ايمان محمد
الحوار المتمدن-العدد: 5063 - 2016 / 2 / 2 - 20:33
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
الفاجعة قصة بقلم د.ايمان محمد
اليوم الجمعة والوقت صباح جميل و مشمس ..اصوات اخواي الصبيان لا يزالا في مسامعي الى اللحظة رغم مضي عشر سنوات على تلك الفاجعة ..كان والدي قد وعد ان يأخذنا لمدينة الملاهي في عطلة اخر الاسبوع كنت في العاشرة من عمري و اخواي التوأم يصغرانني بخمس سنين اتذكر وقع اقدامهما الصغيرتين وهما يركضان على السلم صعودا و نزولا يقفزان هنا وهناك يلعبان يضحكان وانا اساعد امي في اعداد الطعام الذي سنأخذه معنا لرحلة اليوم، سمعتها تعتذر من ابي
-عزيزي لا استطيع الذهاب معكم لدي صداع واريد اخذ قسط من الراحة خذ الاولاد معك و انا متأكدة ان اسراء ستعتني بهم افضل مني
-لا بأس عليك ولكنني سأشتاق لك
ويقبلها ..تعودت رؤيتهما وهما يقبلان بعضيهما ظننت انهما متحابان جدا! !
و هكذا خرجنا، اجلس والدي اخوي في المقعد الخلفي وربطهما بحزام الامان و هو ينهرهما عن المشاكسة و وضع الطعام والمفرش في الحقيبة الخلفية للسيارة و جلست انا بالمقدمة معه ..
تلوح لنا امي باي باي و انا في غاية الفرحة ...
في الطريق تعطلت بنا السيارة حاول والدي اصلاحها فلم يستطع فعدنا ادراجنا وتركنا السيارة مركونة على جانب احد الافرع ..ولكن حين عدنا سمعنا صوت رجل غريب في بيتنا و امي مستبشرة ضاحكة وهذه كانت الفاجعة التي حلت بعائلتي ..فر الغريب بسرعة من الباب الخلفي للمطبخ وتشاجر ابوي شجارا طويلا ظننت انه لن ينتهي مازلت اسمع صرخات امي وهو يضربها كاد يقضي عليها، انا و اخواي نبكي كان مشهدا مروعا ...
انفصل والداي بعدها دون اية فضائح فقد احتفظ ابي بالسر كي لا يجلب العار لنا ...
وهكذا عشنا نحن الاربعة معا ولكنني منذ ذلك الوقت و انا اتذكر كل ليلة احداث تلك الفاجعة .
#ايمان_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟