سامى لبيب
الحوار المتمدن-العدد: 5069 - 2016 / 2 / 8 - 16:50
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
- خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم (51) .
هل يمكن القول أن الفكر الإيمانى الدينى يمتلك أطروحات منطقية يمكن الجدال فيها أم هى مجموعة من الإدعاءات بلا سند تعتمد على الإيمان والتصديق دون الدخول فى الجدال حولها , لذا كان عداء الفكر الدينى للفلسفة والفلاسفة حاداً لا يكتفى بالنبذ بل العدائية والإقصاء أيضا , لذا يحق لنا القول بأنها إدعاءات بدون أى منطق .
* لامنطق مع فكرة يُقال أنها غير معقولة .
- الفكر الإيمانى الدينى لا يمكن أن يطرق أبواب المنطق وهذا من معطياته وجوهر تفكيره وبنيانه , فكل المؤمنين بالأديان يتفقون على وجود إله يفوق قدرة العقل الإنساني على فهمه وإستيعابه لأنه لا يدخل في حدود العقل ولا يخضع للتجارب حسب زعمهم , فالإله مطلق بينماعقولنا المسكينة نسبية .. هناك قصة مسيحية طريفة عن القديس أوغسطينوس الذى كان يتجول على شاطئ البحر مفكراً في ماهية الإله وكينونته وذاته ليستعصى هذا على فهمه , فوجد طفلاً صغيراً قد حفر حفرة في الرمال يحاول أن يغمرها بالماء فلما سأله عما يفعل قال له الصغير أنه يريد نقل ماء البحر إلي حفرته , فلما أخبره أوغسطينوس بإستحالة ذلك فاجأبه الطفل بالقول : ولماذا تريد ان تستوعب الله الغير محدود في عقلك المحدود ؟ ثم إختفى الطفل في الحال ! . بغض النظر عن كون الرواية حقيقية أم لا فمغزاها قد وصل بإن الإله في الإيمان المسيحي وفي الأديان عموماً يستحيل إستيعابه عقلياً و كما يقول الكتاب المقدس : لا ينبغي أن نرتقي فوق ما لا ينبغي أن نرتقي .
- يقولون " الله عرفوه بالعقل" أو " الله ما شافوه بس بالعقل عرفوه " ولكن هل هذه المقولة صحيحة لأنها ستطرح سؤال : هل الله معقول , فالفكرالدينى كما فى مثال القديس أوغسطينوس يقر بأن الله فوق العقل ويستحيل إستيعابه بالعقل , وبذا فالإله فكرة غير معقولة لا يمكن إستيعابها , وعليه فالإله فكرة غير منطقية وكل من يتشدق بالإدعاء أن لديه منطق يثبت به وجود الإله هو مُخادع , فالإله غير معقول ولا منطقى فلا يخضع لعقولنا وإستدلالاتها المنطقية .
- هناك نقطة فى منتهى الغرابة فكيف يؤكد المؤمن وجود الإله بينما يعجز عقله عن فهم ماهيته ؟ يعني ما هو الإله الذي يؤمن بوجوده أصلا ؟ فلن تجد أى وعى بذلك بل ستجد من يُحرم هذا السؤال المنطقى الطبيعى , ومن يتفذلك منهم ستجده يخوض فى صفات الإله متصوراً أن هذا يغنى عن ماهيته وكينونته , ولكن الصفة ليست ماهية .!
* تحريم االسؤال لا يتسق مع فكر منطقى فهو يحصن الفكرة فقط من النقد .
يخاصم الفكر الدينى المنطق والعقل عندما يُحرم السؤال ويصادره ويمنع تداوله "يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم " . فالسؤال هو ألف باء بحث عن منطق وفكر متماسك , فكيف تصل الى فكرة جيدة ومنطق يسعفها بدون السؤال .
رغم ان كل المؤشرات تشير بوضوح أن الفكر الدينى لا يعتمد المنطق إلا أن بعض المؤمنين وجدوا أنه من العار ألا تتمنطق الأمور , وخصوصا أن الفكرة التى يتبنوها يرونها كبيرة وعظيمة فبدأ البعض بإختلاق منطق يروجونه وسط العامة لنتصدى فى مقالنا هذا لهذه الاطروحاات لنفضح تهافتها وهشاشتها , ولنكرر سؤالنا كيف تطرح منطق أو أطروحات وأنت تفتقد القدرة على البحث والسؤال .
* ثقافة ومنهج تفكير يُعلى من النقل قبل العقل سيخاصم أى منطق .
- من إشكاليات الثقافة الدينية أنها تُعلى من النقل على العقل أى تجعل توارث التراث بكل مافيه من قصص ومرويات وأقوال الأنبياء والرسل والصحابة والرعيل الأول من رجال الكهنوت والفقه أعلى من تناول العقل له لتكون تلك الرؤية الباب الملكى للجمود والتخلف فعليك قبول الموروث كما هو ولتلقى عقلك عند أقرب صندوق قمامة .
- نهج النقل قبل العقل يخاصم الفكر المنطقى بالضرورة ولا يبقى له أثراً وليسرى هذا النهج الفكري فى كل مناحى الحياة فلا يقتصر على تحصين النص الدينى لتجد شعوبنا تردد شعارات توارثتها بل تصل الأمور الى تبنى أفكار غير دينية بنفس النهج مثلما تم ترديد شعارات الناصرية والقومية والبعث والإشتراكية كالببغاوات , ولم ترحم تلك الثقافة الببغائية الشديدة الحضور والجموح اليساريين لنجد ترديدهم لأقوال لينين وستالين وماو والإشادة بتجاربهم وتاريخهم بشكل صنمى .
- رغم من عدم وجود أرضية تسمح بإنطلاق فكر ومنطق كما ذكرنا فلن يثنينا هذا عن تناول ما يطرحه المؤمنين وطريقة تفكيرهم ومعالجاتهم للإشكاليات التى تواجههم مع معتقداتهم وفكرة الإله والتى تحرجهم بما تقدمه من تهافت وتناقض مع العقل والمنطق والعلم , فلا يكون سبيلهم القليل من المنطقية والمصداقية فهذا غائب تماماً عن الفكر الدينى فلا منطق ولا يحزنون , ولكن هيهات أن يتعاملوا بهذا النهج لنجد خداع النفس هو المًتبع والغش والتلفيق والمراوغة هى السبيل , لتقول أنها مجموعة إدعاءات إفتراضية لا تتحمل الحوار والجدل لتكون ردودهم مرواغة لمحاولة رأب الصدع والتنصل مما يخجلهم ويربكهم .
* منطق السببية العجيب المطاطى .
- منطق السببية هو المنطق الأساسى الذى يتكأ عليه الفكر الإيمانى والذى يتم القفز عليه وإستغلاله بشكل مرواغ ساذج فى محاولة لإثبات وجود إله كما يزعمون , فالبعرة تدل على البعير , والأثر يدل على المسير , فسماء ذات أبراج , وأرض ذات فجاج , ألا تدل على العليم الخبير .
- تندهش أولا من هذا القفز فإذا كانت البعرة تدل على البعير فما علاقة هذا بأن الإله سبب الكون وليس هناك سبب آخر فعلى الأقل وجدنا البعرة من البعير والأثر من المسير .!
- تستغرب أيضا من التعسف والإحتيال والمرواغة فى التعاطى مع منطق السببية , فأنت لا يحق لك أن تزعم مُسبب إلا بعد أن تكون قد كونت خبرة وتجارب ليكون السبب من ذاك المُسبب , فقولنا أن البعرة من البعير لا يعنى أن كل بعرة تدل على بعير , فالبعرة يمكن أن تكون من إنتاج كيان آخر غير البعير أى تكون لأرنب أو ناقه أو أسد ومن هنا لكى نقول البعرة من هذا البعير يلزم لنا أن نشاهد ونرصد ونكون خبرات عديدة عن البعرة التى تسقط من البعير لنضعها فى السببية , فهل يحق أن تقول بأن الله هو خالق الكون فهذا القول مهترئ محتال لأننا لم نشاهد آلهة تخلق أكوان لتتكون خبرة لدينا حتى تقول أن الله خلق كوننا , كما عليك أن نثبت بأن الكون مخلوق من العدم .
- التهافت يأتى فى نهاية تعاطيهم مع منطق السببية الذى إعتمدوه لإثبات وجود إله فهم يتخلصون منه ويلقونه فى صندوق القمامة عندما تطبق هذا المنطق على الله وتسأل من مُسبب الإله ؟ فهنا لا يوجد سببية , فكيف يستقيم هذا المنطق .
إذا جاز أن يكون هناك مُسبب بلا سبب فيحق أن نطبقه على الكون فهو أقل تعقيداً من الإله , فمنطقياً لا تهمل سببية المعقد وتعتنى بسببية البسيط فأنت لا تسأل عن مُسبب الحجر بينما تتوقف كثيرا لتسأل عن مسبب الكمبيوتر .!
* منطق الإستثناء وخصوصية الحل .
تظهر هذه المغالطة عندما يحاول البعض إستبعاد صفة ما من الحل الذي يقترحه بينما تكون تلك الصفة موجودة وأصيلة في الحل ذاته , فعلى سبيل المثال يخبرنا الفكر الديني أن الكون حادث ومتغير لذا لابد له من مُحدث يكون غير مُتغير وغير حَادث وهو الاله ، ولكن المشكلة أن القاعدة المنطقية تقول أن علة المتغير متغيرة , فاذا كان للكون علة فإنها لابد أن تكون مُتغيرة , ومن هنا سننقل للحديث إلى تلك العلة المتغيرة ونقول لابد لها من علة وهكذا , وبالتالي فإن صاحب الحجة إلتمس خصوصية الحل بينما كان الحل الذي اقترحه خاضعاً لنفس مبدأ الاستبعاد الذي أقره .
مثال اخر على نفس المغالطة هي إدعاء المؤمنين أن كل هذا التعقيد الموجود حولنا لايمكنه ان يكون بلاسبب ! ومع هذا نجده يصدق بوجود كينونة معقدة أكثر من الكون وبلا سبب . !
* منطق أن كل الأسباب لمُسبب واحد .
الفكر الدينى يتعامل بسذاجة شديدة فى إثبات وجود إله فهو يطرح فكرة تخاصم أى عقل ومنطق بالقول أن كل الأسباب من مُسبب واحد .. نعم لكل حادث مُسبب ليتوهم فكر المؤمن أن المُسبب فاعل شخصانى ويقصر فهمه على هذا الجانب , فالصخرة تتحرك فلماذا نُقصر حركتها على إنسان دفعها , فلماذا لا نقول أن زلزال تسبب فى حركة الصخرة .. هنا موطن الخلل أنهم يقصرون سببية الحدث فى وجود إرادة شخصانية تفعل هذا , ولكن هذا الزعم خاطئ عندما نستحضر مثال البعرة والبعير أى نشاهد الصخور لا تتحرك إلا بفعل بشرى , إذن لو رصدنا مراراً صخرة تتحرك بفعل بشرى فليس بالضرورة أن يتفرد هذا الحدث بفعل بشرى دوماً فقد يكون بفعل زلزال لم نرصده .
* منطق القفز .
- غالباً ماتكون النتيجة المنطقية للحجة أعم من الاستنتاج النهائي , فمثلاً في حجة السبب الاول فالفكر الديني يستنتج انه لابد من وجود سبب أول كنتيجة منطقية ثم يقفز فجأة للاستنتاج بأن هذا السبب هو الاله !
-لو تغاضينا عن حجة السبب الأول فإنها تُثبت وجود سبب أول لاغير ولكن هذه الحجة لا توضح لنا صفات السبب الاول فهي لا تخبرنا أن السبب الاول لابد ان يكون مريداً عالماً حكيماً عادلاً...الخ , وبالتالي فإن الإستنتاج بأن السبب الاول لابد أن يكون إله مُريد ولاشيء غيره هو تخصيص غير مبرر وقفز من نتيجة الى أخرى بلا ترابط منطقي .
* منطق التعميم .
المؤمن يستخدم منطق التعميم فى كل المسائل المطروحة للسؤال , فبدءاً من تعميم السببية التى تناولناها إلى فكرة المصمم العاقل , فهو يرى أنه طالما الفخار والساعة والكرسى لها صانع عاقل فالكون والطبيعة لها صانع عاقل وهذا الإدعاء الذى لا يرتقى لمنطق بتهافته وتحايله ومرواغته يمكن تفنيده بكلمتين الأولى : أن ليس مَنشأ كل النيران جاء من عود كبريت , والثانية : الزعم أن كل مُنتج فى الكون من صانع عاقل يُلزمك بمعاينة مُسببات الكل وأنها جاءت من كيان عاقل , وإذا كان هذا ممتنع فستجد أن المنتجات الطبيعية جاءت من وجود مادى غير عاقل كالأمطار والزلازل والبراكين ألخ .
* مغالطة الإختزال .
مضمون المغالطة هو ان صفات الجزء ليست بالضرورة صفات الكل , ففي مناقشات الدينيين يكون الكل هو الكون والجزء هي الكينونات التي حولنا لذا فأي محاولة لاثبات صفة للكون ككل بالاعتماد على صفات الكينونات التي تحيط بنا أى الأجزاء يكون غير صحيح منطقياً , ففي حجة السبب الأول أو المحرك الاول يُلاحظ صاحب الرؤية أن كل ماحوله يكون سبباً لغيره ولايمكن أن يُسبب نفسه فينطلق للتعميم بأن الكون لايمكن أن يُسبب نفسه أو أن سبب الكون لا بد أن يكون من جنسه فتكون المغالطة هي أنه عمم على الكل صفات الجزء بلا أى دليل .
* منطق نظام وقوانين الطبيعة تثبت وجود إله .
هذه الخربشة جالت فى خاطرى بعدما إطلعت على مايسمونه حجة ابراهيم أمام نمرود والتى وردت بالقرآن "قالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "سورة البقرة . لأستظرف هذا المنطق المتهافت الطريف , فإبراهيم إعتبر ظاهرة طبيعية ثابتة هى من فعل وإنتاج إلهه ليطلب من نمرود أن يأتى بالعكس ويجعل الشمس تشرق من الغرب بينما تكون الحجة قوية حال تحدى ابراهيم وذكر لنمرود أن إلهى قادر أن يأتى بالشمس غداً من الغرب , فلو كنت إلها فلتجعل الشمس تأتى من الغرب بعد الغد .
المؤمنين بفكرة الإله يتبعون هذا النهج بالسطو على الطبيعة وقوانينها وإنسابها لإلههم ولكن هذا الكلام خاطئ لأن قوانين الطبيعة لا تتغير وثابته , وعدم التغيير يثبت عدم وجود إله !! ليسأل سائل كيف يكون هذا لنجيب أنه لو كان هناك إله وضع هذه القوانين لشهدنا كيف يغيرها , فتغيير الثابت يدل على وجود مُوجد , وعدم تغيير الثابت يدل على عدم وجود مُوجد , فعلى سبيل المثال لو أدعى شخص أنه يملك موقع إنترنتى وهو من صممه ويتحكم به طوال الوقت ليطالبنا بتصديق ذلك ودليله أنه سيحدث تغيير بالموقع غداً ولكن فشله في حدوث هذا التغيير سيبطل ما يدعيه وخصوصا إن كان هو من يطالبنا بتصديقه . قد يقول قائل أن عدم التغيير لا يعني أنه لا يملكه وهذا القول غير صحيح لأن صاحب الموقع هو من قال إطلبوا مني وسأغير بالموقع وفشل بفعل ذلك فهو من أدعى ذلك وأثبت بطلان مايدعيه .
لهذا السبب نرى أن جميع الأديان تدعي أن الإله الذي تتبعه يقدم معجزات تثبت سيطرته على قوانين الطبيعة , بمعنى آخر أن الإله أحدث تغيير في قوانين الطبيعة ليثبت للإنسان أنه موجود وحقيقي وقادر على خرق ناموس الطبيعة ,لتكون المعجزة هى خرق قوانين الطبيعة الثابتة كدلالة على وجود إله مُتحكم وإلا سنجد أى مدعى يزعم أن إلهه هو المتحكم فى الطبيعة كمثال ابراهيم , وهذا يعنى أن ثبات وعدم تغيير قوانين الطبيعة لا يثبت وجود إله بينما خرقها يعنى وجود قوة فاعلة غير الطبيعة .
- قد يقول قائل لو لم تكن هذه القوانين ثابته لحصل فوضى في الكون وهذا القول صحيح , ولكن نحن لا نتحدث عن تغيير لقوانين الطبيعة بطريقة مستمرة وعشوائية وإنما تغيير يثبت من خلاله انه إله قادر كما فعلها سابقاً كما يزعمون كأن يفقد مؤمن عينه ثم يدعو الإله فيخلق له عين أخرى أو يجعل الإله الشمس تشرق من الغرب ولتلاحظ أن الإله القادر على تغيير قوانين الطبيعة فى لحظة قادر على ألا يصيب منظومة الحياة الفوضى أليس كذلك .
- هناك نقطة أخرى فى غاية الأهمية وهى أننا إنزلقنا لزعم أن النظام والقوانين الطبيعية هى لإله فكيف تثبت هذا الزعم , وأن هذا السبب من ذاك المُسبب حصرا , وأن مصدر كل النيران هى من عود ثقاب .
* المنطق الدائرى .
إذا سألت عالم الدين : كيف تثبت أن محمد رسول من الخالق ؟.سيجيبك: محمد له معجزات تثبت علاقته بالخالق وإذا تجاوزت أن لمحمد معجزات وسألته : وكيف تعلم إنها معجزات وليست سحر ؟ سيجيبك: لأن محمد رسول لذلك هي معجزات وليست سحر , وإذا سألته : كيف علمت إنه رسول لتثبت إن ما فعله معجزات وليس سحر؟ سيجيبك : لأنه رسول وليس بساحر والقرآن ذكر هذا , وهكذا يعيدك للسؤال الأول .!
مثال آخر : إذا سألت عالم آخر : كيف تثبت أن الله حفظ القرآن من التحريف؟ فسيجيبك : لأن الله قال بالقرآن "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ "وإذا سألته : وكيف تثبت أن هذه الآية ليست محرفة وضعها من حرف القرآن؟ فسيجيبك : لأن الله حفظ القرآن من التحريف فهو هنا يأتي بالإثبات من المطلوب إثباته ليعيدك للسؤال الأساسي .
مثال آخر : كيف تثبت وجود إله ؟ ليجيبك أن القرآن والكتاب المقدس ذكر أن للكون إله , لتقول له وكيف تثبت أن القرآن والكتاب المقدس كلام الإله؟ ليجيبك بكل براءة لأن الله ذكر فى القرآن والكتاب المقدس أن هذا كلامه .!
* منطق إثبات ماهو مطلوب اثباته , أو المنطق اللولبى .
- هذه الجزئية سأقول إنها حيلة متهافته ساذجة وضحك على الذقون فهى لا تمت لأى فكر منطقى بصلة , فعندما تسأل عن من خلق الحياة والطبيعة تجد الإجابة بأنه الله , وعندما تسأل ماهو دليلك فى إثبات ذلك تجد إجابة غريبة وطريفة فالمؤمن يستشهد بمخلوقات أخرى أى أنه يثبت ما هو مطلوب إثباته ولنا الآية القرآنية التى تقول ( وضرب لنا مثلا ونسي خلقه, قال من يحي العظام وهي رميم, قل يحيها الذي أنشأها أول مرة, وهو بكل خلق عليم, الذي جعل لكم من الشجر الاخضر نارا, فإذا انتم منه توقدون, أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على ان يخلق مثلهن, بل وهو الخلاق العليم, إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ) فالقرآن هنا يريد إثبات أن الله بحيى العظام وهى رميم من خلال إنساب مخلوفات أخرى للإله وهو هنا لم بثبت أن تلك المخلوقات من الإله أى لم يثبت القضية المراد إثباتها .!!
- تأتى على هذه الشاكلة الكثير من الآيات القرآنية نكتفى ببعضها مثل (ألا ينظرون الى الابل كيف خُلقت) . أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً ﴿-;-٦-;-٣-;- الحج﴾-;- . أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴿-;-٧-;- المجادلة﴾-;- . أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴿-;-١-;-٠-;-٧-;- البقرة﴾-;- . أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ ﴿-;-٣-;-١-;- لقمان﴾-;- . أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴿-;-٤-;-١-;- النور﴾-;- .
ولك أن تتوقف ملياً أمام هذا المنطق الغريب الطريف , فالإله يريد إثبات ألوهيته وخلقه مُستشهدا بقول "ألم تر" , بينما لم يرى احد شيئا !!!
* منطق أن الوعى والفكرة جاءت قبل المادة وأنتجتها .
- هذا المنطق الفاسد ينهار أمام حقيقة أن المادة سابقة على الوعى وتشكل مفرداته , وأرى أن سبب هذا الوعى المغالط هو الأنا الانسانية المتغطرسة المُنسلخة والمُفارقة للطبيعة والجاهلة أنها جزء من للطبيعة التى أنتجتها .
-هناك من يتوهم ان الوعى والفكرة جاءت قبل المنتج المادى وسبيله فى ذلك هو فهمه الخاطئ للإختراعات والإكتشافات , بينما الإختراع جاء من تركيب صور وموجودات مادية بشكل علمى منطقى فلا يوجد إختراع جاء من صور مُستحدثة للمادة مُستقلة عن الوعى .
* منطق الفرضية المراد إثباتها لا يقدر العقل على استيعابها .
هذا بالفعل أقبح وأهون منطق يمكن أن يُقال إذا صح إعتباره منطق , فهو ليس سوى عملية هروب من الاشكاليات يحركها إدراك داخلى بهشاشة الفكرة وتهافتها ليكون تحصينها بعدم القدرة على استيعابها وإدراكها لنقول لصاحب هذا الفكر المتهافت : من أين أدركت أن العقل يستحيل له أن يدرك الخالق فألم تستعين بعقلك لإنتاج هذه الحجة فهذا يعنى أن عقلك قادك لتلك الحجة , أى حضرتك عاينت ودرست وتلمست الإله ثم أدركت أنه لا يمكن إدراكه .!
* منطق ليس كل ما لا يمكن رؤيته هو غير موجود .
منطق صحيح ولكن المؤمن يتعاطى معه بشكل مراوغ ومزيف , فالقول ليس كل ما لا يمكن رؤيته هو غير موجود صحيح علمياً وفيزيائياً ومنطقياً , فهناك موجودات كالأشعة بل الذرة نفسها لا نراها ولكن لا يعنى عدم رؤيتها أنها غير موجودة ولكن يمكن تقديم منطق يقول كل ما لا يمكن معاينته بأى وسيلة أو تقنية أو قياس هو غير موجود ولنرى كيف يكون ردهم على زعم وجود إله لا يمكن معاينته .
* منطق الاخ مروان سعيد .
- بداية كل الإحترام والتقدير للأخ مروان سعيد الدائم الإلحاح بفكرة : أنا رأيت المعجزة بأم عيني أو شاهدت فيديو كليب عن العائدين من الموت ، ورأيت حوادث غريبة لا يمكن أن تكون طبيعية ، فهل تنكر كل هذا ؟.
لأسأله كيف عرفت بأن ما رأيته كان معجزة وليس سبباً طبيعياً نجهل كينونته المادية ، فغرابة الاحداث لاتعني بالضرورة أن هناك قوة خفية فوق طبيعية تدير الامور .
- إن الله في الفكر الديني غير مادي , فهل ذكرت لى كيف يمكن ان تكون هناك صلة بين ماهو غير مادي وماهو مادي بحيث يُسبب اللامادي الأسباب في العالم المادي ؟ فإنه بمقتضى قانون السببية لابد من وجود صلة أو ربط بين السبب والنتيجة فكيف يرتبط الغير مادي بالمادي ؟!.
** أسئلة للتفكير :
* هل من المنطق القول أن مُنشئ الشيء قادر على إدارته حصراً متفرداً .
* وهل من المنطق القول أن منشئ الشيء قادر على إفناءه متفرداً وحصرياً .
* هل من المنطق سيطرة المنشئ المطلقة المتفردة بعد إنشاءه أم هى متأرجحة واحتمالية متفاوتة .
** فكر الهروب .
* إنهم يهربون من الدين إلى الإله ويهربون من الاله للدين .
- يحدث في كثير من الأحيان عندما نسأل أحد المؤمنين حول بعض ما ورد في نصوص دينه لنجده متعارضاً مع المنطق أو مع العلم أو مخالفاً لما نراه سلوكاً مقبولاً لنجد المتدين يذهب ليتكلم في واد آخر عن نشأة أو وجود المادة والكون والحياة الاُولى وغيرها من الأمور التي لم يبين العلم تفاصيلها بعد وكيف أن الإله حسب رأيه التفسير الوحيد لتلك الامور المبهمة بالرغم أن طرحه هذا ليس القضية المثارة .
- عندما تنتفد الدين والفكر الدينى تجد من يقول لك كيف تنتقد دين لا تؤمن به , وعندما تنتقد فكرة الاله تجد من يقول لك : أنت لم تعاين وتفهم محبة المسيح لك او عظمة ونور محمد والتشريعات ومكارم الاخلاق التى أسسها الإسلام .
* منطق خلق قضية خلافية .
المنطق الايمانى متهافت وهش لذا يخلق قضية خلافية يوارى بها خيبة منطقه , فتجد المسلم يستهزئ ويسخر من إيمان المسيحى بأن المسيح هو الله المتجسد الفادى , وتجد المسيحى يستهزئ بإيمان المسلم بجنة النكاح وبمحمد الباحث عن شهواته والدم لتجد أن ما يأخذونه على انفسهم شئ ليس ذو معنى , فما المانع أن ينزل الله الى الأرض طالما قدرته ومشيئته المطلقة تتيح ذلك , وما المانع أن يكون محمد باحث عن شهواته وتلك الجنه التى بمثابة كباريه , فالإنسان يحب الجنس .. كل هذه الأمور تاهت عن السؤال عن ماهية الإله وهل هو موجود أم لا .!
* منطق الحدوتة والإلهاء .
عندما تُثير قضية الخلق وكيف يمكن القول الخلق فى الزمن وهل الإله خاضع للزمن تجد من يحكى لك أن الخلق لا يعنى اليوم الذى نعرفه فقد يكون ألف سنه او خمسون ألف سنه مما يعدون , وهنا صاحبنا يلهينا عن الفكرة الاساسية التى تنفى الخلق فى الزمن , فليكن اليوم الإلهى بمليون سنه وليس ألف أو خمسون ألف , فقضيتنا عن الخلق فى الزمن , فالزمن يعنى حركة المكان أى لوجود يوم إلهى فهذا يعنى وجود مكان يدور ومنه يقيس الإله يومه , أى أن المكان قبل الخلق ومستقل عنه فكيف يكون هناك خلق فى الزمن , ليدور صاحبنا المؤمن مرة ثانية فى حدوتة الخلق والايام الستة ليلهى نفسه عن معنى الزمن وإستحالة الخلق فى الزمن .
* منطق العجز : طب فتش انت ودور !
يلجأ المؤمن بفكرة الإله بعد أن يعجز عن إثبات وجوده إلى القول : إثبت أنت ان الإله غير موجود !. فكيف تُصنف قوله هذا ؟ هل هو منطق أم الهراء والعجز والفشل التام فهو عاجز عن اثبات وجود إلهه بالرغم من صراخه ويقينه بوجوده ليهرب المُدعى ويطلب أن تبحث انت وتفتش عن إدعاءه .. طب أنا حلمت بوجود تنين ازرق طائر كالرخ فبرجاء البحث عنه .
- يمكن تلخيص منطق المؤمنين بالإنسان الذى يعيش الحياة ليتجنب الوقوع فى بئر , فهو يحاول التجنب أو المرواغة حتى لا يقع فى البئر ولكنه لا يفلح .. الحمقى بدلا من اأن تنصرف عن البئر لما هو موجود خارجه تظل تحدق فى البئر وترتعد من لحظة السقوط ولا مانع من أن تمارس أى افعال مخبولة حتى لا تكون لحظة السقوط مؤلمة , ولكنها عندما تسقط لن تدرك شيئا لتبقى فى احلامها متأملة كيف لها أن تخرج من البئر ثانية .. أعزائى لا يوجد شئ فى البئر .
دمتم بخير .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .
#سامى_لبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟