الأقليات الدينية في العراق تتسلح ضد داعش

هشام عواض

الحوار المتمدن-العدد: 5068 - 2016 / 2 / 7 - 02:22
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

يمتاز العراق بين الدول العربية بتعدديته الدينية و الإثنية والمذهبية، مشكلًا لوحة فسيفسائية، لكن كان غزو أمريكا وحلفائها في العام 2003 للعراق نقطة تحول في التركيبة السكانية العراقية خاصة بعد ما شهد العراق حربًا مذهبية خلال 2006 /2007 حصدت مئات ألاف الضحايا من أبناء الشعب، واستمر الوضع الملتبس وعدم الاستقرار بين سكان العراق وتجلى ذلك بعد بروز تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في المنطقة وكان في العراق مكان ميلاده منطلقَا صوب الدول الأخري وأخذ في الانتشار والتمدد حتى استولى على ثلث أراض سورية.
لتنظيم الدولة الإسلامية أثر كبير في زعزعة الإستقرار في المجتمع العراقي والتعايش سويًا بين المكونات العراقية الدينية والمذهبية والإثنية، فاستهدف التنظم بالأساس غير المسلمين السُنة، وأحدث في خلال العامين الماضيين مجازر مروعة، كان للإيزيديين والمسحيين والصابئة والشيعة والكاكائيين، نصيب من تلك الإنتهاكات وهو ما ترتب عليه انتفاضة أصحاب الديانات والأعراق للدفاع عن أنفسهم وحمل السلاح.

وفي تلك الفترة التي تشهد محاولات من القوات الحكومية العراقية وقوات الحشد الشعبي - قوات شبه عسكرية - من جهة معاركهم لتحرير محافظة نينوى ومدينة الموصل التي إتخذها تنظيم الدولة عاصمة له، ومن الجهة الأخرى تتوالى الاشتباكات بين القوات الكردية البشمركة مع عناصر تنظيم الدولة، وقامت البشمركة خلال الشهر الماضي بتدريب المئات من أفراد المكونات " الأقليات" الدينية في إقليم كوردستان ليكونوا سندًا لها في محاربة تنظيم داعش.

ساهمت البشمركة في تسليح وتدريب قوات من الإيزيديين قومها 1250 مقاتل، ومن الكاكائيين قوامهم 650 مقاتل، بالإضافة إلى 436 مقاتل من مكون الشبك، وجاء مؤخرًا إعلان تكوين القوة المسلحة الكاكائية لحماية مناطقهم من عناصر التنظيم الي استهدف العام الماضي مناطق أتباع الديانة الكاكائية وهي ديانة كوردية قديمة ويسمون أيضًا بالـ"ياراسية"، وتم تفجير 3 مزارات دينية لهم و تهجير ونزوح أكثر من 2000 أسرة كاكائية لأربيل والسلمانية، وأكد المسؤولون في القوة الكاكائية أن هدف القوة هو الحماية فقط ومساندة قوات البشمركة في الدفاع عن مناطقهم.

وأيضًا من المكونات التي شكلت قوات مسلحة لمحاربة داعش، المكون المسيحي والذي عانى من استهداف تنظيم الدولة لهم وتفجير كنائهم وتهجير من الموصل، فشكل المسيحيون قوات سُميت بـ "بابليون" عددهم 800 مقاتل، انضوت تحت قوات الحشد الشعبي المدعوة من الحكومة العراقية لمحاربة تنظيم الدولة، وانخفض عددهم في العراق بعد العزو الأميريكي من مليون و200 ألف إلى 300 ألف حاليًا.

#هشام_عواض (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات