سعيد العليمى
الحوار المتمدن-العدد: 5067 - 2016 / 2 / 6 - 13:26
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
أريد أن أنوه هنا إلى ان " نشرة الانتفاضة " قد صدرت بمبادرة من أحد رفاقنا القياديين بمنطقة القاهرة وهو الرفيق عبد الله بشير ( كاتب كراس حلقة دعائية ام حزب شيوعى فيما بعد ) أثناء إنخراطه فى النضال العملى فى صفوف الحركة الطلابية اثناء انتفاضها فى اوائل عام 1973. وقد تبنى الحزب هذه المبادرة , وجعلها جريدة الحزب الجماهيرية بعد أن أسماها " الإنتفاض " , وقد بدأت فى الانتظام فى الصدور لفترة طويلة نسبيا إعتبارا من النصف الثانى من عام 1975 حتى 1983 . وإلى جانب هذه الجريدة الجماهيرية كانت هناك أيضا " الشيوعى المصرى " وهى المجلة النظرية للحزب ولسان حاله . وقد بدأت فى الصدور فى نفس العام وكانت لها طبعتان إحداهما محلية والأخرى فلسطينية – لبنانية ( طبعة الخارج ) . أما نشرة " الصراع " ( 1972 ) فقد كانت أول منابرنا وأدواتنا الداخلية , وكما يدل على ذلك إسمها فقد خصصت للنقاش السياسى ( الجدالى ) حول مختلف القضايا بين أعضاء الحزب فقط , ومن ثم كان من الممكن طرح أية قضايا خلافية فيها قد تتناقض ورؤى الحزب ولجنته المركزية بعكس الجريدة الجماهيرية والمجلة النظرية . كانت هناك أيضا أوراق تتضمن كتابات وتعليقات أعضاء اللجان والهيئات الحزبية المختلفة على مختلف القضايا المطروحة بشأن كل جوانب العمل الحزبى فى نطاق مهامها وكانت غاية فى الخصوبة , وغنى الأفكار, وأسميت " نشرة المناقشة الداخلية " ( ندم ) وقد كان هدفها المناقشة بغرض إتخاذ قرارات . انشر هنا مضمون الاعداد الثمانية الاولى من نشرة الانتفاض كما وردت فى ملف القضية 501 لعام 1973 امن الدولة العليا - رمل - الاسكندرية .
1 - نشرة الإنتفاضة
عنوان " الإنتفاضة العدد1 الاحد 18/2/1973 ، ثم عنوان " نشرة اخبار الحركة الطلابية الوطنية " وجاء بها انه فى جامعة القاهرة تابعت الحركة الوطنية كفاحها وعقدت مؤتمراً بكلية الهندسة تم فيه فضح اكاذيب أجهزة الإعلام ثم قام الطلاب بمسيرة للحرم الجامعى كما عقد مؤتمر بكلية الآداب لمناقشة الوضع الراهن وعلقت بعض المجلات مزقها عملاء المباحث وتجمع الطلاب وعقدوا مؤتمراً عاماً امام قاعة ناصر واصدروا بياناً ببعض مطالب الحركة الطلابية كما عقد معيدوا الهندسة اجتماعاً واصدروا بياناً مطبوعاً وفى جامعة عين شمس تجمع الطلاب فى مسيرة وتوجهوا لقصر الزعفران وعقدوا مؤتمراً بكلية الحقوق حضره مدير الجامعة وقرر الطلاب النضال حتى ترضخ السلطة لمطالبهم . وفى جامعة اسيوط مازال اعتصام طلبتها مستمراً واستخدم رجال الشرطه اسلحتهم ضد الطلاب وهاجموا مسيرتهم مما احدث سخطاً شديداً لدى الجماهير . ثم تناولت المجلة اخبار المعتقلين من حلوان .
العدد (2) تاريخ 19/2/1973 ومكون من صحيفتين ويحمل عنوان " الإنتفاضة " وبدأت بافتتاحية تمجد الحركة الطلابية وتهاجم سياسة الدولة ونظام الحكم ثم تناولت احداث اسيوط حيث قام الطلاب بالتظاهر والاعتصام وعقد مؤتمر مما دفع قوات الأمن الى الاعتداء عليهم وان الطلاب والجماهير احتلوا مديرية أمن اسيوط . وفى جامعة القاهرة استمر الطلاب فى عقد المؤتمرات وناقشوا المشاكل التى ستواجهها الحركة الطلابية واكدوا التظاهر كشكل اكثر فاعلية وثورية لإجبار السلطة على التراجع ثم ساروا فى مسيرة داخل الحرم الجامعى وتظاهر بعض الطلاب خارج الجامعة وتصدت لهم قوات الامن المركزى ، وان المعتقلين ما زالوا مضربين عن الطعام وان الطالبات المعتقلات اصدرن بيانا للجماهير .
والعدد (3) بتاريخ 20/2 /1973 ويحمل عنوان " الانتفاضة" نشرة اخبار الحركة الوطنية الطلابية " ومكون من أربع صفحات وبدأت بافتتاحية هاجمت السلطة وسياسة الدولة ثم تناولت احداث الطلبه فى جامعات القاهرة وعين شمس واسيوط والاسكندرية – كما تناولت اخبار المقبوض عليهم وجلسات سماع اقوال المتهمين , وحضور اهالى الطلاب هذه الجلسات والاعتداء عليهم من قوات الامن ثم حوت فى الصحيفتين الثالثة والرابعة قصائد مناهضة تهاجم السيد رئيس الجمهورية ومجلس الشعب وتطالب الجنود والعمال بالانضمام للحركة الطلابية .
والعدد (4) بتاريخ الاربعاء 21 فبراير سنة 1973 ويحمل نفس العنوان السابق ومكون من صحيفيتين وبدأت المجلة بافتتاحية تناولت ذكرى الاحتفال بيوم 21 فبراير 1946 وأن طريق الاحتفال بهذه المناسبة هو التظاهر للوقوف فى وجه السلطة وسياسة الدولة وانه جرى فى الجامعة الاستعداد لهذا الاحتفال ولجمع نحو 1500 طالب وقرروا الاحتفال ومقاطعة الدراسة وعقد مؤتمرات وعلق فى جامعتى القاهرة وعين شمس مقالات تفضح دور لجنة الاستماع . وفى معهد الالكترونات بمنوف عقد مؤتمرا للاحتفال بهذه الذكرى وقرر الطلاب الاضراب عن الدراسة والمطالبة بالإفراج عن المعتقلين وفصل ثلاثة عشر طالباً بمدرسة النقراشى الاعدادية لتظاهرهم بقصد الافراج عن الطلاب ، كما فصل بعض طلاب مدرسة مصر الجديدة الثانوية لتحريضهم على الاضراب ، كما واصلت سلطات الامن تفتيش المساكن ثم تحدثت عن اخبار المعتقلين وان مظاهرات ضخمة قامت فى لبنان لتأييد الطلاب المصريين .
العدد ( 5 ) بتاريخ السبت 24 فبراير سنة 1973 ويحمل نفس العنوان السابق ومكون من ثلاث صفحات بدأت بافتتاحية جاء بها ان السلطة تتراجع امام النضال بأساليب ارهابية فأصدرت المحكمة قراراً بالإفراج عن ثلاثة وان اجراءات القمع والإهارب قدمت ضربات للحركة الوطنية وفتحت أعين الجميع على السياسة الإرهابية لنظام الحكم وهاجمت قرار الإفراج بالضمان المالى وضروة تصديق رئيس الجمهورية على هذا القرار ومطالبة بالإفراج الفورى عنهم ، ثم تناولت بعد الافتتاحية الاخبار وهى قرار الإفراج وعقد جلسة سماع اقوال اخرى وخبر بعنوان السلطة تغتال المناضلين فى أسيوط وفى وضح النهار وأخر بعنوان " قمع مسيرة طلاب جامعة القاهرة للاحتفال بيوم 21 فبراير وخبر بعنوان " قوات القمع تتصدى لمسيرة جامعة عين شمس وانتهت الى ذكر ان المركز القومى للبحوث حيث اعتصم العلميون به لبعض المطالب المهنية الخاصة بالبحث العلمى .
والعدد ( 6) بتاريخ 25 فبراير 1973 ويحمل نفس العنوان السابق ومكون من ثلاث صفحات بدأت بافتتاحية بعنوان " بالكفاح لا بالترقب تجبر السلطة على استمرار التراجع " تناولت قرار الإفراج عن المتهمين جميعاً ومن ضمنهم سمير غطاس ونبيل الهلالى ومجدت كفاح طلبة كلية الهندسة وهاجمت سياسة الدولة وما سمته بعنوان "عدوان السلطة على سيادة القانون " ، وان قرار الإفراج جاء نتيجة الانتفاضة فى وجه القمع والاعتقال وطالبت بمواصلة النضال وتوسيعه ثم عنوان " تعليق الانتفاضة على جريمة اسقاط الطائرة الليبيه " وصفتها بأنها جريمة لا يرد عليها عن طريق التباكى وإنما عن طريق الكفاح الشعبى . واستنكرت هذه الجريمة وأن الرد عليها يكون عن طريق تسليح الشعب لشن الحرب الشعبية الوطنية وهذه الجريمة تعتبر لدى السلطة المصرية موجه جديدة من الولوله والتباكى وانتهت بتعليق على اقتراح الاتحاد الاشتراكى بأن يكون يوم 21 فبراير يوم عالمى لشهداء الطيران وهو ان هذا الاقتراح يوضح نوع العقلية التى يتحرك بها ذلك التنظيم الذى يهتم بالديكورات ولاهم له سوى صنع الاحتفالات .
والعدد ( 7) بتاريخ 27 فبراير 1973 ويحمل نفس العنوان ومكون من صحيفتين قد بدأت بافتتاحية عن وجوب عقد مؤتمر وطنى عام لكل طلاب الجامعات المصرية لانقاذ الوطن ، جاء بها ان الاوضاع وصلت فى البلاد الى لحظه حاسمه وان سلطة الاستسلام ماضيه فى هجماتها البوليسية الارهابية وجهاز القمع والخطف لا يكل .
واستمرت فى مهاجمة سياسة الدولة وتمجيد الحركة الطلابية وبعد الافتتاحية اوردت بعض الأخبار عن الافراج عن بعض المقبوض عليهم واعتقال عدد ضخم من الطلاب فى ميدان العتبه وبعض اسرهم وعقد مؤتمر بكلية الآداب جامعة عين شمس وان طلاباً استشهدوا فى اسيوط برصاص قوات القمع ،وانتهت الى ذكر ان عمال مصنع البلاستيك اعتصموا ببولاق ابو العلا مطالبين بتحقيق بعض المطالب النقابية .
والعدد ( 8) بتاريخ الخميس اول مارس 1973 يحمل نفس الاسم السابق وافتتاحيته بعنوان الرئيس حزين , تضمنت هجوماً على السيد رئيس الجمهورية , ومقاله بعنوان " سيادة القانون تأمر باستمرار الاعتقال" تعليقاً على قرار المحكمة باستمرار حبس بعض المتهمين وان ذلك برهان على تبعية جهاز القضاء لسلطات القمع والاستسلام ويكشف عن تلك الاكذوبة المسماه سيادة القانون , ومقاله بعنوان ماهر رشوان رئيس اتحاد الحقوق يفضح دور عثمان اسماعيل الإرهابى جاء بها أن السيد محمد عثمان إسماعيل نظم عدداً من الجماعات الإرهابية وكانت تنوى اغتيال رئيس اللجنة الوطنية العليا التى تكونت فى انتفاضة يناير 1973 وطالبت بمحاكمته . ومقاله بعنوان عثمان اسماعيل يستولى على شقة لجنة الاتحاد الاشتراكى , ثم خبر عن ان جامعة القاهرة تواصل كفاحها وجامعة الازهر توسع نضالها والدعوة الى عقد مؤتمرات بجامعة عين شمس يوم السبت وان جهاز المباحث العامة يواصل عمليات الاعتقالات وعقد مؤتمر بمدرسة أبو كبير التجارية الثانوية لمناقشة الاوضاع . والانخراط فى الكفاح الوطنى لطلاب مصر وان الاجهزه اعتقلت ثلاثة منهم وانتهت المجلة بنداء تضمن ان الانتفاضة تناشد كل المواطنين من قرائها ان يقوموا بنسخ اكبر عدد ممكن من العدد الذى يوجد بين ايديهم للإسهام فى انتشار هذه النشرة التى لا تعتمد على امكانيات الطباعة .
#سعيد_العليمى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟