سامي البدري
روائي وكاتب
(Sami Al-badri)
الحوار المتمدن-العدد: 5066 - 2016 / 2 / 5 - 13:27
المحور:
الادب والفن
الأشوري الأبيض دائما
سامي البدري
ذلك الآشوري البعيد
الذي تشبهني تغضنات الحزن على جلده،
حد المرارة،
كان صديقي بما يكفي
لأن يترك صرخاته على جلدي
كان يجهش بي، كبكاء،
حتى نهاية حبل الإبتزاز
لم يترك وصية من بعده
لأنه كان مشغولا بما هو ليس لأحد
لتأسيس فراغه الناصع
وعزلته التي تشبه وجوه كل العراقيين
المكافئين بشهقة الحرب
لم يكتب لي رسالة يوما... من هناك
كان منفيا بما يكفي
أن لا يصل سخطه لحقيبة ساعي البريد
وكانت صومعته متلاشية في هذيان كثيف
لا تقع على طرق البريد
سركون بولص قصيّ كذاكرة ثلجية
لم بسأل يوما عرافة عن كفه
كانت خطوطه تتقاطع مع كل صباح
لا يمر بمنفى حبيباته المتجليات
هل مازلن يغتسلن في مياه دجلة
يا ذاكرته البعيدة؟
هل مازلن يتركن بعض أشواقهن
على مقاعد سينما السندباد؟
هل مازلن لا يغسلن أكفهن
ليحافظن على نبض المصافحة الأولى؟
سركون بولص يعبر ليل بغداد كل ليلة
في ساعة وحام الحرب
كان يتوفر على عناد بغل
في إنتظاره لإكتمال حملها.
#سامي_البدري (هاشتاغ)
Sami_Al-badri#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟