أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد المجيد - من عاش زمن أم كلثوم فقد عاش الدهر كله!














المزيد.....


من عاش زمن أم كلثوم فقد عاش الدهر كله!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 5064 - 2016 / 2 / 3 - 17:14
المحور: الادب والفن
    



هذا المقال إهداء للصديق العزيز والمبدع مدحت زايد
ومن غيرك يُحيي ذكراها، ويكلثم يومنا فيبهجنا ويستدعي أحد الكواكب السيارة لتمر بجوارنا فنتذكر أن الزمن الجميل ليس وقتاً فقط، لكنه قطعة من الوطن غابت وتركت روحها تحلق فوق عشاق الجمال، ومريدي النغم.

كلماتك صناعة جديدة للهرم الرابع، ومجرى آخر للنيل، وتوسعة عصرية لوادي الملوك، وإثبات أن الله خلق الإنسان من طين وحبال صوتية .
حروفك عن أم كلثوم ذكريات وليست أطلالا،إحياء وليس حديثا عن موت، لمسة رقيقة لشعب يشعر كلما سمعها أنه يشم رائحة النغم الخالد.
سلوا قلبي فنحن أيضا نعيش بين ألفينة والأخرى ندندن في خلواتنا بروائعها، فلو هجرَتــْــنا ما هجرناها، ولو احتار دليلنا ما ظلت بعيدة عنا، وفي عصر النبوة ولد الهدى، وفي عصرنا أثبتت أم كلثوم أن الغناء معزوفات الملائكة، وأن مساء أول خميس من كل شهر كان يوم عيد للطيور والبلابل والمصريين والعرب!

الأذن تعشق قبل العين والدليل، (غني لي وخُد عنيي) فالمغنى حياة الروح.
لو لم يكن هناك أطباء فأجزخانة الصوتيات تأتيك بما تحتاج إليه، فمريض الضغط يسمع ( انت عمري ) و مريض القلب تشفيه ( يا لية العيد آنستينا) و مريض الزهايمر تــُعينه ( لســه فاكر كان زمان ) و مريض الأرق تساعده ( رباعيات الخيام فما أطال النوم عمرا ولا قصر في الأعمار طول السهر )
صندوق الذكرات المختبيء في أقصى ذاكرتك، إذا فتحته ستجد لكل مناسبة اسما، فقصة حبك الأولى هي ( ليلة حب )و ليست ( قصة الأمس )، وأول ابتسامة أنتشيت بها كانت ( من أجل عينيك)، وكل يأس ينتابك يلحقة ( الأمل ).
كل التواريخ والأزمنة والأشخاص تتعرض للضعف والتراجع والاختفاء، إلا أم كلثوم فهي تلتصق بالذاكرة ولا تتركها قبل أن يلين القلب ويصنع منها نبضات أخرى.
كل وجه استرحت إليه ستجد أم كلثوم غنت له ولو بصوت خافت.
كل نصر أو هزيمة وطنية تجد أم كلثوم وقد أمسكت بالجندي المصري والعربي لتسنده، وترفعه، وتساعده في رفع العــَــلــَــم، وتقول له ( طوف وشوف في جنة أرضنا ).
كل يوم يمر تعيده أم الكواكب في( أغداً ألقاك)، فهي بحق ( سيرة الحب ) لكل العرب في انتصاراتهم وهزائمهم.

أم كلثوم هي الوحدة العربية فما وجدت عاشقا للنغم من المحيط إلى الخليج إلا كانت هي ملهمته وطبيبته تواسيه وتربت على كتفه و.. تعالج أوجاعه.
رأيت وسمعت أم كلثوم في كل بيت عربي، ورأيت مصر تتعرب في آذان غير المصريين، ورأيت العرب يتمصرون بين أنامل السنباطي والقصبجي وبليغ والطويل وعبد الوهاب، وودت أن تكون لنا ذكرى مع فريد الأطرش وصوتها، لكن الزمن ليس كريما في كل الأوقات.
أم كلثوم ، الوحدة العربية التي لا تنفصل بانقلاب عسكري أو ديني أو سياسي أو حزبي، فهي حبلُ الســـُــرّة في جسد كل عربي، بل هي الرباط المقدس الذي يربط الرباط بمسقط، والجزائر ببيروت، وأم درمان باللاذقية، ونواكشوط ببغداد، والكويت بسوسة والأصيل يلفها، والمنامة بغزة و عَمــَّــأن بطبرق ، وبورسعيد بالدوحة، والشارقة بمكناس...
لو كنت مسؤولا لجعلت الدقائق الأولى في كل المدارس والفصول والجامعات من حق أم كلثوم لتتفتح المدارك على الجمال حتى تفرش للعلوم والآداب طريقا سوياً.
لو كنت مسؤولا لطلبت من كل مسلم ومسيحي قبل الدخول إلى المسجد والكنيسة أن يستمع عدة دقائق لأم كلثوم حتى يعرف أن ( الله محبة ).
رحمها الله رحمة واسعة

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 3 فبراير 2016



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة لرئيس لا يسمع!
- الإعدام أو الرجم أو الجلد لفاطمة ناعوت!
- هل مصرُ ماتزال عربية؟
- خرافة نسخ الثورة!
- الديمقراطية البيضاء و.. الاستبداد الأسمر!
- باريس لا تحترق!
- تنشيط أمْ منشطات؟ الرقص في شرم الشيخ!
- عقولنا ألسنتنا ..الرجم في الحالتين!
- إعادةُ تصنيع الزمن الجميل!
- نور الشريف .. مرة أخرى!
- رحيل سوّاق الأتوبيس!
- رسالة عشق لميدان!
- مراجعة مؤقتة لموقفي من الأردن!
- إذا كنتم تحبّون مصرَ فقاطعوا صحافتَها!
- من فضلك لا تقرأ، فالجهل معرفة!
- البراءة لمدة عشرين عاماً!
- اضحك فرئيسك يبتسم!
- الصراخ وحده لا يكفي!
- عبثية الحُكم على السلطة و .. تبرئة المال!
- الإعلاميون الأُذُنيّون!


المزيد.....




- بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر ...
- دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
- -الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
- -الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
- فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
- أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
- إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي
- الكاتبة ريم مراد تطرح رواية -إليك أنتمي- في معرض الكتاب الدو ...
- -ما هنالك-.. الأديب إبراهيم المويلحي راويا لآخر أيام العثمان ...
- تخطى 120 مليون جنيه.. -الحريفة 2- يدخل قائمة أعلى الأفلام ال ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد المجيد - من عاش زمن أم كلثوم فقد عاش الدهر كله!