سلاح الاستخبارات الصهيونية ... الوحدة ( 8200 )

محمد فوزي العجيلي

الحوار المتمدن-العدد: 5068 - 2016 / 2 / 7 - 14:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ليس غريبا ان نقرأ او ان نسمع من الامور ما يشاب له الشعر وتقشعر منه الابدان ... وخاصة في عالم السياسة .. حيث تنعدم فيها القواعد ... ويغيب فيها الاصول وتضيع عنها المبادئ .... ونحن امة العرب في غفوة عن ذلك ماضون ... وقد يركز بعضنا على كيفية التفنن في اعداد الولائم او كيف يكسب ود بعض الحسناوات ...اما ما يهم مستقبل الامة ومصلحتها الكبيرة فهذا شأن اصبح بعيد المنال الا بعض رجال امتي الذين يعنيهم ذلك وقد بدأوا بالتحرك لاجل المستقبل والاهتمام بالتقنيات العلمية الحديثة لاجل توظيفها في تطوير وتقدم الامة ... ما يهمنا من هذه المقدمة ان هناك من هذه الامور ان الكيان الصهيوني قد اوجد فريق عمل اطلق عليه ( الوحدة 8200 ) وهذا الفريق يعمل كوحدة مقاتلة ليس على الارض وليست هي وحدة مقاتلة تقليدية حاملة الاسلحة النارية .... وليست هي وحدة قد درست في كليات الاركان الحربية وتدربت في ارقى المدارس العسكرية ... انها وحدة مقاتلة بعقلها وذكائها في عالم الفضاء الشاسع ... انها فريق كامل لزرع الفتنة بين الشعوب والاوطان المناؤة لسياستها والتي تشكل خطورة على مستقبلها ...فريق استغل كل انواع التكنولوجيا الالكترونية الحديثة لاجل تحقيق اهدافهم التجسسية ومحاربة اعدائهم بشكل مباشر وغير مباشر ... استطاعو من تأسيس صفحات ومجموعات مختلفة وبأسماء وهمية واستغلوا بذلك اسماء الصحابة الكرام مدركين مدى الحساسية في التعمال مع هذه الاسماء وخاصة اسماء ابو بكر وعمر وعلي والحسين رضي الله عنهم واسماء الانبياء وكلها اسماء مزورة ... يديرها مجموعة من الشباب الواعي المثقف بعلوم الشبكة العنكبوتية ... وقد تم تجنيد آلاف الشباب من طلاب الثانوية ليشكلوا أكبر جيش الكتروني لنشر الفكر الصهيوني والتوغل في أعماق العالم الإسلامي وتسميم ثقافة وفكر المسلمين وضرب قيمهم الأخلاقية والإنسانية والعقائدية ..وهم يعملون بهدوء على بث الفتن وترويج الإشاعات واستهداف الناشطين والمثقفين وتأجيج فتن مذهبية دينية ...
وقد قام اخيرا أفيخاي أدرعي بتكريم مجموعة من الوحدة 8200 للعدو الاسرائيلي التابعة لثاني أكبر جهاز للتنصت والتشويش والتجسس والتكنولوجيا الإلكترونية في العالم بعد أمريكا .. والذي بدأ منذ سنوات الدخول والتغلغل عبر شبكة التواصل الاجتماعي ..حيث قامت بتجنيد الوحدة 8200 الاسرائيلية( י-;-ח-;-י-;-ד-;-ה-;- 8200, Yehida Shmoneh-Matayim )هي وحدة سلاح الاستخبارات الإسرائيلية المسؤولة عن جمع المعلومات الاستخبارية .
وتظهر الوحدة 8200 في المنشورات الصهيونية العسكرية باعتبارها الوحدة المركزية المسؤولة عن قيادة الحرب الإلكترونية في الجيش الإسرائيلي وتتبع لسلاح الاستخبارات الصهيونية ويشار إليها باسم الوحدة الوطنية SIGINT الإسرائيلي...
فهل يدرك ابناء امتنا هذا الخطر الذي بدأ يغزو صفحات التواصل الاجتماعي وقيام حربا بل حروب على صفحات كثيرة وقيام حرب طائفية من جهة وحرب عنصرية من جهة اخرى لاسباب فرضت عليهم وابعدتهم من التفكير الجدي الذي يخدم مصالح الامة وقيمها الاساسية... حروبا تتأجج فيها المشاعر وتفور فيها الدماء في رؤوسهم ... وتختلط فيها القيم ويضيع فيها ابناؤنا .... وهم حصب نارها وحطام حروبها ... والقاتل والمقتول هم ابناء شعبنا وامتنا ... وقد نجحوا من زرع الفتنة الى حد كبير ونجحوا في ايقادها وانتشارها بين ابناء الامة ... باتت هذه الظاهرة المؤلمة تقلق مصيرنا وتسرق النوم من عيوننا ...وراحت الملايين من الضحايا بسبب ذلك ...غافلين النهضة العلمية الالكتونية التي تسعى دول العالم لتجعلنا من خلالها اسرى صناعتهم وتقدمهم التكنولوجي ... ومن حيث لا ندري او ندري عبيداَ لسياساتهم الهدامة .... وتناسينا حضارتنا وتقدمها العلمي الذي غذى الغرب سنين عديدة ... اننا ايها النائمون بحاجة الى صحوة حقيقية تعيد حضورنا ووجودنا لنلحق بركب التقدم العلمي .... إن ما يشهده العالم اليوم من متغيرات وتحديات كبيرة يفرض علينا جميعاً ضرورة توحيد جهودنا في توظيف التقنيات الحديثة لتحقيق هدف واحد، ألا وهو سعادة الإنسان وخدمة الإنسانية، والنضال لاجل وضع حلول تمكّن الإنسان من مواجهة جميع التحديات التي كانت تشكل لفترة قريبة عائقاً أمام تقدمه وتحقيق أمنياته وطموحاته.فهل يمكن تحقيق نهضة فكرية بفكر نمطي متواضع؟ وكيف يمكن تحقيق نهضة عربية بعقل غير ناهض؟ وما الذي ينقصه لكي ينهض لمواجهة التحديات؟

دبي في 7 شباط 2016

#محمد_فوزي_العجيلي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات