ميساء البشيتي
الحوار المتمدن-العدد: 5065 - 2016 / 2 / 4 - 17:22
المحور:
الادب والفن
موعد الشموع
في موعد الشموع .. كنا نلتقي داخل أقبية السهر .. نضيء شمعة في ذكرى ميلاد العشق .. تدغدغ قلبي بقصيدة من الشوق فيذوب خجلاً ، ترتعش أنامله ، تتورد وجنتاه ، يحاول اختلاس بعض النظرات ، تلمحه عيناك فيقع كعادته في شباك الأسر .
كان الحب فينا ينتفض متمرداً على طقوس الوقت .. أخلع صوراً خريفية من ذاكرتي وأرميها للشمس .. وأنتَ تخلع من قلبك قصائد الصيف والمطر .. نتدثر بطائن الربيع ونلتحف أكاليل الزهر .. تكلمني بلغة العيون فأخشع لكل رفة جفن .. وتتوضأ بخيوط كفي فأسجد في محرابك لصلاة الشكر .
تحمل بين يديك جورية كانت تحلو لي .. حمراء بلون الغسق .. مخملية كضفائر الغجر .. بنكهة السهر نعم لكنها حبلى بالنعس .. كم أشتهيت ضمَّها .. لكنها بقيت تراوغ لمواقيت أُخر .
كم سردت من الحكايات عن السندباد وعن السفر .. وصورت البحر سفينة تتبختر على الرمل .. والمسافات أكاد أطويها بين ذراعيَّ .. والأيام سطوراً من ورق .
جُلت معك البرَّ والبحر .. الصحراء والأفق .. لم أكن أظن في حينها أنك تودعني وتحمل حقائب السفر .. وأنك ستغيب في دهاليز العمر و أجوب وحدي شوارع الصحراء وأرصفة البحر والبرِّ .. كل ما معي منك صورة محفورة على جدران القلب .. أوقد الشموع في موعدها .. وأنتظر .
#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟