تفجيرات الأردن ماالذي يحدث في العراق ..؟

غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1377 - 2005 / 11 / 13 - 11:11
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

الزرقاوي ينفذ تهديداته ضد الأمريكيين بالعرب في الأردن ..
إلى ضحايا 11سيبتمبر ولندن ومدريد وعمان وأبرياء العراق والفلوجة ..مع الأسف لم تستطع البشرية حماية دمكم من هذا الهدرالإنساني الرخيص ..
البارحة تابعت فيلمان واحد أمريكي قصير ـ الفيلم الإيطالي عن الأسلحة الكيماوية التي استخدمتها القوات الأمريكية في الفلوجة في معركتها ضد الإرهاب ـ وفيلم زرقاوي طويل في عمان ضد المدنيين .. ماهذه القوة التي تريد تحرير العراق , وأية مقاومة هذه ؟!!
هنالك مثل عربي قديم ويتداوله العرب كل بطريقته وحسب بلده يقول : [ لم يقدر على الحصان تشاطر على البردعة ـ والبردعة هنا تعني ما يضعه الفارس على ظهر الحصان ـ سرج ومستتبعاته ـ ] وهذا ما تستطيعه المقاومة العراقية !! الآن ..قتل الأبرياء في الأردن ..أو في العراق أو في أي مكان من العالم لأنها فشلت أيضا في أن تقدم نموذجا حقيقيا بالمعنى الأخلاقي للمواطن العربي عموما والمواطن الذي يريد تحرير بلاده من الاحتلال كما يدعون : أي فشلت في الحد من القوة الأمريكية فتشاطرت على الأبرياء في الأردن , رغم أنني أرى عملها أيضا هو نتاج لأن أمراء الحرب الأفغانية قد تعودو أن يكونوا أمراء على أرض محروقة وبلاقانون أرض لا قيمة للدم الإنساني فيها .. كان الله في العون للإجابة عن سؤال الأسئلة : من أين لهذه
الجهات الزرقاوية كل هذه الأمكانات ..؟ ربما تأتيها من هناك من تورا بورا ـ حيث لازالت الحكومة الأفغانية ومعها القوات المتعددة الجنسية لاتسيطر فعليا سوى على كابول وبعض المدن ... ولكن عن طريق من تصل هذه الإمدادات ..؟ سؤال محير ؟ والحيرة هنا ناتجة عن الحيرة في الثقافة والوضعية التاريخية التي تنتج هكذا أنساق : للقتل بتفجير الذات في الأبرياء من سكان العراق أو الأردن أو رمي المدنيين بالكيماوي الحارق في الفلوجة .. إنه سؤال الحيرة من هذه البشرية التي كلما تقدمت فيها الأخلاق قليلا كلما إزدادت شراسة الممانعة عند الذين يريدون البشر مواد لأرض محروقة : إما كي يأخذوا نفطها وخيرها أو كي يصبحوا أمراء للمؤمنيين ..
ماذا يقول اليمين الأمريكي الرامسفلدي الجديد في جريمة عمان ؟ هل هي صراع حضارات أم أديان أم ماذا ؟ وماذايقول النظام العربي الرسمي في تفريخاته عبر الثلاثين عاما الأخيرة ؟ عن أي ثقافة سنتحدث في هذا البحر من الدم الإنساني على مذبح / الخلافة ـ الهيمنة / : على السيد الرئيس بوش أن يقدم استقالته فورا وبلا إبطاء ومعه كل طاقمه .. هذا أولا ..قبل أن نتحدث عن صورة أمريكا التي باتت الآن في الحضيض الأخلاقي .. ولم يعد المنجز العربي في تنظيمات الإرهاب منجزا بريئا من هذا التواطئ المديد على الإنسان العربي ..ورخص الدم العربي والشرق أوسطي .. لم يقدم لنا الأمريكان ولا النظام العربي الرسمي ولو إجابة بالوقائع : من يمول هذه الجهات في العراق وفي كل مكان في لندن في مدريد وفي نيويورك .؟ هل يعقل : هنالك عشرات الألوف من المعتقلين في السجون العالمية وخصوصا الأمريكية السري منها والعلني , والسجون العربية .. ممن يسمون بالإرهابيين ومع ذلك لم نجد من يقول لنا كيف يتم تمويل هذه الجهات؟
عندما كان النظام السوري يعتقل المعارضة السورية : كان أول الأسئلة من أين تحضرون نقود مطبوعاتكم السرية ..لم نكن نستطيع الصمود أمام وسائل التعذيب الفنية ..يجب أن نعترف أو لا أحد يستطيع التنبؤ بالنتائج في حال لم يحصل على مايريده من معلومات عن حزب ليس لديه سوى جريدة صغيرة فقط ..!! وهنا لماذا هذا الجيش من المحققين , وإدارات مكافحة الإرهاب , والسجون المليئة بالأرهابيين في مختلف بقاع العالم إذن ؟ ولازلنا لانعرف كمواطنيين عرب كيف تحصل هذه الجماعات على مصادر تمويلها لعملياتها هذه التي أصبحت اخلاقيا : في الحضيض.
عند العرب وبعض الغرب هنالك من يقول : أن بعض هذه الجهات الأرهابية تمولها السي آي أيه ..!! وبعضهم يقول إسرائيل وآخرون يقولون : تجارة المخدرات .. وبعضهم يقول هنالك قوى إقليمية عربية وشرق أوسطية ..الخ هل يعقل لا أحد يستطيع الأجابة عن سؤال مصادر تمويل هذه الجماعات ..؟ والمثال الذي بين أيدينا : ما يسمى بالمقاومة العراقية .. من يمولها ..؟ نفهم أن الأسلحة الكيماوية التي ضربت الفلوجة هي من ميزانية وزارة رامسفيلد ..!! ولكن هؤلاء من أية ميزانية يغرفون لتنفيذ جرائمهم ..؟ إذا كانت إدارة بوش مصرة على أن يسحب قسم من العرب شكرهم لأمريكا لأنها حررتهم من صدام وغيره ..؟ فإن الزوقاوية السياسية والإرهابية مصرة أن تحرق كل شيء الأرض والبشر والشجر والثمر ..الخ هل وقعنا كشعوب عربية في فكي كماشة مشفوعة بالطبع بنظام الفساد الرسمي العربي ..لا خلاص منها إلا بخلاص أي مستقبل إنساني تطمح لأن تعيشه شعوبنا في هذه المنطقة من العالم .. على امريكا أن تتشارك مع شعوب المنطقة والعالم ..في مستقبل العالم الخالي من الدم ..والعنف ..كي تصمد ثقافة السلم والسلام واللاعنف في وجه هذا المزراب المجاني من الدم الإنساني في كل مكان من هذا العالم الذي أصبح ..عذرا ..بشعا للعيش ... ومع ذلك إن عملية عمان الإرهابية وبهذه الوحشية هي نتيجة لإفلاس زرقاوي#1 في العراق .. هذا بالضبط ما يحصل في العراق الآن .. إفلاس أبو جورج الكيماوي رغم أنه وضع يده على كامل النفط العراقي [ـ نسبة لتزاوج مفهومي !! قوية هذه العبارة حول التزاوج المفهومي !! إنها النكتة المشتقة من الدم العربي الإنساني الرخيص : بين أبو علي الكيماوي حسن المجيد من فاشيي صدام والكيماوي البوشي رامسفيلد الفلوجة ـ سميته أبو جورج باعتباره من اليمين المحافظ بروتستنتيا إلى متى سيبقى هؤلاء يجلبون العار لأمريكا حاملة رسالة الحرية وحقوق الإنسان للعالم ـ ] وأبو مصعب الزرقاوي ...باتت الكماشة صدأة .. العنف في العالم يجعل الجشع سيد الموقف والشعر في خانة الشبهة....
#1ـ الزرقاوية هنا هي اتجاه وعلاقة وليست شخصا فقط ...

#غسان_المفلح (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات