ابشر بطول السلامة شعب مصر

بتر ابيلارد

الحوار المتمدن-العدد: 1378 - 2005 / 11 / 14 - 04:33
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان

أنتهت أو كادت أن تنتهي المسرحية الهزلية التي كتبها ومثلها وشاهدها ونقدها النظام السياسي في مصر. وللمحة من الزمن أُريد بنا أن نصدق أن هناك بالفعل حكومة ومعارضة في الإنتخابات المصرية, وأن هناك فعلا من يسعى للإصلاح أو لحقوق المواطنة. بينما تريخنا الغير مجديد وتاريخ السياسيين القذر يصرخ بعكس ذلك. ورغم تكرار كل الشعارات المرفوعة في افنتخابات من الجميع للدرجة التي تبنى فيها البعض شعارت معارضيهم في إنتخابات سابقة يبقى شعار "الإسلام هو الحل" أكثرهم جاذبية للجميع، سواء كانت جاذبية سلبية أم إيجابية. والقاريء للتصريحات الحالية وربطها بما سبق سيجد نفسه في حيرة شديدة من هذا الشعار الذي يفتقد اي معنى لنظام سياسي. فماذا ياتُرى يقصدون به؟
واي إسلام خو الحل؟
هل هو إسلام منتصر الزيات المُرشح عن حزب علماني والذي يقول لنا بملء فيه: "يجب ان يتوقف الاقباط عن المطالبة بحقوق كاقلية وعن بناء كنائس اكثر من تلك التي يحتاجون اليها. انهم شركاء في الوطن".
أم هو إسلام الإخوان الذي أراد مرشدهم السابق طرد المسيحيين من دخول الجيش المصري؟
أم هو إسلام عمر خالد؟ أم هو إسلام بن لادن/الظواهري/الزرقاوي؟
أم هو إسلام الأزهر؟
أم هو إسلام الجزائر؟ السودان؟ ...
أم أنهم يتكلمون عن إسلام الشعب المصري كافة؟
في إعتقادي أن هذا هو ما يقصده كل من يرفع هذا الشعار، وهو يقصده لغة لا شريعة. فالمطلوب مننا جميعا أياً كان الحاكم منهم أن نسلم له بكل الأمور، ونستسلم لقضاء الله وقدره علينا. ففي النهاية اليس جميع هؤلاء بضاعتنا ردت إلينا؟ فماذا يمكن ان يخرج سياسيا من مجتمع يتمتع بنسيج المجتمع المصري؟ فنحن نعشق الكسل، نهوى الخداع، نمارس الغش والمحسوبية إلى أقصى درجات العفن.. فهل يمكن أن نتصور بعد ذلك أن يخرج من وسطنا من يهتم بصالحنا؟ إذا كان الشعب المصري لا يعنيه من قريب أو بعيد صالحه فلماذا يهتم به أحد؟ إذا كنا لا نعرف كيف نفرق بين مجلس الشعب وماخور فكيف ننتظر أن يخرج من ذلك البناء شريف؟
فمبروك على جميع المشاركين في المسرحية إنتهائها بخير وسلام، ومبروك عليك يا شعب مصر إسلامك أو تسليمك لكل مقدراتك لعصابة لا يختلف أحدهم عن الأخر إلا باللحية، ولتنعم بدوام الزل والفهر وأنتظر إلى أن يحدث في يوم ما في عصر ما أن يخرج عليك وجه جديد قديم ويقنعك بكفر ما يفعلون الآن وإن الإسلام هو الحل ولن يقصد بها إلى إسلام زمام السلطة له.
بيتر أبيلارد

#بتر_ابيلارد (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات