أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - الرسالة














المزيد.....

الرسالة


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1377 - 2005 / 11 / 13 - 11:17
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أدرك،وبحسه الفني المرهف، ومن خلال نظرته الإنسانية الشاملة المتنورة أن هناك خللا,،وشيئا ما يحصل بشكل خاطىء,لذلك حاول المخرج العالمي الراحل مصطفى العقاد ومن خلال فيلمه الرسالة، تقديم الإسلام بصورة تتسم بالانفتاح ،والرحمة,والتسامح ,والاعتدال.لكن وبكل أسف يبدو أن رسالته،كانت عصية، ولن تصل ،أبدا، لبعض الناس.ولذا يحاول القتلة ,أيضا ,من خلال فيلمهم الأردني المرعب الأخير أن يرسلوا رسالة ما لعموم الناس ,ويكرسوا تلك الصورة المشوهة التي رسمها رسل الإرهابي العالمي ليس في عقول الغربيين فقط ,بل في عقول المسلمين أيضا,ويبعثوا برسالتهم الخاصة معبرين عن رؤيتهم الضيقة فقط ،عن الإسلام والمسلمين ودورهم في الحياة.ولعل إحدى مآسي هذه الخسارة الكبيرة لهذا النجم السوري الساطع،تتجلى،إضافة لفقدان مواطن وإنسان بهذا الشكل المأساوي الفظيع،فهي خسارة لمنبر عالمي هام،وصوت مسموع، كان من الممكن من خلاله أن نوصل عشرات الرسائل "الحضارية" البيضاء إلى كافة الناس في مختلف أصقاع الأرض،في الوقت الذي يحاول فيه بعض قصار النظر أن يرسلوا الآن رسالة إلى خارج حدودهم بعدة أمتار فيفشلون على الدوام.وإذا صحت الأنباء عن فشل الراحل الكبير في إيجاد ممول لفيلمه الجديد صلاح الدين ،ذي الرؤية الجديدة أيضا،فسندرك عمق المأساة التي نعيش،وسنعرف من الذي ساهم أيضا في تكريس تلك الصورة النمطية السوداء،عندما تنفق المليارات على قنوات العهر ,وتبدد الثروات في المواخير والكازينوهات، وتكدس ،وتسفح بين أفخاذ الحسناوات،أو تهرب إلى بنوك العم سام لتأتيها بعد ذلك فرمانات العم بوش معلنة مصادرة ،وتجميد كل تلك الأموال السحت ،الحرام.

لم يكن العقاد من "الروافضة" ،ولا النصارى،أو اليهود، والمشركين الكفار،ولا من أي من الطوائف المغضوب عليها والتي يُحلل دمها،وعرضها،ومالها ،بل كان من المؤمنين بالله ,،وكان مسلما ملتزما ,ومن أسرة سورية حلبية محافظة،وأهداه المرحوم والده مصحفا ،وهو ييمم وجهه شطر العالم الجديد حاملا معه الهموم مثلما الأحلام،وظل ذلك المصحف مرافقا له حتى آخر لحظات حياته.وهذه رسالة أخرى يرسلها القتلة بأن لا أحد معصوم،أو مستثنى من يد الإجرام،وحين تتحرك نوازع الإجرام والقتل في نفوس الأشرار،وتتعطش للدماء،فلا يهم عند ذاك إن كانت "فريستها" من المسلمين أو الزنادقة "الكفار"، (حسب أدبياتهم).ولقد أثبت استهداف العقاد ،ونهايته المأساوية،شمولية المعركة التي يخوضها الإرهاب،وبلا هوادة،وحقدهم الأعمى، ضد الإنسانية جمعاء.

ويتضح من خلال ما تقدم أحادية خطابهم ،وتفرده ،ورفضه لكل الرسائل، وأن لديهم أجندتهم الخاصة،التي لا تعترف بأية أجندات أخرى، ولاتفرق بين مبدع خلاق، وعابر سبيل,وعامل فندق متعيش يعيل "دزينة" من الأطفال،أوعريس حاول أن يكمل نصف دينه مثل كل الناس. رسالة واضحة يرسلها القتلة لجميع الناس في الشرق والغرب،وللحكومات،وللمسلمين وغيرهم على السواء،ولكل عشاق الحياة أن لاتعايش مع هذا التيار ،وأن لا لغة لديهم سوى لغة الدم والموت والدمار ،وثقافة السيف وقطع الرقاب،وأن رسائلهم الدموية لا تفرق بين أحد من الناس ،ولا عصمة عندههم لجنس،أو عرق ،أو لون ،أو دين على الإطلاق. والسؤال هنا ،هل تتقاطع مصالح القتلة ،مع مصالح الأعداء والفجار في تصفية التميز والإبداع والإبقاء على حالة الأمية ،والجهل ،والضلال؟رسالة واضح مدى تناقضها مع الرسائل الأخرى التي يحاول المخلصون والشرفاء أن يوصلوها للرأي العام في كل مكان،ولكن مع وجود هذا النوع من الناس يبدو أن كل الخطوط ستكون مقطوعة,وكل الجهود ،والرسائل ستكون عبثية ،وبلا جدوى أو طائل ،وستذهب هباء.

القتل هو القتل ,والإجرام هوالإجرام ,واستباحة الدماء هي جريمة منكرة في كل الأعراف سواء ارتكبت باسم الثورة,أو العروبة,أو اليمين ,أو اليسار ,أو أي دين من الأديان,ولن يعفيها تلبسها للشعارات ولو كانت من سابع سماء,وستبقى مدانة دائما ,وأبدا عند كل الناس.

نحن إذن أمام رسالتين متناقضتين تحاول كل منهما أن توصل فكرة للناس.رسالة تحمل الحب للإنسانية يحملها أصحاب العقول النيرة والرواد من الناس ،وأخرى تحمل الموت والكراهية العمياء وتعرفون جيدا من يحملها.وما لم تتضافر كل الجهود الخيّرة،وتتكاتف الأيادي البيضاء,ويعم الوعي بين الناس وبمؤاورة الحكومات عبر سبل كثيرة,ستبقى رسائل الخير تلك ضعيفة، وذات مردود قليل على العامة من الناس،ولن نسمع عندها سوى أصوات المفرقعات ،والأحزمة الناسفات التي تسفك الدماء،وتنثر الأشلاء الآدمية في الهواء، كما في تلك الليلة العمّانية الشنعاء.

والرسالة الأهم من كل ذاك لماذا يجد المبدعون ,والعباقرة الأذكياء عند الغرب "الكافر" كل ذاك التأييد ،والتشجيع ،والنجاح ،ولِم تَمُتِ المواهب،وتخنتق الأصوات وتدفن العقول المعطاء في هذه الأصقاع؟ولم تتساقط العصافير المهاجرة ،واحدا بعد الآخر،هكذا بعيدا عن أعشاشها وفي حلوقها حرقة،وغصة ،لحلم موؤود ومستحيل بعناق التراب الطاهر بعد طول غياب؟والرسالة "الخالدة"الأخيرة، لم تبق هذه الأوطان المنكوبة ملاذا، ومرتعا تسرح، وتمرح فيه الوطاويط ,والقتلة ,والمافيات،وعشاق الظلام,ولا تستقبل أبناءها البررة،إلا جثثا هامدة صماء، مسجاة بالتوابيت، والأكفان؟

إنه موسم إرسال الرسائل،وفي كل الاتجاهات ،رسائل كثر موجودة هنا وهناك,ولكن,وبكل أسف، من يكلف نفسه عناء قراءة تلك المفردات؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرس الدم
- فرنسا الشمولية
- دعاء الجنرالات
- عصافير لا تطير
- ربيع سوريا الواعد
- أيه حكايةالأمراض النفسيةالماشية في البلد اليومين دول؟
- ديبلوماسية الكوارث
- كل عام وأنتم بلجنة للتحقيق
- الملاليس
- فليُسعدِ النَطْقُ إنْ لم تُسعدِ الحالُ
- إنهم يورطون الرؤساء
- سوريا العلمانية
- الغائب الأكبر
- دراويش الفضائيات
- علام يراهن السوريون
- السيناريو الأسوأ للسوريين
- مضادات الاكتئاب السورية
- خوارج السياسة,وكفار الأديان
- القصة الكاملة للرسائل شفهية
- إعلان قندهار


المزيد.....




- في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً ...
- مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن ...
- مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة ...
- ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا ...
- كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. ...
- لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
- صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا ...
- العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط ...
- الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - الرسالة