أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - أزمة المثقف الكردي















المزيد.....

أزمة المثقف الكردي


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5064 - 2016 / 2 / 3 - 16:17
المحور: الادب والفن
    



أزمة المثقف الكردي

إبراهيم اليوسف

ينظر-هنا- إلى المثقف الكردي، وبعيداً عن أضواء أي من الكليشات والتعريفات المستنسخة، المتداولة، والممجوجة، حتى المدرسية منها، بأنه ذلك الذي يعد منتجاً للثقافة، بأشكالها، سرداً وشعراً، ويعدّ من المعنيين بشأن من حوله، سواء أكان ذلك من خلال خطابه المباشر،أو عبر خطابه غير المباشر، والخطاب المباشر، وفق هذه النظرة التي ننطلق منها، في هذا الاستقراء، يمكن أن يتجسد في تلك النصوص السردية، أو مواقف الرأي المتلفزة، أو المسموعة، التي أبداها هذا المثقف، تجاه ما هو يومي، متعلق بواقع ومصير أهله، عبر المتابعة الدائمة، لا عبر ما ينتمي إلى آراء رفع العتب الاستهلاكية التي تم تأسيسها، وإنجازها، بعيد انتفاضة آذار2004، وراح كثيرون يعضون على أصابعهم، نادمين، لأنهم لم يبدوا ولو نصف موقف، أو ربع موقف، في ما جرى من حولهم، ليس استشعاراً من لدن هؤلاء بتكبيت الضمير، والإحساس بالمسؤولية، ولو بعد فوات أوانها، وإنما استكمالاً لدور ديكوري، للحفاظ على ماء الوجه، أو قدح الشراب-الموازي لقدح الأسبقية- في مجالس الواجهات، والوجهات، التي كان يقدم نفسه، خلالها، على أنه في الصف الأول، من دون أن يمارس أي دور نقدي، بدعوى أن تموقعه الثقافي، يعفيه من أية ضريبة أخرى، بل راح بعضهم، ينال من السياسي، غمزاً أو علانية، على أنه لم يكن في مستوى المسؤولية، وإن كان من طبيعة هذا الأنموذج التمسح بالسياسي، في المحطات التي يمكن لهذا الأخير أن يقدم له الحظوة، مرتبة، أو ربتة، أو منافع.
ولقد نما هذا الإحساس بأهمية السياسي، بعيد تشكل المجلس الوطني الكردي، وفتح اتوستراد الملتقيات والمؤتمرات والمهرجانات في هولير، إذ صار أكثر المثقفين يقدم نفسه، أو يقدم الملامة أو التقريع، لمن بيده أمور الحل والربط، لأنه لم يزكه، بل تم التحرك من أجل استحداث- دكاكين إعلامية ثقافية- كي تكون معبراً لهؤلاء نحو الحالة الجديدة التي كانت كل المؤشرات تدل على وشوكها، ليحتلوا بوساطتها، مقاعد اقتراضية، هنا أو هناك، بل ليحافظوا على مواقعهم، وجاهياً، أية كانت الوجهة، لا مانع، مادام أن الإمساك بمنتصف العصا يخول بعضاً منهم حرية التحرك، في الاتجاهات، كلها، بل أن بعضهم الآخر سيختار الإشادة بهذا الرمز، أو ذاك، من دون أن يكون مستعداً لترجمة ما يترتب عليه، إزاءه، في أية مواجهة، بل لم يكن أكثر هؤلاء، ممن حضروا أية تظاهرة للحراك الشبابي، إن لم يكونوا ممن وقفوا ضدها، عملياً، ناهيك، عن أن هناك من ستدفعه استقراءاته، وتخميناته، أو ربما غير ذلك، لاتخاذ موقف مع من هو مؤهل لامتلاك القوة، إما عن"شطارة" أو"حسن استبصار"، ثم يبدأ برفع صوته تدريجياً، على إيقاع نجاحات ذلك الطرف، مقدماً نفسه، وكأنه وراء أي منجز يقدم من قبل سواه، مادام في إمكان الصوت، أو الصورة، أوالمدونة تضليل المتلقي، من دون أن يجد من يجابهه: قل لي ماذا دفعت كشخص مقابل رؤيتك؟، مقابل ترجمتك لها؟. ولعل كثيرين من هذا الأنموذج سيصنفون من عداد المستفيدين من المرحلة الجديدة، اومن متوهمي الاستفادة، من دون أن تكون لهم أية جهود مسبقة، مشهود لها، من قبل الملأ.
وحين نتحدث عن مثل هذا الملأ، وهو مفرد في صيغة الجمع، خلال أخطوطتنا العاجلة، البرقية، هذه، فإننا- وللأسف- نجد ثمة من سيسكت، ويتجنب مغبة إبداء موقفه، حتى على غرار طفل"إبسن" الذي راح يصرخ: إمبراطوركم عار يا للعار..!!"، وهو ما يزيد من الإقدام في الانخراط على حالة الزِّيف، من قبل أبعاض المهرجين، المتثاقفين، أو رخيصي المواقف، مادامت مواجهتهم مكلفة، وثمة أكثر من وسيلة لإسكاتهم: رصاصة كاتم الصوت، أو رصاصة الوسيلة الإعلامية، مادمنا نمر في أصعب لحظة يكتب فيها التاريخ، على نحو مزور، في نسخته الأكثر تداولاً، في مواجهة تاريخ حقيقي، ناصع، لا يمتلك دعامات هيمنته، لأنه هيمنة حالة التزوير، تتم عبر جوقات متكاملة، في ظل هيمنة الزور، وشهود الزور، لأن المطلوب طمس كل ما هو مضيء، في المجالات كلها، وهو ما يجري العمل له، على قدم وساق، بعد أن تم تحطيم منظومة القيم الأخلاقية، والجمالية، واجتثاث أرومتها، عن بكرة أبيها، وأمها، وأجداداها، وجداتها...!.
ومن جهة أخرى، فإن هناك أصواتاً قدمت نفسها، قبل خمس سنوات، وبعيد شرارة البوعزيزي2010، وعلى وجه التحديد بعيد آذار2011، متناغمة مع الحالة الجديدة التي بدأها الحراك الشبابي، وباتت تتوارى، ويمكننا تفهم ما جرى لها، نتيجة ظروف الحالة الجديدة، داخل الوطن، منذ أن غدا كلهم مطلوباً من قبل كلهم، وبات السكوت تدبيراً مسوغاً لمواجهة الموت المجاني، بل والأنكى من ذلك، أن الضحية سيقدم كما قال الأديب الكردي الشهيد موسى عنتر"1918-1992" لمن حوله: "قد يبدو الموت غير مخيف على يدي قاتل يمتلك أدوات تخوينك بعد تنفيذ حكمه بحقك على يدي جاهل طائش مضحوك عليه؛ مقابل إمكان إقدامه على ممارسة جريمة هذه الأدوات أيضاً"، إلا أن بعض هذه الأصوات، مضت في غير مسار بداياتها، بينما غادر بعض منها، فضاء التوتر، حاملاً معه، حالته النكوصية، وهو ما يطرح أكثر من سؤال، و سؤال: لم حدث له ذلك؟ ....!.

وبالعودة، إلى الاستهلالة التي بدأناها، في هذا الشريط اللغوي، فإننا نكاد ألا نجد ذلك الخطاب اليومي، المباشر، الذي ينصرف إلى تسمية ما يجري باسمه، عارياَ، صادماً، صاعقاً، بعيداً عن التوريات، وإن كان هناك- وللحقيقة- قلة جد قليلة، استطاعوا أن يشكلوا جبهة ثقافية إعلامية، بأدواتهم البسيطة، وهاجسهم نقد الواقع، بما يتطلب ذلك، من الأدوات اللازمة، دون التخوف من دفع أية ضريبة جراء هذه المواجهة، وهو ما لا يتهيأ لأي مثقف، إن لم يكن منتمياً إلى أهله، بعيداً عن أي تخندق، وإن كان من شأن من توجه آلة النقد إلى سلوكه، اعتبار الناقد- ناقد سلوكه - في الجهة الأخرى، وهو ما لا يصمد عند أية معاينة حقيقة، لمواقف من ينطلق من رؤى استراتيجية، منسجمة مع منظومة مفرداتها، في لحظة التفاعل مع الواقع.
وأخيراً، ترى هل يعيش المثقف الكردي أزمة ما؟. حقيقة، إنه لسؤال جد خطير، في محتواه، يجعلنا ونحن نقرأ مجريات السنوات الخمس الماضيات، من عمر الثورة السورية، ألا نؤكد هذه الأزمة- فحسب- عائدين حوالي ربع قرن إلى الوراء، عندما أطلق إبراهيم محمود في العام 1990، على صفحات مجلة دراسات اشتراكية" في عدد خاص عن الكرد "، سؤاله الاستفزازي:وهل هناك مثقف كردي؟ ضمن مقاله المعنون ب " ماذا يعني مفهوم المثقف الكردي ؟ ". أجل، إننا، وبمرارة استشعار الألم، من جراء إطلاق الحكم، ولو ضمن حدود معينة، نرى أن الأزمة التي تم التنظير لها قبل ربع قرن، أو أزيد، وتجلت في 2004، كما نظَّر لها الرجل نفسه، حين راح يتناول الحدث الآذاري الرهيب،وعلاقة المثقف الكردي به، منظوراً إلى الأمر من زاوية الدور النقدي للمثقف الكردي، لمحيطه، بعيداً عن تخندقه المنفعي، أنى وجد، وهو"نكء" جد خطير لجرح، نازف، لاسيما إذا اعتبرنا كتابة قصيدة رمزية، أو قصة منشورة في طيات جريدة، أو كتاب، أو حتى رواية، منجزة، أو مخطط لها، أو حديث إعلامي متأخر، خارج سياق التفاعل مع الجاري، من قبل شخصية اعتبارية، من حقها أن تنقد، على ضوء ما هو واقعي، وما هو متجنّى..!؟.

افتتاحية جريدة بينوسانو-رابطة الكتاب والصحفيين الكرد-العدد45



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يقتل الفنان التشكيلي نفسه حقاً؟ الفنان مالفا أنموذجاً
- من قتل الرئيس السوري؟:حكاية هرشوالبرازي الذي قتل سامي الحناو ...
- قامشلي الوادعة في معادلاتها الموقوتة
- في استقراء الأبعاد الثلاثة: بدلاً عن مقدمة-لديوان إلى مشعل ا ...
- عودة الروح في المجلس الوطني الكردي وأسئلة السياسي والثقافي
- آلة الاستبداد ولذة المواجهة (شهادة ذاتية)
- جكرخوين في آخر مظاهرة له في قامشلي:
- أكون ولا تكون....!
- إلى متثاقف نطاط:
- أحد مشوهي تفجير-قامشلي الإرهابي-:أحمد خوجة صورة فوتوغرافية.. ...
- عمرحمدي: ماوراء اللوحة1
- بعد مئة عام على تأسيسه: أسئلة المشروع القومي وأخطار تقرع الب ...
- عمرحمدي: ماوراء اللوحة
- -على هامش أطروحة المنطقة العازلة-: التدخل التركي واقعاً وتحد ...
- عبدالباقي حسين كان عليك أن تنتظر أكثر..!
- بطولات جبان
- بطولة الماضي والزمن المضارع...!.
- نداء إنساني:انقذوا اللاجئين السوريين في معسكرات اللجوء البلغ ...
- دمشق/تدمر/ قامشلي:
- بيان رابطة الكتاب والصحفيين الكورد في سوريا في الانتفاضة الك ...


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - أزمة المثقف الكردي