أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احسان جواد كاظم - ملصقات تحريم مغفلة التوقيع !














المزيد.....

ملصقات تحريم مغفلة التوقيع !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 5063 - 2016 / 2 / 2 - 19:23
المحور: كتابات ساخرة
    


ملصقات التحريم والمنع التي شوهت حيطان بعض مناطق بغداد بما تحملها من قيم متخلفة, لايصعب على اي عراقي من تشخيص مصدرها, مع انها بقيت مغفلة التوقيع. ولولا وجود اسم الامام الصادق على احداها لكان من الممكن لداعش وحتى بوكو حرام ان تضعا عليها توقيعهما بكل اريحية. فهي تشبه الى حد كبير النواهي التي تطبقها الدولة الاسلامية داعش على مواطنينا في المدن المغتصبة... وكأن ذات الشيطان قد عمّر قلوبهم, يا سبحان الله !
الملصقات بمضمونها البهيمي الماضوي... بثنائيتها الأزلية التي تجمع الشهوانية بالعنف, تتمحور حول منع الغناء ومصافحة المرأة والتبرج على حد تعبيرهم او عن حكم التي ملأت عينها من غير زوجها كما جاء في احدها وغيرها من النواهي الغريبة عن الطبيعة البشرية, والمتناقضة مع حياتنا المعاصرة, في مصادرة وقحة لدور رب العالمين في محاسبة المذنب. ويستعجلون أنفاذ اوامرهم ونواهيهم على البشر, بدون تفويض الهي, رغم انف الارادة الالهية التي تمهل ولا تهمل.
ولزيادة جرعة الاقناع الورع في هذه الملصقات ارتأى ناشروها ان تتضمن عبارات خارجة عن اللياقات الاجتماعية والاخلاق العامة بالاشارة الى " الديوث " وانشغالاتهم بشأنه.
ومادام الحديث عن الدياثة حاضراً, فأن ملصقاتهم لم تشر بكلمة عن ممارسة قادتهم لها, بشكل جماعي, لمصلحة دول الاقليم ضد بلدهم الام, ولا لحرمة سرقة المال العام وفقر العباد ولا عن احكام تقبل الرشوة و الكومشنات او جرائم الاعتداء على اعراض وكرامات الناس, او تذهيب قبب الموتى والعراقيون بلا ماء ولا كهرباء وبدون رواتب او حصة تموينية. فهذه كلها عمت ابصارهم وبصائرهم عنها.
واذا كانت دولة داعش الاسلامية, بكل عتهها, لا تخجل من مهر تحريماتها ببصمتها الكريهة المعروفة فأن من يقف وراء ملصقات بغداد, بكل صلفهم, يشعرون بالعار من التعريف بأنفسهم وتركوها منكرة.
وبينما تنكفأ دولة داعش, التعبير المادي عن افكار التكفير والتحريم على الارض في العراق وسوريا, فأنهم يتمنون وراثة انجازاتها والأبقاء على قيمها السقيمة, لكن بعد تغليفها بورق سلوفان شرعي براق.
وما من انسان موضوعي يعترف بالمخاض الصعب لعملية تطورالقيم الانسانية خلال قرون طويلة الا أن يعتبر, محاولة استدعاء قيم الماضي المتخلف وتطبيقها على عالمنا المعاصر المتمدن, يخالف منطق العقل والاشياء. وان كل من يسعى لذلك من هؤلاء لابد وانه يعاني من حالة " استفعس نفساوي" ميئوس منها, كما شخصها الفنان القدير عادل امام في احد افلامه لحالات مشابهة قريبة.
ان زعيق البعض عن الاسلاموفوبيا التي تنتاب الغرب بأعتبارها ظاهرة مصطنعة ليس لها مبرر ولا وجود, فلير هؤلاء, الاسلاموفوبيا التي تعصف بالمسلمين ذاتهم والتي تدفعهم الى الهروب, حتى على قوارب منفوخة, من نعيم بلدان الشريعة وحكم اهل التقوى, والنفور افواجاً افواجا الى جهنم بلدان الغرب (الكافرة) لكن المتسامحة والتي تحترم انسانيتهم وحقوقهم.
لم يعوا هؤلاء بعد بأن كل مفروض مرفوض , وما من عراقي غيورعلى وطنه يقبل بأيرنة العراق او سعدنته و لا حتى قطرنته, سوى شلة الفسّاد والحرامية المتحاصصة على نهب ثروات البلاد والمنتفعين من دهمائهم, فهؤلاء غاسلين ايدينا منهم, ويومهم قريب لا محالة.

ملاحظة : للتوضيح دفعاً للألتباس, أيرنة - ( مشتق من اسم ايران)
سعدنة - ( مشتق من اسم السعودية)
قطرنة - ( مشتق من اسم قطر)
على وزن البلقنة والفتنمة واللبننة.
http://www.iraqpressagency.com/?p=182112&lang=ar



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحمد لله على نعمة الألحاد
- هموم عراقية... تساؤلات مشروعة !
- ناديا مراد - البراءة المجروحة !
- الاستخبارات والمواطن
- تبديد حلم الاستقلال الكردستاني... كردياً
- يالولع الأسلاميين بالمنع والتحريم !
- طلب الحقوق... تناسى الواجبات
- رغم كل شيء... عيد ميلاد مجيد لأهلنا المسيحيين
- إرتهان اقليم كردستان لأرادة أردوغان !
- الطبخ على نار سبايكر جديدة !
- اسقاط الطائرة الحربية الروسية - جرّ العالم المتحضر لحرب ينتف ...
- مباديء التسامح كسلعة للأستهلاك !
- دعونا نستمتع بحياتنا الفاشلة !
- هل ستدخل تمارا الجلبي السياسة العراقية من باب محاربة الفساد ...
- لن تجعلوهم هنودنا الحمر !
- جوزيف صليوا - شنو هالأحراج !
- على طاري,- بلغ السيل الزُبى - وغرق بغداد
- عملية الحويجة - رابح واحد... خاسرون كثر !
- ضياع 76 مدرعة - لغز لا يلتبسه الغموض
- هيْ يا أنتم, ألا تخافون - يوماً عبوساً قمطريرا - (1) ؟!!


المزيد.....




- قبل إيطاليا بقرون.. الفوكاتشا تقليد خبز قديم يعود لبلاد الهل ...
- ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية ...
- حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
- عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار ...
- قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح ...
- الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه ...
- تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
- مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة ...
- دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
- وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احسان جواد كاظم - ملصقات تحريم مغفلة التوقيع !