أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله مهتدي - ستنعيك الفراشات في تراتيلها














المزيد.....

ستنعيك الفراشات في تراتيلها


عبدالله مهتدي

الحوار المتمدن-العدد: 5067 - 2016 / 2 / 6 - 23:51
المحور: الادب والفن
    


سَتَنْعِيكَ الفراشاتً في تَراتيلِها
إلى أشرف فياض

1-

عبث هذي البلاد التي تترك نُسْغها على الغيم،
مصلوبا على حبل فوضاها،
والموت نثر غائر لا ينسى ضحاياه،
لا ينسى الذاهبين لحادث الحلم،
عبث أقلام الأصابع تكتب نحبها مغسولا بنحيبها،
عبث فيك الشفاه التي تحفر صمتها على كف حروفها،
وتُسلِم مخبوءها لهديل الأنين،
عبث هذه الأقدار
حين أدمنتك البلاد على الريق فرحا خائبا،
تركتك منقوعا في أوجاعها،
عبث هذي المناديل التي تمسح العيون من ألق الجرح،
وتنفض حزنها في شفاه القصيد
ففضفض،
ففضفض ببوحك للريح،
ستنساك الدموع قليلا،
في غفلة من ألق الزمان الكسيح،
ستنساك الدموع وخيباتها،
تًهْ في مداك مكللا بتاج الصمت،
واكتب مديح الموت للموتى وللأحياء،
عبث هذي القصيدة التي ستنساك
في نعاس صهيلها،تلفك في مجد فوضاها،
والبلاد،
البلاد التي ربيتَ فيكَ فراخ أحلامها،
فقل وصاياك،
قل وصاياك للحجر الأملس جنب نهر أحزانك،
قل سرَّ مخبوءك
للمواويل التي سكنت سطوح النشيد في تراتيلك،
قل أحلامك الثكلى ،
خفيفا كظل ريح يحفر نسغه على جدع أوهامك،
سيذكرك النسيان عابثا بمجد أيامك،
ستذكرك الأسماء في أسماءها،
مكللا بزهر اليتم،
مثقلا بفوضى غيابك.
-2
عبث هذه الأقدام التي تلعق الأرض،
وترخي خطوها في التيه،
هذه الأقدار التي تبني فحولتها على مكر خادع،
عبث هذي العيون التي تنضج فيك عناقيد الدموع،
وهتاف مناديلها،
وتنساك،
وحدك في عتمة الخسران،
وحدك تبني فخاخ الوهم للوهم،
وتصقل محبرة للأناشيد التي أزهرت في مراتيك
عبث هذي البلاد و قد زينت حواجبها بكحل الليل،
أشرعت نوافذها للرماد،
ها تسقط من شفاه الشتاء،
عامر قلبك بالطيور التي سكنت حواف الجرح،
والبلاد،
البلاد قد مرغت حبرها في دم القتلى،
البلاد وقد أتتك بغيمها
لتقضم فاكهة الغبار
من فم النسيان،
ها تتكئ على سلم الذكرى،
فتقرؤك العرافة في كأس خطوطها،
ترسمك الخرافة نثرا للغياب،
أعمى صوتك في المرآة،
وصورتك التي سكنت تراتيلها،
كلما حضنتَ فرحا خاطفا،
نبتت شفاه الحزن في مقلتيك،
هكذا تكتبك الكلمات التي جرحت أصابعها الحروف،
تقولك الكلمات في صورة حزنها،
فالسماء رمادية كوجه النحيب،
والأرض امتداد لفوضاها،
وحدك في القصيد تلهو بماء الغيم،
تُرَقّع وزْرة نجمة بريش الحلم،
مثل قمح اللوز عيناها،
وحدك تلوح للذاهبين إلى حادث العشق
يقرعون كؤوس الوهم،
وقد حررت أصابعهم من بلاغة الصمت،
ومن طقس النحيب،
فلا حراس في قصيدة تكتبها أظافر الحزن،
لاحراس
يبنون فراغهم على أزيز المفاتيح التي تئن في وحشتها،
وتحكي خيباتهم،
لا جدار يحجب صورتها في صورة المرآة،
مثقلة بالحنين الى شجر الذكريات،
عبث هذي البلاد
كلما جدلت ضفائرها بملح الغيم،
سافرت في ليلها ،
لتسكن في حلم قتلاها،
والبحر يلقي تحيته على صباح حائر في خطوه،
كأن جفونه قد ترجلت حقول الليل،
والأرض تعج بأوهامها،
الأرض تضج بعزلتها،
والحروف التي تسيل من دم القصيدة
تبني ألقا بعيدا عن خفْق نشيدها،
عبث هذي البلاد
كم قبرا ستحفر على جدار القلب فيك ؟
وكم راية ستًنكّس فيك حدادها؟
كم قبلة على فم الموت ستنقشها شفاهك؟
وحدكَ تفشي سر البلاد لوهمها،
وتنعي عصافير القصيدة للخراب،
ليغسلك الرذاذ من نعاس الحلم،
والبلاد فاكهة الشتاء الحزين،
وحدك تقاوم شيخوخة اليتم بعبث المعنى،
وتطبع على خده قبلة الفقدان،
-3
والبلاد قد مرغت أحلامها في وحل رمادها،
تراوغ أيامها،
الأبواب ضائعة مفاتيحها،
والقطط الشريدة تتسكع في ليل فراغها،
المكان يضيق في عزلته،
والشوارع شاحبة ظلالها المنقوعة في التراب،
الطريق مقفل بالدموع،
ولا صوت سوى هذا الهديل المثقل بالنحيب،
تسحبك القصيدة من هذيانها،
فتسمع هسيس الجدران ،
وارتجاج ظلالها،
وترى صورتك في مرآة الزمان،
كأنما ترى البلاد على رقعة الخسران،
هكذا تعدو في حقل القصيد كما تعدو الأرانب في حدائق أحلامها،
مذعورة من فخاخ الوهم،
من الأوشام التي تتركها الأقدام على الريح،
الدموع على المناديل ،
وقد سدت طرق العابرين لأحلامهم،
والعيون اغتسلت في جراحاتها،
وحدك تشبه الأصابع التي تكتب مواويلها بصمت الموت،
وحدك تشبه صورة النسيان
معلقة على حائط موحل في غبار الليل،
تشبه الأيدي التي تلوح لأيامها،مثقلة بخساراتها
وتنفض الحزن عن ورق الدموع،
والعصافير التي تسكن حدائق التيه،
والتماعة الأعين التي تومض كلما اشتعل الحنين،
عبث هذي البلاد التي تضيق بأحلامها،
والقصيدة التي تنبث في سلال الدموع،
تبدل سحابها المكسو بريش التلج
بحبر الغبار،
عبث هذي القبلة الملقاة على يباس شفاهك،
والعيون التي بادلتك التحية ،
وقد أمعنت في رسم نحيبها بحبر ملون برماد أيامها،
فته في عرش الخراب متوجا بنار الشوق،
ستنعيك الفراشات في تراتيلها،
سيأتي إليك الموت مثقلا بفوضى قصيدك،
ستأتي إليك قبلة الصمت
لتزهر في نعاسك.



#عبدالله_مهتدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحيانا أقطف النعاس من عيون الليل
- الشجرة
- على صفحة ماء
- الى :س
- بلاغة الجسد وعنف التحول في رواية-الطلياني-لشكري المبخوت
- قليل من الورد في الجرح يكفي
- هايكو
- محاولة في التعريف بكتاب-القوات المسلحة الإيديولوجية--التحالف ...
- نمنمات شعرية
- فسحة الغائب
- الابداع الفني لا يناقش بمنطق المقدس/المدنس
- أغاني الحداد والشهادة
- مثل بصار خذلته مرآته
- قالت لي الفراشة...
- حول مشهدنا الثقافي
- قلت للفراشة
- تقاسيم الى وردة البوح
- لعبة الأسماء الماكرة
- درس الحواس
- حكاية بغل


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله مهتدي - ستنعيك الفراشات في تراتيلها