الى الوراء در
- الاصلاح حلم جميل والواقع شبه مستحيل
- الاصلاح وتقليص الحمايات
- صفر عقاب 100% جريمة
- استشراف المستقبل حسب مراكز الدراسات الاستراتيجية
- الدكتاتورية بشخص او عدة اشخاص
- لولا داعش لسقطت الحكومة
- ابتسم ظريف وغضب نتنياهو فصمت العرب
- زعيم الفقراء ونكران الجميل
- المال العام واللصوصية الوطنية
- الاختلاف بين النظرية والتطبيق الاسلام السياسي مثالا
- الدفاعات الجوية يا حكومتنا الوطنية
- مجازر تتكرر وساسة تبرر
- هدف الحزم هدم ويتم
- دول ريعية وراعية تنفذ حروب عقائدية
- اذا قال اوباما فصدقوه
- التحالف الصهيو سعودي


المزيد.....




- نيللي كريم تعيش هذه التجربة للمرة الأولى في الرياض
- -غير محترم-.. ترامب يهاجم هاريس لغيابها عن عشاء تقليدي للحزب ...
- أول تأكيد من مسؤول كبير في حماس على مقتل يحيى السنوار
- مصر.. النيابة تتدخل لوقف حفل زفاف وتكشف تفاصيل عن -العروس-
- من هي الضابطة آمنة في دبي؟ هذا ما يحمله مستقبل شرطة الإمارات ...
- حزب الله يعلن إطلاق صواريخ على الجليل.. والجيش الإسرائيلي: ا ...
- بعد مقتل السنوار.. وزير الدفاع الأمريكي يلفت لـ-فرصة استثنائ ...
- هرتصوغ ونتنياهو: بعد اغتيال السنوار فتحت نافذة فرص كبيرة
- الحوثي: الاعتداءات الأمريكية لن تثنينا
- -نحتاج لمواجهة الحكومة لإعادة الرهائن-


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان جواد - ناس تتلكة العجاج وناس تاكل دجاج