محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 5067 - 2016 / 2 / 6 - 12:12
المحور:
الادب والفن
وأنا أقترب من بيتهما في حيّ القطمون، تذكّرت صورتها وهي تقف عند باب السور، تودّعه وهي ترتدي ثوب نومها الطويل حينما يغادر البيت إلى عمله، يتلفّت إلى الخلف كما لو أنه لا يحبّ أن يغادر البيت كيلا تغيب زوجته الحبيبة عن نظره بضع ساعات.
وكان من عادتها أن تقف بباب السور، تستقبله حينما يعود من عمله وهي ترتدي فستانها ذا اللون الأزرق الفاتح، يقطع المسافة التي تفصله عنها باستعجال. يحتضنها ويمضيان نحو الداخل، وهو يشعر كما لو أنّه غاب عنها ألف عام (إنه مجنون سلطانة).
سلطانة الآن طواها الغياب، ولم يتبقّ منها سوى أسطر في كتاب، وتلويحة للوداع، وصورة لامرأة جميلة تقف بباب البيت. البيت الأنيق الذي ضاع.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟