|
مقارنة بين المسيحية و الاسلام ؟
صباح ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5070 - 2016 / 2 / 9 - 16:37
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مقدمة لمن لا يعرف من الاخوة المسلمين شئ عن المسيحية او سمع من شيوخه عن النصرانية او معتقدات النصارى التي ذكرها مؤلف القرآن ، فأقول لهم استقوا المياه الصافية من منابعها الأصلية، لا من المستنقعات الراكدة . فما سمعتموه من شيوخكم و ما قراتموه في كتب تراثكم البالية لا تعبر عن حقيقة المسيحية بل هي نصوص مشوهه تحكي عن عقيدة الهرطقة النصرانية اتي انقرضت افكارها و باد اصحابها منذ زمن محمد في الجزيرة العربية . وهذا سر الخلاف بين المسيحية وبين الاسلام الغير متجدد . ليس هناك من يدين اليوم بالنصرانية في العالم . صححوا افكاركم ايها المسلمون ، فالعقيدة التي يدين بها مليارات البشر حول الكرة الارضية ليست النصرانية المنقرضة والتي تحدث عنها محمد و قرآنه و لازلتم تتمسكون بها خطأ ، بل هي المسيحية الحقة ذات النبع المسيحاني الاصيل . فمحمد لم يطلع على مسيحية الدولة البيزنطية الصحيحة انما تعلم ما سمعه من نصارى مكة من يهود متنصرين من الهراطقة فقط امثال ورقة بن نوفل و بحيرا الراهب و عداس . هذه هي المسيحية • المسيحية ليست دين شرائع وقوانين و انظمة اجتماعية. المسيح له كل المجد لم يؤسس دولة ولم يؤسس جيشا لنشر تعاليمه بالقوة و بالسيف و الاغتصاب و السبي و الفتوحات والغزوات . المسيح لم يفرض على اتباعه صلاة معينة او مواعيد صلاة او صياما محددا ، ولم يقرر لاتباعه ما يلبسون او ما يأكلون او يشربون ، وكيف يمسحون مؤخرتهم بعد الغائط . ولم يضع قوانين للارث تحدد حصة المراءة ولم يفرض و يحدد اي نوع من العقوبات على اي نوع من الجرائم او الاخطاء التي يرتكبها البشر سواء كان ذلك بحق غيرهم او بحق انفسهم . فتعاليمه روحانية بحتة وليست مادية جامدة. • تعاليم السيد المسيح هي مجموعة اخلاق ومُثل ان عمل بها العالم ساده الخير و عمه السلام . • تعاليم المسيح السامية للاخلاق الراقية تتجسد بقوله : " • «قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَزْنِ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ. « • لقد أسس السيد المسيح تعاليمه كلها على فضيلة واحدة جامعة هي فضيلة المحبة و التسامح ، والمحبة هي اساس كل شئ لأنها مصدر كل الفضائل . حيث قال : " «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ. " • لقد تحدث عن المحبة احد اتباع المسيح وهو بولس الرسول فقال : " ان كنت اتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة فقد صرت نحاسا يطن او صنجا يرن . وإن كانت لي نبوة و اعلم جميع الاسرار وكل علم وإن كان لي كل الايمان حتى انقل الجبال ولكن ليس لي محبة فلست شيئا . المحبة تتأنى و تترفق . المحبة لا تحسد . المحبة لا تتفاخر و لاتنتفخ و لا ُتقبّح و لاتطلب ما لنفسها و لا تحتد ولا تظن السوء و لاتفرح بالأثم ، بل تفرح بالحق و تحتمل كل شئ و تصدق كل شئ و ترجو كل شئ ،المحبة لا تسقط أبدا ." • من ناحية أخرى ، المسيح لم يقرر للانسان نظاما مدنيا او اجتماعيا ، فقد استطاعت الامم التي تدين اغلبية سكانها بالمسيحية ، ان تتطور سياسيا و اجتماعيا و علميا و ثقافيا اعتمادا على وصية المسيح التي فصل بها ربط الدين بالسياسة او بالدولة . عندما قال " اعطوا لقيصر ما لقيصر و اعطوا لله ما لله " كل يأخذ حقه بمعزل عن الاخر دون تداخل . *********** • هذا هو الاسلام المحمدي • ساهمت تعاليم الاسلام مساهمة كبيرة في تخلف العالم الاسلامي عن اللحاق بركب الحضارة البشرية ، ومازال المسلمون مصرّين على اتباع هذا النهج المتخلف . بسبب تصدر الدساتير الاسلامية لفقرة تحدد ان الشريعة الاسلامية هي مصدر التشريع الرئيس للقوانين معتبرين ما جاء بها هي من الله بالرغم من قساوتها و تخلفها ومنطقها البشري الجامد . • ان نبي الاسلام محمد بن عبد المطلب قرر لأتباعه منذ ما يزيد عن الف و اربعمائة عام ماذا يلبسون وماذا يشربون او يلبسون و فرض على ذكورهم أطالة اللحى و حف الشارب . وحدد لهم كيف يفكرون بعد الف وخمسمائة سنة من حكمه الصحراوي . • لقد وضع محمد بنفسه للمسلمين كل الانظمة التي تتعلق بنواحي حياتهم الكبيرة و الصغيرة من ادارة شؤون البلاد على انها احكام من الله ، لايمكن ان يغيرها بشر مهما تقدموا بالحضارة والرقي . وان تعاليم الاسلام والقرآن صالحة لكل زمان و مكان بغض النظر عن التطور الحضاري و الثقافي للبشرية على مر السنين . وها هم يخضعون مجبرين لقوانين الأمم المتحدة الوضعية الاسمى من التشريعات القرآنية بمنع الرق و الاتجار بالبشر و تحريم ملك اليمين و عدم تعدد الزوجات، ورفض عقوبة الجلد والرجم وقطع الرؤس وضرب الاعناق ، والوقوف الدولي ضد الغزوات و سبي النساء وهذه كلها ضد احكام القرآن وقد اقتنعوا بصحتها وتطبيقها بالرغم من تعاليم القرآن ! • خطط محمد للمسلمين كيف تدار الحروب عندما يكون المسلمون اقوياء بالاية القرآنية التي تنص : • " فلا تهنوا وتدعوا الى السلم وانتم الاعلون " و " اعدوا ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم "
• وعندما يكون المسلمون ضعفاء .. اوصاهم : " وان جنحوا للسلم فاجنح لها ." فالحرب خدعة . • حدد نبي الاسلام للمسلمين كيف تقسم حصص الارث ، و الاحكام المتعلقة بالجرائم صغيرها و تافهها ، وتدخّل في الحياة الخاصة بين الرجل وامرأته ، فاعطى للرجل افضل الحقوق و حرم المراءة بعضها ،بل حدد للمسلم باي رجل يدخل الحمام او يخرج من البيت ، او أين يبصق ، او ان جاءه الريح وقت الصلاة ، و تدخل في امور النفاس و الجماع والحيض . ومتى يأكل الثوم والبصل ، او بماذا يتمسّح المسلم بعد التغوط . اضافة لكل ذلك خلف وراءه وصفات طبية اقل ما يقال عنها انها غريبة تثير الضحك ، مثل شرب بول الابل ، و غمس جناح الذبابة بالماء و شربه ففي احد جناحيها داء و الآخر فيه دواء !! • بعد كل هذا نرى العالم الغربي يسير بسرعة رهيبة نحو المستقبل المشرق والتقدم الحضاري المتسارع ، ويقدم للعالم الاسلامي على طبق من فضة نتائج بحوثه و اكتشافاته و اختراعاته و ابتكاراته العلمية والطبية والدوائية و غيرها . بينما نرى مئات الملايين من شباب العالم الاسلامي ، يقصدون الجامعات الاسلامية مثل الازهر وغيره ليبحثوا في جواز او عدم جواز تهنئة المسيحيين في عيدهم ، او جواز القاء السلام عليهم ، وهل هم من الكفرة او المشركين ! ويهتمون بدراسة شرعية مجامعة الرجل لزوجته وقت حيضها من عدمه . او كيفية دفن الميت على وجهه او ظهره ، وكيف يخيفون المسلمين بعذاب القبر و الثعبان الاقرع . ختاما اقول : • قال بوذا الحكيم (الكافر) : " لا تصدق شيئا - بغض النظر عن الكتاب الذي قرأت الأمر فيه او الشخص الذي سمعته منه ، حتى لو كنت انا قائله - الى ان تؤمن تماما بأنه يتفق كلية مع عقلك و مع ما تعتقد أنه المنطق السليم " .
صديقي المسلم : اختم مقالي هذا بكلمة قصيرة : هل تعتقد ان الله عجز عن اثبات نبوة محمد فلم تتفتق مخيلته الا عن كتاب يتحدى فيه فصحاء العرب أن يأتوا بآية او بعشر آيات منه . اهذه معجزة محمد و اعجوبته في اثبات انه رسول الله و خاتم الانبياء ؟ اي تحدٍّ هو هذا ، ومن تراه يكون الحكم او من يعترض على كلام (الله) المؤلف ؟
المرجع : الشك يقود للمعرفة .
#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
امثال لقمان الحكيم في القران مقتبسة من الوثنية
-
الدين سبب تخلف الحضارة العربية و الاسلامية
-
مصادر قصة النبي ابراهيم في القرآن
-
السيرة الذاتية لمحمد بن عبد الله نبي الاسلام
-
التفسير المبين لمعنى الحور العين
-
وانك لعلى خلق عظيم
-
القرآن الارامي
-
من هم الضالين حسب القرآن ؟
-
القرآن و اللوح المحفوظ
-
ما معنى يسوع المسيح ابن الله
-
الارهاب الداعشي يضرب اوربا مجددا
-
من سيرة محمد بن عبد الله رسول الاسلام
-
جمع عثمان للقرآن
-
علم الذرّة في التاريخ
-
الحج لن يستفيد منه المسلم سوى حكومة السعودية
-
المسلمون يهربون من بلاد الاسلام افواجا
-
لو كنت رئيس دولة عربية
-
مقاييس الانبياء الكذبة
-
من خلق الكون والحياة ، الله ام الصُدَفة ؟
-
محمد والمسيح - دراسة مقارنة
المزيد.....
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|