نقولا الزهر
الحوار المتمدن-العدد: 5066 - 2016 / 2 / 5 - 08:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما بين الكيمياء الحيوية والسياسة ومرحلة ما بعد الحداثة
يبدو العنوان غريباً، ولكن شر البلية ما يضحك. إن أكثر الدول الكبرى والإقليمية في المنطقة تشتم داعشَ في الصباح والظهر والمساء ومنتصف الليل عبر نظم سيمفوني عجيب فيه المزيد من القلق والتفاؤل والتشاؤل والتشاؤم واليأس والإحباط والبكاء والتثاؤب والغثيان والضحك والإقياء أحياناً. الجميع مستنفرون والتنافس فيما بينهم على أشده (لقتل) الغول المنفلت من عقاله.
إذا دخلنا في العمق قليلاً، نرى أن كل هذه الدول لم تكن لتستطيع أن تدخل إلى حلبة التنافس من باب واسع ورأس مرفوع لولا ذريعة الذرائع ومفتاح المفاتيح. أعادتني الحكاية إلى الطفولة وليلة عرس كان فيها ناظمو أبيات العتابا والميجانا يتبارون فيما بينهم حول قتل الضبع.
والأهم من ذلك، أن حكاية داعش ذكرتني بكلية الصيدلة وبالطب والفيزيولوجيا والكيمياء الحيوية. ففي الفيزيولوجيا والتفاعلات الحيوية لا تجري الأمور وتكتمل إلا بوجود وسائط وهي الفيتامينات والخمائر(الأنظيمات/ Enzymes). في اعتقادي قتل الغول الداعشي يلعب في هذه المرحلة دور أنظيم سياسي عام (Paspartout) يفتح على كل الأقفال، يستخدم كمدخل لكل التحركات السياسية والتدخلات العسكرية والحربية في منطقة الشرق الأوسط. والخاسر الوحيد في كل هذه المعمعة شعوب المنطقة و القابضون في جيوبهم على مفاتيح الجنة. فهل يا ترى هذه هي مرحلة ما بعد الحداثة وهذه هي مشاهدها كما نرى الآن وهذه هي أعلى مراحل الرأسمالية وحقبتها الوحشية؟. في كل الأحوال لا بد من القول أن ماركس ليس ماركسوياً وكما قال الكاتب الإيرلندي الساخر جورج برناردشو : المسيح ليس مسيحياً.
نقولا الزهر
دمشق في 4/2/2016
#نقولا_الزهر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟