أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - مابين غيبوبة العاشق ومطارد الشمس














المزيد.....

مابين غيبوبة العاشق ومطارد الشمس


سعد محمد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 5064 - 2016 / 2 / 3 - 17:14
المحور: الادب والفن
    


مابين غيبوبة العاشق ومطارد الشمس

كان حنون الكرخي يطوف حول مجمع باصات ساحة الميدان وسط بغداد منذ عدة سنوات بعد ان اعتاد على مشاهدته جميع المارة والركاب وهو يتفحص بوجوه النساء في المحطة ويتوسل متسائلا سائقي الباصات: هل مرت بكم "اميرة الارمنية" وفي اي باص صعدت والى اي حي ارتحلت:
الى الاندلس.. ام الزيونة.. او الى حي المنصور !!؟؟
وحين تهيج بالعاشق سكرات الجنون كان يسارع الى كتابة اسم حبيبته الغائبة فوق جدران المقاهي والازقة بالطباشير او باطراف طابوقة مفخورة يلتقطها من فوق الرصيف وهو لايتمالك نفسه عن ضرب رأسه فوق الجدران فيصاب بحالة صرع واغماء مثل درويش حتى يساعده بعض المارة برش الماء على وجهه وتدليك يدية المتشنجتين كي يستفيق من غيبوبته.
كان حنون يلتحف معطفه الاسود الوحيد الذي كان يرتديه لكل الفصول وحين ودع حبيبته اميرة في اخر شتاء فوق ناصية رصيف بقي ينتظرها ويعد الباصات وهو يتطلع بوجوه المسافرين لكنها لم تعد مرة اخرى!!؟؟
...
رجع حنون الى صومعته في زقاق الحيدرخانة وكانت تشاطره المكان قططه الثلاثة .. وكانت احب القطط الى نفسه هي البيضاء بفروتها الناعمة التي يسميها "من السما""
ثم القطة ذات الفراء الاسود المدللة "ليلى" اما القط الاصفر السلطوي الكثير المواء فكان اسمه "صباح" .. وايضا كان هنالك ضيف غريب وفضولي يتطلع الى مملكة حنون وهو يختطف بقايا الطعام بسرعة ثم يتسلل الى مخبئه قرب مقهى ابو سعد .. اطلق عليه الكرخي اسم "خناس" وكان جرذ لايقل حجمه عن حجم قططه ثم بات الجرذ يتودد ويتقرب الى حنون والى قططه حتى قبلوه اخيرا ان يكون صديقهم ثم شاركهم بعدها الرفقة والطعام وحتى النوم سوية فوق فراش حنون.
كان الكرخي يجلب الطعام الوفير من صاحب المطعم الكردي البدين في باب المعظم قبل ان يغلق بوابة المطعم بعد منتصف الليل .
في احد الليالي لم تحضر القطة من السما الى العشاء الاخير فادرك حنون فيما بعد ان عجلة ربما في شارع الرشيد ربما دهستها فحزن الجميع وناموا دون عشاء مواساة لرفيقتهم الراحلة.
...
وذات يوم توقف اوغسطين الخوري القادم من حي البتاويين في الميدان بعد رحلته الطويلة لمطاردة النهار بعصاه التي لاتكف عن ضرب قرص الشمس والتي كان يطلبها بثأر لانها كانت السبب بموت ابنه الوحيد "جوزيف" الذي مات بضربة شمس في صيف شهر آب قبل عشرة سنوات.
فدعى حنون صديقه القديم اوغسطين الى صومعته لينام هذة الليلة واخبره في الفجر يمكنه الاستيقاظ لمطاردة الشمس .. بعد ان اقنعه بان الشمس لاتشرق من منطقة البتاويين فقط بل هي تشرق من جميع الاحياء ومن ضمنها حي الميدان ايضا.
سهر حنون مع ضيفة تحيطهم القطتان والجرذ وهم يتبادلون انخاب الاحاديث الحزينة حول اميرة الارمنية والراحل جوزيف ابن اوغسطين الذي افقد رحيله المأساوي رشد الاب.
وفي الصباح الاخر ارتدى حنون معطفة وبجامته المقلمة اما اوغسطين فتحسس عصاه التي كان يحتضنها كحارس يضع سبابته على زناد البندقية احتسابا اذا الشمس باغتته قبل موعدها المحدد.. فنهضا سوية مغادرين صومعة.. برح الكرخي الى كَراج ساحة الميدان اما اوغسطين فشق الطريق بعصاه لمهمته اليومية لمطاردة الشمس اللعينة.



#سعد_محمد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابوذية الغناء وصوفية العشق
- ذاكرة الامكنة
- انهم يقتلون الابل
- الحب ليس له وطن او دين
- رثاء لتماثيل مهشمة .. وهاربة من معابدها
- فجيعة الغابة القتيلة
- الحائك والمدينة
- حوار السلحفاة مع الفراشة
- ترانيم المساءات الاخيرة
- عراب الارصفة
- ترنيمة في تضاريس ذاكرة
- حوار مع ظل
- كوابيس تتعقب احلام هاربة
- حكاية معتقل ومحاكمة حلم
- ثلاث حكايات قصيرة عن الحرب
- حكاية اخرى من يوميات جندي معاقب
- فلورينا المقعدة وكلبتها -بالا-
- الحارس واسرار الليل
- الدهشة الاولى
- السرقات النبيلة


المزيد.....




- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...
- الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - مابين غيبوبة العاشق ومطارد الشمس