جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5067 - 2016 / 2 / 6 - 00:18
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
ولع العرب بالنوادر
يتأخذ ولع العرب بالنوادر صفة ملحمية لربما لانها اي (النوادر) كانت تخفف من قساوة الحياة الصحراوية و تقوي العلاقات الاجتماعية بفضل صفتها الترفيهية و هذا هو ايضا سبب انتشار قصص الف ليلة و ليلة الايرانية و سبب انتشار كتب النوادر.
ليس هناك ادنى شك بان القرآن انتبه لهذا الولع و استجاب باستعمال مفردات غريبة نادرة و مفردات دخيلة و هناك مفردات اخرى اما غيرت عمدا او سهوا عند نقلها و لكن الكلمات التي تنقل حتى اذا كانت خاطئة يجب ان تكون اما مقبولة الاستعمال او نادرة جدا لتحير العرب و تضيف على النص صفة الهية غامضة و انك عندما تاتي الى (لا تحرك به لسانك لتعجل به.... ان علينا بيانه) لا يسعك الا ان تحس بان كاتب هذه الكلمات حس بالغموض في معنى المفردات و النوادر. لقد احتار عدد كبير من المفسرين العرب في معاني بعض المفردات القرآنية و لكن لو فرغ القرآن من المفردات الغامضه لكان مصيره الموت.
تعتبرعبارة قسمة ضيزى (قسمة ذات جور) من هذا النوع النادر الاستعمال. لربما كانت الاليف هنا همزة (ضأز) بدلا من (ضاز) ثم اختفت. يشير الضيز الى الانحراف عن السراط المستقيم ليتحول الى الضال و الحكم ظلما: ضازه حقه اي سلبه حقه ليتطور المعنى الى السلب و الحرمان و اخيرا الى الغش. هذا و اننا نلاحظ وجود عدد من العبارات السلبية المعنى التي تبدأ بالضاد و الظاء مثل ظلم و ضرب او انها ليست الا محاكاة صوتية لم تنتبه العرب اليها و الا لما سمت العربية بلغة الضاد. لاحظ كيف تحس بالمعنى السلبي في كلمة الضيز من اللفظ فقط (قارن ايضا الزور). قواعديا لا يمكن اعتبار ضيزى صفة بل اسم مثل (ذكرى) لان الصفات تأتي على وزن فُعلى مثل حبلى و طوبى.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟