هذا موسمُ الخيبةِ الشاسعة

عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)

الحوار المتمدن-العدد: 5066 - 2016 / 2 / 5 - 11:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

هذا موسمُ الخيبةِ الشاسعة


هذا موسمُ الخيبةِ الشاسعة .
موسمٌ يأتيكَ فيهِ الناسُ بالأخبار السيّئةِ ، بدلاً من رغيفٍ حار، وقدحِ شاي ، وضحكةٍ عابرة ، و حديثٍ حُلوٍ ، وحضورٍ أليف.
موسمٌ للذُعر من كلّ شيء ، وأيّ شيءٍ :
- لقد استقطعوا 3% من اجمالي الراتب هذا الشهر .. ويقولون أنّهم سيوزعّون حصيلة هذا الاستقطاع كرواتب للحشد الشعبيّ ، وإغاثة النازحين .
- هذا جيّد .
- لا . هذا ليس جيّداً . فلا الحشد الشعبي سيستلمُ شيئاً ، ولا النازحونَ سيُغاثون .
- هذا جزءٌ من عمليّة تقشّف ، لبلدٍ يعيشُ أسوأ أزماته الماليّة ، والسياسية .
- لا . هذا ليس تقشّفاً ، ولا اصلاحاً لشيء . منذ عامين تقريباً واسعار النفط تتراجع ، ولا شيء يتراجعُ معها غير رواتبنا ، ومصادر رزقنا.
- ولكنّنا لا نزالُ أحياء ، وهذا شيءٌ جيّد .
- لا . هذا ليس جيّداً . نحنُ أحياء .. نعم . ولكنّنا مُحاصرونَ بالاحتمالات المُفجِعَة . التقسيم . النزوح . الهجرة . الأسوارُ ترتفع ، والخنادقُ تتعمّق . وبعدها قد لا نبقى في مُدننا ، وأحيائنا ، ونصبحُ اغراب ولاجئين في "أقاليم" أخرى .
نعم . نعم . نعم .
قد يكونُ هذا هو موسمُ التدليسِ والتلفيقِ والخديعةِ والخُذلان . ولكنّهُ أيضاً موسمُ كشف الحقائق الكبرى، في الهواءِ (غيرِ الطَلِق) .
هذا موسمُ "التنازلات" الكبرى .
وهذا الموسمُ ، بالضرورة ، هو موسم "التنزيلاتِ" الكبرى ، حيثُ :
" كُلْشي قلّتْ قيمتو ".
و " كُلشي ضاعَتْ هيبتو" .
و " كُلْشي بنُصْ حَقّو " .
و "من قلّةِ الخَيْلِ ..
شَدّوا السروجَ على ظهورِ الكلاب".

#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات