أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر القدومي - - تأمّلات فيصليّة -.. ومتاهات النصوص














المزيد.....

- تأمّلات فيصليّة -.. ومتاهات النصوص


نمر القدومي

الحوار المتمدن-العدد: 5067 - 2016 / 2 / 6 - 23:48
المحور: الادب والفن
    


نمر القدومي:
" تأمّلات فيصليّة ".. ومتاهات النصوص
كروب الحياة غمرتْ أرواحنا بخفايا السّنين القادمة .. نحسبها مُبهمة، غامضة وقاسية. الجسد أنهكته ثِقل عبارات غير اعتياديّة، حركات غير مألوفة، أفكار حياتيّة عشوائيّة متناثرة . مشاهد لم تألفها النّفس البشريّة .. مأساة تجرّ خلفها كارثة، وأصبحنا بعيدين كثيرا عن فحوى الآيات القرآنيّة. دأبَ الكاتب الشّاب الإماراتيّ "فيصل السويدي" في مُؤلّفه الجديد "تأمّلات فيصليّة" الصّادر عن دار الجندي للنّشر والتّوزيع في القدس لعام 2016 والذي يقع في 93 صفحة من الحجم المتوسّط، دأبَ إلى كتابة ما يختلج في صدره. تبعثر قلمه بين السّطور المُخدّرة، فلمسنا حُزن أنامله المُرتجفة تارة، وتضارب روحانيّاته الماديّة والإلهيّة تارة أخرى، ويسقط على شفير التعب تلك التّأملات والنّصوص الأدبيّة المُختارة بعفويّة، كانت كالّذي يقطف زهرة من كلِّ حديقة، محاولا الكاتب أن يقدّم بعضا من تجاربه وخبراته الحياتيّة، وأن يرسم لنا صورة واضحة لعلاقاته مع البشريّة، وهناك في قلبه بدأ جرح يخاف ألاّ يشفى منه أبدا، فيحاول إماطة الأذى الذي علق في شريانه. يبدو أنَّ نظرته لما يدور حوله مُشوّشة تنقصها تجارب أكثر موضوعيّة وحكيمة. تنقّل بنا بنصوصه القصيرة المرقّمة في مجالات كثيرة جدا؛ تكلّم عن الصّداقة وما فيها من وفاء وخيانة، وتكلّم عن الثّقافة والكتاب، وأنْ لا أسلاك شائكة بين القلم والحلم، ويبقى في نظره أنَّ القراءة هي حاجات فسيولوجيّة يحتاجها كل إنسان. الشّعراء والأدباء هم أرهف النّاس قلوبا، وأنَّ الحياة دون قرطاس وأحبار وأقلام لا معنى لها. أمّا التناص القرآنيّ في هذا الكتاب، فكان له الحيّز الأكبر من قصص الأنبياء والسّور والآيات، فالتّسبيحات والخطايا، التّعوذ والسجّادة، التأخّر والبعد عن الله والإستخارة والصّلاة في رأي الكاتب هي جميعها السّبيل الوحيد للملاذ من شقاء وتعب الحياة، وأنَّ قيمة الإنسان فقط عند ربّ البشر وليس عند البشريّة.
كانت الّلغة المستخدمة واضحة جدا، وفيها بعض النّصوص ذات بلاغات ومعانٍ عميقة، بعض التّجارب في حياته صقلت جوانب شخصيّته، وحاول قدر الامكان توضيح المبادئ التي تبنّاها لمسير حياته. لكن من النّادر جدا أن تتكامل البنية الفكريّة والروحانيّة والسلوكيّة لإنسان نعتبره في مُقتبل العمر، إلاّ أنَّ محاولاته هذه قد تكون بالنسبة له محطّات توقّف، إعادة نظر وتقييم، وإنطلاقة مُتجدّدة تحفّها عِبَر ودروس تلقّنها.
الكاتب "السويدي" يُصرُّ على التّمسك بذلك الطفل الذي بداخله، ويُروّض نفسه بكلًّ السّبل لتبقى ميزتها التّواضع والسّعي إلى الجمال لا الكمال. نلحظُ ذلك من خلال قفزاته الرّوحانيّة بين هيبة السّماء وواقع الأرض، والعمل المُضنيّ لعقد التّوازن بينهما. نظراته التّأمليّة نحو الأفق قد تُعثّر قدمه بين الحين والآخر ببعض المطبّات الحياتيّة التي لم يذكرها في نصوصه كاستشارة أولي الأمر والأكثر خبرة.
الضّمير المستتر والغائب يا كاتبنا أبدا لن يكون تقديره "الدناءة" كما تفضّلت، فقد تمسّ بأقدس وأحبّ النّاس إلى قلبك وقلوبنا. ويبدو أنّكَ تؤمن بالحظِّ، وإنّها لمسألة دينيّة شائكة بين ما هو موهوم وما هو مكتوب، فتحزن على الفقراء والمساكين وتتّهم الحياة بخذلانهم. في النّصوص هناك تشاؤم واكتئاب، وذلك التّناقض عندما تُثنينا على الثّقة والطّموح بربِّ السّماوات. لقد إكتشفنا من رحلاتكَ المكوكيّة بين أقطار العالم؛ من العراق إلى موزمبيق، ومن سيبيريا إلى كمبوديا مارّا بجنيڤ-;- والبحر الكاريبيّ، أنَّ فنزويلا هي أرض الأدب وكراكس هي مستشفى ولادة الأدباء وعشقكَ الخاص باللاتينيين، ناهيك عن أنَّ القمر ينحني على كتف الأديب ليطمئنه.
قلتَ يا كاتبنا: إلى عشيقتي وصديقتي وحبيبتي، إلى أمنية الطّفولة والمراهقة وما بعدها، إلى تلك الفاتنة، إلى التي كنتُ أحلم أن تطأ قدماي .. إلى "القدس". فلا نصّ واحد ولا كلمة يتيمة ولا حتّى حرفاً تائها كان في "تأمّلات فيصليّة" عن تلك المسكينة؟ فلو كُنتَ تعرف أنّكَ فعلاً أهديتها عملكَ، لضممتها بين ذراعيكَ، ولتضرّعتَ إلى الله أن يجعلكَ حارسا لبوابتها. ولو كُنتَ تعرف أنّها أوشكت الدقائق الأخيرة من عمركَ، أكتب لها نصّا واحدا"أُحِبك" وتجاهل أنّنا نعلم ذل.!
نحن لن ندافع ولن نُبرّئ ولن نُزكّي على الله أحدا، صراعات كبيرة تنتاب قلبكَ المكلوم، فأحيانا تُحبّ الأفكار المجنونة، وأحيانا أخرى تستسلم لقدرك المحتوم. إنّها سجدة فنهاية فإرتقاء حال الدنيا عندكَ، وما زال البحث جاريا فيما إذا كان للمرايا ذاكرة.
06/02/2016



#نمر_القدومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - تأمّلات فيصليّة -.. ومتاهات النصوص
- قراءة في -خروج من ربيع الروح-
- رواية - البلاد العجيبة- .. وعجائب الخيال
- قراءة في رواية - الهُرُوب -
- قراءة في ديوان - ظبي المستحيل -
- رواية - فانتازيا - .. ورحلة الوجود
- رواية - رولا - ونافذة القَدَر
- رواية الخطّ الأخضر وخطوط القطيعة
- يقظة حالمة و - أحلام اليقظة -
- -دمعة تخدع ظلها-لاحسان أبو غوش
- الحاضر امتداد للماضي في رواية-غفرانك قلبي-
- رواية -زمن وضحة- ومحاربة الجهل


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر القدومي - - تأمّلات فيصليّة -.. ومتاهات النصوص