أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منير ابراهيم تايه - قصص قصيرة بحجم راحة اليد 4














المزيد.....

قصص قصيرة بحجم راحة اليد 4


منير ابراهيم تايه

الحوار المتمدن-العدد: 5072 - 2016 / 2 / 11 - 08:26
المحور: الادب والفن
    


كثيرا ما أتذكر والدتي منذ توفيت، كم مر على غيابها، لا ادري.. عام ام عامين ..لا بل سنة او سنتين لان كل السنين التي مرت كانت قاسية بما فيه الكفاية.. كم أشعر بالغربة والوحدة حين أتذكرها، اشعر وكأن كل شيء في هذه الدنيا قد خدعني سواها، يبدو أن الجميع نسيها، وكأنها اختفت من الوجود .. أننا لا نتذكر الموتى إلا حينما نشعر بالوحدة بين الأحياء، احلم انني مثل طائر الكيوي، الطائر الوحيد الذي لا يملك جناحا يطير به .. أتطلع في السماء فأرى اسراب الطيور تحلق خلف بعضها، تغطي كرة الشمس، وأنا أصعد الصخر، أسوي عشي بين الجحور.. لم تعد الايام كما كانت ولم يعد كاهلي قادرا على حمل ثقل الامنيات، حاولت مرارا تغيير روتين حياتي ولكن بلا طائل فالحياة مليئه بالتفاصيل المزرية رغبنا في ذلك ام لم نرغب.. سيقبلك البؤس قبلة يوميه وكأنها دينا عليه، فتموت الاسماك غرقا وتحبو الطيور لمواصلة مسيرة السرب..
تمسكو بأحبتكم جيدا وعبروا لهم عن حبكم فقد ترحلون او يرحلون، غدا سنكون ذكرى فقط ، والموت لا يستاذن .. أتذكرها فأشعر بحرقة يعز على كبريائي أن يرضخ لها.. أشعر بحزن عظيم لم أعهده من قبل، حزن فطري.. أنها المرة الأولى التي أدرك فيها معنى الوحدة والفشل، أن تكون بلا جناح
أظن أن الوحدة تقتلني ببطئ

كنت اسير في الشارع احمل كيسين من لوازم البيت في كلتا يدي.. ويبدو ان غلاما رمى قشرة موز على الأرض ، ولم أرها فوقعت ، وسال الدم من وجهي، وتبعثر ما في يدي من حاجات ، تجمع المارة من حولي ، قال احدهم وقد رأى الدم يسيل على وجهي..
أين كان فكرك؟ كان يجب أن تنتبه ، أليس لك عينان؟
_ ..........
انشغلت بتضميد جرحي المفغور فاه ، ولم أجب..


الناس في بلدنا يتشائمون من صوت البلابل،فهم يكرهون سماع تغريد البلابل صباحا ويتفائلون بنعيق الغربان، يحبون الغربان، فالغربان في بلدنا مدللة تجدها تملأ البلدة كلها،عجيب أمـر أبناء بلدتنا.. انهم يغتالون البلابل..

في حصة الجغرافيا نظر المعلم إلى خارطة العالم بعد ان علقها على الحائط وقال بحسرة والدمع يتلألأ في مقلتيه.. أتساءل إن كنا موجودين على خارطة هذا العالم؟!!.


بعد ان اصبح العالم قرية مهجورة... التقيا في زاوية منها.. كانا هما الوحيدان المتبقيان من سلالة بني آدم بعد الاجتياح
كانا يتبادلان النظرات طويلا دون كلام، وفي النفس قرار " لا بد من اختلاق أسباب للاقتتال"

للسيطرة على الوضع ارسل المسؤولون دوريات الامن بدلا من اطباء وممرضين وسيارات اسعاف؟!
مقدسية فلسطينية تلبس ثوبها المطرز..
تمسك بعصاها، وتنكت بها الأرض،
تطأطئ رأسها كولي صالح، غير مكترثة بمن يمرون من حولها،
ولمن يسألها تقول:
"تعال انفخ معي، مصيبة لو نبتت شجرة عاركم"

عبارة كتبت على باب احد المحلات التجارية "ستبحث كثيرا إن كان ما تبحث عنه ليس موجودا"
تساءلت في نفسي.. وهل أصبحت حياتي تلخصها هذه العبارة؟

على انقاض الكوخ المهدم.. ووسط الدمار والركام وفي ظل بقايا جدار جلس بجوار ابنته الصغيرة يقرأ لها من كتاب القراءة العربية بصوت مسموع.. "نموت ويحيا الوطن"

هي تحب زهرة النرجس، ربما أكثر من فنجان قهوتها الصباحي، وترى ان أبشع جريمة يرتكبها الإنسان أن ينزع وردة من حضن أمها
هو يحب زهرة النرجس ايضا وحين قدم لها وردة منها تضرج وجهها بالاحمر ، وقررت أن ...

كانت تكلم صديقتها.. ما قلته لك من اسرار العائلة.. ردت عليها سرك في بير مقفول، لم يسمع بالسر العظيم سوي الصغار والكبار وجميع المارة ؟ّ!!
كثيرا ما كان يبكي حظه العاثر في الحياة.. وذات يوم عندما ربح جائزة اليانصيب الكبرى بكى فرحا.. وعندما أصبح شيخا هرما يتكئ على عصاه بكى الحياة.. وعندما غادر الحياة الدنيا بكوا عليه...
هذا الرجل دمه بارد يتكلم ببرود مثير باعصاب باردة، مطلبه ان يعيش في طقس تحت الصفر..
في بداية فصل الشتاء من كل عام كان هو وزوجته واولاده يجلبون الطين ويخلطونه بالتبن ليرمموا به سقف كوخهم المتداعي ليقيهم امطار الشتاء.. كثيرا ما كانوا يحلمون بمنزل اسمنتي يأويهم مع اطفالهم؟ هذا العام لم يرمموا ولم يحلموا ولم يعودوا يملكون سقفا!! لديهم خيمة من لجنة الاغاثة.. لقد دمر جيش الدفاع الاسرائيلي قريتهم وحولها الى ركام!!

سأله احدهم: بماذا تحلم؟
اجاب: ما معنى ما تقول؟ علك تقصد الرغيف..
لم ينته الصراع بينهما حول المعنى؟



#منير_ابراهيم_تايه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة بحجم راحة اليد 3
- للخيال جماله ولذته وسحره -رسالة التوابع والزوابع- لابن شهيد
- قصص قصيرة بحجم راحة اليد (2)
- قصص قصيرة بحجم راحة اليد
- فرنسا تنعى انسانيتها
- انا وظلي
- انا وظلي/ اقاصيص صغيرة
- ماسح الاحذية/ وقصص اخرى قصيرة
- اسرائيل التي تخاف
- الصدفة والضرورة/ قصص قصيرة
- شاي بالنعناع/ قصص قصيرة
- حياة اخرى وقصص اخرى قصيرة
- محطات في فكر مالك بن نبي
- الكواكبي.. ومئة عام من الديكتاتورية
- شوق الدراويش ل -حمور زيادة- رواية تتكىء على التاريخ
- الحمار/ قصة قصيرة
- واسيني الاعرج في رواية -البيت الاندلسي- نكتب لأننا نحب الكتا ...
- عقلية الوفرة وعقلية الندرة..!؟
- الغريبة التي لا اعرفها/ قصص قصيرة
- فنجان قهوة


المزيد.....




- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منير ابراهيم تايه - قصص قصيرة بحجم راحة اليد 4