أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسين التميمي - قطعة لحم ... بشرية














المزيد.....


قطعة لحم ... بشرية


حسين التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 1377 - 2005 / 11 / 13 - 10:19
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


إنها قطعة لحم ليس إلا .. لحم ساخن ، يختلج اختلاجته الأخيرة فوق سطح الدار ، ترى من هو صاحبها ؟ هل هو عابر سبيل صادف أن حظه كان سيئا هذه المرة ، لأنه تواجد في المكان الخطأ وفي الزمان الخطأ ، فتناثرت أشلاؤه فوق سطح داري والدور المجاورة ، ترى هل صاحب قطعة اللحم هذه متزوج ، ولـه أطفال ؟ .. ربما ينتظرونه الآن عند باب الدار ، ينتظرون أبا وعدهم بإحضار اللحم والخضار ، لن يصدقوا بالطبع أن أباهم قد تحول (بقدرة ارهابي أحمق مختل) إلى شرائح من اللحم تناثرت فوق أسطح المنازل المجاورة لمكان الحادث ، فدوما نحن لا نصدق أننا سنكون ضمن المشهد ، ودوما نفكر بأن هذا الموت يخص أناساً آخرين ، لذا نحن لا ننفعل بمشاهد الموت التي نراها من على شاشات الفضائيات ،التي تروج لموتنا ، وكأنه بئرها النفطي الذي لا ينضب ، ها قد كفت قطعة اللحم عن الاختلاج ، يبدو أنها قد اقتنعت أخيرا بأنها قد ماتت ، مجبر أنا على حمل قطعة اللحم هذه وتسليمها إلى رجال الشرطة ، ليس لأنها مذنبة ، ولكن هناك يتم جمع القطع وإرسالها إلى المستشفى ، وهم بطرقهم الخاصة سيعيدون تجميع الجثث ، كي يتم دفنها وفقا للشرع الذي استغله القاتل الارهابي المهووس بالقتل مبرراً لجريمته التي لا حدود لشناعتها! خارج الدار كانت الفوضى سيدة الموقف ، جمع من الشرطة يتراكضون يمينا ويسارا إلى لا مكان ، وأناس كثر يبحثون بين الأشلاء عن بقايا أبنائهم أو أقاربهم ممن أعيتهم الفاقة فكان من سوء حظهم أنهم توجهوا هذا اليوم للتطوع في سلك الشرطة أو الحرس الوطني ، وعلى مقربة منهم كانت هناك سيارة باص متوسطة تفحمت بمن فيها ، في حين اصطبغت أرضية الشارع بالأحمر الفجائعي ، أحدهم قال وهو يصرخ أمام جثة أخيه : الشرطة كانت تعلم .. التحذير وصلهم يوم أمس لكنهم لم يتخذوا أي إجراء بل سهلوا الأمر على الانتحاري حين تركوا الناس في الشارع ولم يدعوهم يدخلون الباحة الآمنة ، طفل كان يبكي أباه الذي لم يبق منه سوى الرأس والأطراف العليا ، لا أعرف لماذا خشيت أن تكون قطعة اللحم التي عثرت عليها هي لهذا الشخص ، لا أعرف لماذا شعرت ببرد في عظامي على الرغم من حر تموز وحر الحرائق التي لم تندمل بعد ، كنت بحاجة في تلك اللحظة الى من يعيدني الى البيت قبل أن يفتتني الغضب مما يحدث و.. على ما يحدث في طريق عودتي إلى البيت كنت أجرجر قدمي اللتين أصيبتا بخدر مفاجئ ، وأنا أفكر بأن هذا الانتحاري الذي قتل عددا من المسلمين قد يتجاوز الستين أو السبعين ، لمجرد أن عجوزا ملتحيا خرفا يتسلم ثمن الجرائم من داخل الحدود وخارجها، قد أقنعه بأن الرسول ينتظره في الجنة كي يتناول معه الإفطار ، غافلا عن حقيقة أن الرسول الكريم(ص) ستعاف نفسه الزاد لأيام طوال لأنه شهد اليوم مذبحة استهدفت أبناءه.



#حسين_التميمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لجان مشبوهة هدفها إدامة الفساد الإداري
- هل يعنيهم الدستور .. حقا !!
- أبو المعالي .. رجل قلّ نظيره
- أرض عراقية صالحة ل .. .زراعة أحلامنا
- الأحلام المزاحة
- فصام
- عراق من ؟ أو أبوة الدكتاتور القسرية وتأثيراتها في حاضرنا
- مفسدو الحلم الجديد
- أيها الجعفري ضع الخطة الأمنية جانبا
- شهداء تحت الطلب


المزيد.....




- ويتكوف: وفد أمريكي سيتوجه إلى السعودية لإجراء محادثات مع وفد ...
- إيطاليا.. الجليد والنار يلتقيان في مشهد نادر لثوران بركان إت ...
- كيف يبدو مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- روبيو ونتنياهو يحملان إيران عدم الاستقرار في المنطقة، ويؤكدا ...
- فيديو: مناوشات مع مؤيدين لإسرائيل أثناء مظاهرة مؤيدة لفلسطين ...
- رئيس دولة الإمارات يستقبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ال ...
- سوريا.. هجوم على دورية تابعة لوزارة الداخلية في اللاذقية يسف ...
- سيناتور أمريكي يوجه اتهاما خطيرا لـ USAID بتمويل -داعش- والق ...
- السعودية.. القبض على 3 وافدات لممارستهن الدعارة بأحد فنادق ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على كلمات كالاس حول ضحايا النزاع الأوك ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسين التميمي - قطعة لحم ... بشرية