أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيف الدّين بنزيد - الثّورة على اللّغة (من يوسف الخال إلى الطّاهر الهمّامي)














المزيد.....

الثّورة على اللّغة (من يوسف الخال إلى الطّاهر الهمّامي)


سيف الدّين بنزيد

الحوار المتمدن-العدد: 5065 - 2016 / 2 / 4 - 22:01
المحور: الادب والفن
    


دون كتابة باللغة المحكيّة لا أدب عندكم"، بهذه القولة للنّاقد الإنغليزيّ ليفيس الذي كان وراء شهرة إليوت، تأثّر الشاعرُ السّوريّ يوسف الخال وقرّر تطوير اللغة الشعريّة من خلال التمرّد على قواعد العربيّة الفصحى واغتصاب النّحو المعياريّ بحذف حروف العطف واستعمال الاسم كصفة وإلحاق أداة التّعريف بالفعل كما في قوله"ونقطة الزيت التمزّق القصيّ"، يقول: "متى يطلع أديب كدانتي... يلبط هذه العكاكيز اللغويّة، يكسّر قوالب هذه اللهجة الخَطابيّة البائخة... فيخاطبَ الشعب بلغته هو لا بلغة الأمواتِ؟". ويتجلّى هذا الموقف على سبيل المثال في ضراعته لعِزرا باوند، يقول:
"سألناكَ ورقة تين / فإنّا عُراة عُراة/ أثمنا إلى الشّعر فاغفر لنا / ورُدّ إلينا الحياة".
ويحيل ضمير المتكلّم الجمع في هذه الشطرات إلى اشتراك الشعراء في الإثم أي في مُساندة السّائد من أشكال الكتابة القديمة.
وفي أواخر الستينيّات ظهرت بتونس حركة "الطليعة الأدبيّة" التي عُرفت في مجال الشّعر بحركة "غير العموديّ والحرّ". ونادت هذه الحركة بأنّ كلّ مضمون يُفرز شكلَه الشّعريّ الخاص ودعت إلى كتابة القصيدة بمعجم بسيط ملتصق بلغة التخاطب اليوميّة وبواقع الجماهير الكادحة. وقد أعلن الطاهر الهمّامي –أحدُ مؤسّسي هذاالتوجّه ومنظّريه- في نصوصه رفضه للغة المعاجم وتوقه إلى التحرّر من ربقتها:
"يقول سيّدي القاموس / وكان رحمه الله / يهوى التثاؤب والجلوس".
كما يستهزئ الباحث التونسيّ من شعراء التكسّب بقوله: باعة الكلام الأبيض / مازالوا في المعرض/وسلعهم تُعرض/ باعة الألفاظ/ مازالوا/ ومازالت عكاظ".
وفي سياق قريب من سياق هذه الأسطر أذكر استهزاءً للخال جاء فيه: "لكنّنا هذه المرّة وقد مضى على سوق عكاظ عشرون قرنا لن نقف لنبكيَ على الطلول كأسلافنا بل سوف نستهلّ قصائدنا بمديح هذا الملك أو ذاك الحاكم"، ويشبّه الخال الشعراء الحقيقيّين المتمرّدين على بحور الخليل ونظام القافية ولغة المعاجم بالأنهار الجارية في حين يُشبّه باعة الكلام بالمستنقعات الآسنة التي تُميت ولا تُحيي. ولعلّ السؤال الذي يُطرح بشدّة هو: لماذا نُصرّ نحن العربَ من دون كلّ الأمم على عدم تطوير لغتنا؟



#سيف_الدّين_بنزيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يقول الشّاعر كلمته


المزيد.....




- زيارة العراق تحرم فناناً مغربياً شهيراً من دخول أميركا
- تحدّى المؤسسة الدينيّة وانتقد -خروج الثورة من المساجد-، ماذا ...
- تحقيق جديد لواشنطن بوست ينسف الرواية الإسرائيلية عن مذبحة مس ...
- -فيلم ماينكرافت- إيرادات قياسية وفانتازيا صاخبة وعمل مخيب لل ...
- هكذا قاد حلم الطفولة فاطمة الرميحي إلى نهضة السينما القطرية ...
- ستوكهولم: مشاركة حاشدة في فعاليات مهرجان الفيلم الفلسطيني لل ...
- بعد منعه من دور العرض في السينما .. ما هي حقيقة نزول فيلم اس ...
- هل تخاف السلطة من المسرح؟ كينيا على وقع احتجاجات طلابية
- تتويج أحمد حلمي بجائزة الإنجاز في مهرجان هوليود للفيلم العرب ...
- فيلم -إسكندر- لم يعوض غياب سلمان خان السينمائي


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيف الدّين بنزيد - الثّورة على اللّغة (من يوسف الخال إلى الطّاهر الهمّامي)