محمد الطيب بدور
الحوار المتمدن-العدد: 5065 - 2016 / 2 / 4 - 13:40
المحور:
الادب والفن
استيقظ باكرا كعادته...ليلتحق بعمله...و عليه امتطاء الحافلة مبكرا و الحصول على مقعد قبل أن
يزدحم الفضاء و تتشابك الأيادي معلقة حتى لا تتمايل الأجساد أو تسقط..
وطأت قدماه أرض الشارع الذي يفصله عن المحطة...توقف..قليلا و نظر يمنة و يسرة..اعتقد أنه أخطأ
الاتجاه عند الخروج...نظر خلفه...باب العمارة التي يسكنها ...مشى ببطء..أرضية الشارع مبللة..و أناس
يستحثون الخطى...حتى حاويات القمامة اختفت...يا الله...ما هذه اللافته ؟...على باب المقهى...أراد ان يتحقق من الأمر...حول اتجاهه.....استقبله النادل باسما...و تتبع خطاه...لا أحد يجلس في هذا الصباح...الكل واقف ...يتناول قهوته ...صمت عجيب في مقهى...لا تقطعه سوى تحيات الصباح ..
صباح النور..صباح الخير... نهارك سعيد...تفرس في الوجوه...ليجد نفسه في ملامحها...لا أحد يهتم
لتساؤلاته..و حيرته...تناول قهوة...فكر في الجلوس لاحتسائها...لكنه خجل..ما الذي يحدث ؟
رافقته حيرته الى المحطة... حافلات ...محركاتها لا تنقطع عن الهدير.....رأى سواقا..ببدلات جميلة ...على أهبة الانطلاق... وضع قدمه على سلم ليصعد...استقبله صوت...تفضل سيدي...هذه حافلتك..سننطلق بعد قليل..لم يدم الانتظار كثيرا..انطلقت الحافلة...و معها تدفقت أنغام...يا صباح الخير يا اللي معانا...أحس بانشراح يسري في كامل بدنه...رأى ابتسامات و تفاعلا مع النغم...طفلا يفلت من بين ذراعي أمه..يمسح بعض الركاب على رأسه...يداعبه البعض و يبتسم له البعض الآخر...يشعر بالاطمئنان...فيستقر عند أحدهم...فيأخذه بيديه و يجلسه في حجره...يداعبه...بينما أمه ...ترسل باشارات
الرضا والعرفان...
انتهت الرحلة...خرج الجميع...أحس بنفسه و كأنه يتسلل الى الخارج ...ينظر خلفه..و يفرك عينيه..
وطأ الأرض..فاصطدم بشيء أفقده توازنه...و سمع أصواتا و جلبة..و صياحا...كان ذلك وقع ما خلفته
مكابح سيارة اللواج التي امتطاها منذ الفجر...استفاق من نوم طويل...و نظر حوله..كادت السارة أن تصطدم بأخرى أمامها...حشد كبير ...و أيادي متشابكة..
تسللت يده الى قارورة الماء...تناول جرعات ...تنهد...و قال : حتى الحلم لم يكتمل ؟.....
#محمد_الطيب_بدور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟