أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (41) * الأنوناكي والطوبى التي لا يعرف الكهنة ما هي !















المزيد.....

أديب في الجنة (41) * الأنوناكي والطوبى التي لا يعرف الكهنة ما هي !


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 5067 - 2016 / 2 / 6 - 02:38
المحور: الادب والفن
    


أديب في الجنة (41)
* الأنوناكي والطوبى التي لا يعرف الكهنة ما هي !
ودع الملك لقمان كوكب الإلحاد ممثلا برئيسته " أمنية العقل " التي رجت الملك أن لا يحرم الكوكب من زيارة ثانية تطول أكثر من هذه. وفيما كان يحلق موغلا في الكون غير المتناهي
دون أن يصل إلى حدود ما خطرت في باله فكرة ، فسأل الملكة التي كانت تجلس إلى جانبه :
- هل يمكن أن يتمدد الكون بسرعات فائقة تفوق أقصى سرعة لمركبتنا بحيث لن نستطيع بلوغ حد له ؟
هتفت الملكة بعد إطراقة :
- هذا ممكن جدا خاصة إذا كان الكون يتوسع بسنين ضوئية .
- يبدو أنني لن أتوصل إلى حقيقة أي شيئ وسأظل أراوح في مكاني . كم بودي أن أعثر على كوكب الأنوناكي الذين يقال أنهم كائنات فضائية متطورة هبطت على الأرض وساهمت في خلق الإنسان وأوجدت الحضارة السومرية .
ضحكت الملكة وهي تتساءل :
- يا إلهي إذا عثرت على الأنوناكي وتبين لك أنهم من خلق الإنسان فسيصبح خلقنا موضع شك وتساؤل !
- أنتم نتاج خيال بشري بدائي كالمعتقدات يا حبيبتي ولم توجدوا يوما !!!
قهقهت الملكة هذه المرة وهي تحاول إدراك وجودها المتخيل بضم رأس الملك إلى حضنها !
- خسارة إذا لم نكن موجودين !
- وأنا من أكبر الخاسرين يا حبيبتي .
وصدح صوت قائد المركبة معلنا عن دخول مجرة جديدة وأن ثقبا أسود تحيط به هالة سوداء يعترض طريقهم . أشار الملك إليه بالإبتعاد عن الثقوب والهالات السود لأنه ليس مهيئا للدخول في ما يمكن أن يكون جحيما ! ولم تمر سوى دقائق حين خابره ثانية مؤكدا أنهم دخلوا سماء كوكب مأهول وأنهم الآن يحلقون فوق جبال وهضاب تعلوها مئات المعابد كما يبدو من شكلها .
بدا الملك مترددا وهو يفكر في شأن المعابد فيما كانت الملكة متحمسة للنزول متوقعة وجود إله مختلف هنا !
- تقصدين مفهوما مختلفا للإله !
- ما أدراك يا حبيبي قد نجد الإله نفسه هنا ؟
أعجبت الملك الفكرة :
- هيا أيها القائد أهبط على مقربة من أكبر هذه المعابد .
أطلق بعض الصواريخ على المركبة وهي تقترب من الأرض . تصدى لها الملك شمنهور ببعض االنيازك ، فيما أعلن قائد المركبة أنهم رسل سلام.
****
توقفت المركبة على ارتفاع بضعة أمتار من الأرض وعلى مقربة من المعبد الذي يغطي مساحة كبيرة من الهضبة . كان بعض القاطنين في المعبد يرقبون المركبة من الشرفات . بدوا كالرهبان بعضهم بزي أبيض يغطي كامل أجسادهم وبعضهم بزي أسود . نزل الملك والملكة من المركبة وسارا على الأرض في انتظار أن يأتي أحد من المعبد يرحب بهم . فتح باب ضخم خرج منه اثنان قدما في اتجاه الملك والملكة . كان الملك والملكة يلبسان زيا عصريا لا علاقة له بالملكية ، ولا يضعان شيئا على رأسيهما،فلا يشير مظهرهما على أنهما ملكان .
أدى الرجلان التحية بحركة من يديهما وهما يقتربان من الملك والملكة ويتوقفان . رد الملك على التحية بحركة من يده أيضا . تساءل أحد الرجلين :
- من أنتم وماذا تريدون ؟
- نحن رسل سلام ومحبة ونرغب في ضيافتكم ! أجاب الملك !
انصرف الرجلان عائدان ليظهر بعد لحظات رجل يرتدي الزي الكهنوتي يتبعه رجل وامرأة وبضعة أطفال يحملون كل واحد وردة ,, توقفوا في فسحة صغيرة أمام المعبد .
تقدم الملك والملكة .. قدم الرجل نفسه كرئيس للمعبد يحمل أعلى مرتبة كهنوتية ، وقدم الرجل والمرأة كمساعدين له . تقدم طفلان بوردتين للملك والملكة فقبلاهما .
استقبل رئيس الدير الملك والملكة في صالون واسع بعض الشيء لم يخل مظهره من بذخ .
- هل ترغبان حضرتكم في شيء ؟ قال رئيس الدير !
- يا ليت لو تعرفنا سيادتك على هذا الكوكب فهبوطنا عندكم كان أول هبوط لنا عليه ؟
- هذا كوكب تقام عليه دول كثيرة متحدة يرأسها مجلس اتحادي .
- وماذا عن دياناته ؟
- هناك ديانات كثيرة .
- وهل هي متصالحة مع بعضها ؟
- بعضها أجل لكن بعضها لا .
- ماذا عن ديانتكم أنتم .
- ديانتنا تنسب إلى مؤسسها ما قبل التاريخ وتدعى الزودية نسبة إلى مؤسسها زودي !
- هل هو إله ؟
- لا ليس إلها لكنه مقدس ! ثمة من يؤلهونه بين طوائفنا!
- ومن الإله ؟
- لا يوجد إله !
- لا تعبدون إلها معينا !
- لا لا نعبد !
- هل هذا يعني أنكم لا تعترفون بوجود إله ؟
- لا نعرف إن كان هناك إله لكي نعترف به !
- ماذا تعبدون إذن ؟
- نحن لا نعبد شيئا ! نحن نسعى للتخلص من الآلام بالتغلب على الشهوات ،والخلود في الطوبى !
- ماذا تقصد بالطوبى ؟
- يمكن القول السعادة الأزلية لصعوبة تعريفها.
- وما هي الشهوات التي ينبغي التخلص منها ؟
- كثيرة بدءا بالطعام والشراب مرورا بحب التملك وانتهاء بالجنس !
- لكن ليس في الإمكان الإستغناء عن الطعام والشراب !
- يمكن تناول الطعام البسيط مرة واحدة في اليوم !
- وهل تفعلون ذلك هنا في معبدكم ؟
- لا . لا نستطيع !بعضنا يكتفون بوجبتين .
- وماذا عن شهوة الجنس ؟
- الجنس شهوة ملعونة ينبغي تطهير النفس من شرورها !
- لكن هذه الشهوة ضرورية لبقاء البشرية أم أنكم تريدون لها أن تنقرض .
- لذلك أتحنا الزواج لمن يريد .
- وهل الرهبنة عندكم للذكور والإناث ؟
- أجل ! وللأطفال فوق سن الثانية عشرة .
- هل لديكم مدارس هنا في المعبد ؟
- لدينا مدارس لتعليم الأطفال الإستقامة والنشء السليم!
- والرهبنة ؟
- طبعا الإستقامة تعني الرهبنة ، أي الترفع عن ملذات الحياة ومحاولة العيش من أجل الوصول إلى الطوبى !
- هل الطوبى هي المسؤولة عن الخلق ؟
- الخلق موجود ليس له بداية وليس له نهاية .
- الطوبى نتاج الخلق إذن وليس العكس .
- لا أعرف !
- إذا كنت أنت لا تعرف فمن يعرف إذن ؟
- لا أحد يعرف . لم يعد أحد من آخر موت له ليخبرنا عن الطوبى ؟
- ماذا تقصد بآخر موت .
- الأرواح عندنا تتناسخ في خلق متجدد إلى أن تحظى بموت أخير يخرجها من دورة التناسخ ويحيلها إلى الطوبى !
- طيب هل الطوبى حالة ؟
- لا أعرف .
- طيب هل هي طاقة أم مادة ؟
- أيضا لا أعرف!
- طيب هل لديكم فكرة عن الحال التي يكون عليها المرء بعد دخوله أو اتحاده في الطوبى !
- الدخول المطلق في الطوبى لا يتم إلا بعد الموت الذي لا رجعة منه . لذلك لا يعرف أحد ما هي الحال التي يكون عليها !
صمت الملك لقمان للحظة وهو يستمع إلى تخاطر من الملك شمنهور يخبره أنهم رأوا من شرفات المركبة أطفالا يبدون مذعورين يستنجدون من خلف زجاج النوافذ . فأرسل جنيا مخفيا تقمص شكل رجل عادي وظهر بين الأطفال ليتوسلوا إليه وهم في غاية الرعب ، أن ننقذهم ، لأنهم يتعرضون للإغتصاب بشكل دائم من قبل الرهبان !
" اللعنة " هتف الملك لقمان في نفسه وهو ينظر إلى وجه الكاهن الرئيس الذي يتحدث عن التطهر من لعنة الجنس والتغلب على الشهوات والإنتصار على مبعث الآلام !
- حسنا أيها الرئيس . أشكرك على كل ما أطلعتني عليه . قد نستكمل حوارنا .
********



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساعة مع الله !
- الدين والعقل البشري! شاهينيات 1163
- أديب في الجنة (40) * العشاء في بحر معلق في السماء !
- أديب في الجنة (39) * قوانين خارقة وإعجازية !
- أديب في الجنة (38) * انقلاب تكنولوجي ينتج إلها تكنولوجيا !!
- أديب في الجنة (37) * غيرة ملكية وحديقة محلقة في الفضاء !
- أديب في الجنة ( 36) * وحدة الوجود ومذهب الملك لقمان!
- الدين اليهودي في الإسلام ! شاهينيات 1164 .
- أديب في الجنة (35) * الوجود مادة وطاقة لا تنفصلان !
- أديب في الجنة (34) *مستقبل كوكب الأرض لا يبشر بالخير !
- * أديب في الجنة (33) * بشر يتعبدون لأنفسهم دون أن يدروا !!
- أديب في الجنة (32) * الألوهة في الإنسان ،والإنسان في الألوهة ...
- أديب في الجنة (31) * تجليات الحب على الأرض وفي السماء!
- أديب في الجنة (30) * حوارات فلسفية على موائد سماوية وراقصات ...
- أديب في الجنة (29) * الوجود بين منطق العقل ومنطق الأسطورة !
- أديب في الجنة (28) *الملك لقمان في كوكب الملحدين !
- أديب في الجنة (27) - نسمة الغدير- ترحل إلى السماء!
- أديب في الجنة 26 * روض شمنهوري يفوق الخيال!
- أديب في الجنة 25 * الرحيل إلى الخلود الأبدي في حفل بهيج !
- أديب في الجنة 24 * حب بلا شروط وأمهات منجبات !


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (41) * الأنوناكي والطوبى التي لا يعرف الكهنة ما هي !