دفتر عاملة 16

مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5063 - 2016 / 2 / 2 - 16:34
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

فى صباح ذلك اليوم استتطاعت الحصول على اجازة لتستقبل اخيها فضلت ان تنتظره هناك
بغرفتهم بالبدروم ..انتصفت شمس النهار بدأ الوقت يمضى يزداد جسدها بروده كتفاها عاداتا
تؤلمانها وكانها تتلقى الضرب عليهما من جديد الن ..اقتربت من الربعين لكنها ل تزال
وحيدة ل يدخل غرفتها احد ستوى اعضاء جماعتهن ليل ..عندما ستمعت همس السكان على
الدخنة خافت ..عادت الغرفة ستاكنةمثلما كانت فى السابق دائما ..غيرت مكان خزانتها عدة
مرات خلل تلك السنة ولكنها ل تزال خائفة وتبحث كل فترة عن مكان جديد ل تلحظ انها
تعيدهم الى اماكنهم القديمة التى غيرتها فى السابق ...لما لم ياتى ..رحلت الشمس كان المساء
قالت ربما قرر ان يستريح اليوم وياتيها غدا ..هل ل يزال يكرهها لجل فاطمة ..كادت ان
تقتل بسببها ..اقسمت له انها اضطرت ولم يسامح ..انها وحيدة الن تتذكر انها لم تكن مضطرة
فعلت هذا عمدا هل كذبت لسنوات وصدقت كذبتها حتى باتت تنسى الحقيقة لكنه ابدا لن يفعل
ولكنه تزوج الن وتجنس بجنسية زوجتة وصار لديه الولد لن يعود بعد ستنوات ليتذكر
فاطمة التى ترهلت ونسيته ورحلت لم تعد هنا فاطمة هل ستيصدقها اذا اخبرته عمن رأتها ام
ستيظل يكرهها ..هل ستيساعد بقيه اخوته وينبذها لجل ذلك اخوته..واين هم الن هل ارستل
اليهم ايضا مثلها ؟.لم تفكر فى ذلك من قبل ؟....هل فعلها حقا؟.ولكنه لم يحب احدا فيهم ..كان
مثلها فى كل شىء ..كان تؤمها الذى ولد بعد منها كلهما لم يسامح امهما ولم يغفر لها قبل
رحيلها ...قالت ان ابنائهم ستيذوقهما من نفس الكاس فاقسمت هى فى سترها ال تنجب ابناء
....! ابدا..حتى فى ذلك هى كاذبة
حط بقدمه فى المطار لول مرة منذ ستنوات طويلة لم يعد يهتم ..اكبر ابناءه الن مراهق كان
عليه ان يعود ليتعلم لهجة بلده التى ل يعرفها حتى هو نفسه نسى الكثير منها ..هناك فى
المطار راهم جميعا يسرعون نحوه حتى من فيهم يقطن الجنوب تكلف عناء السفر حتى
... العاصمة الثانية ليلقى اخيه الغائب ...مرت ستنوات ولم ينسى احدا فيهم قط
منذ ستنوات قرر انه ل يمكنه البقاء هنا لم يستطع ان يكمل تعليمه مثلما كان يتمنى ول يصرح
بذلك ..الشىء الوحيد الذى لم يستطع الصمت بشأنه قد رحل عنه ايضا فاطمة ..لم يسامح
شقيقته وستعد لنها لم تاتى مثل الجميع الى المطار ليراها ولكن اشتاق اليها كلهما لديه ستر
مشترك ل يعلمه الباقين هل عاد الى هنا ليتذكر استراره التى دفنها برحيله بعيدا ..عندما
ارستلواواخبروه بان العجوزان قد ماتا شعر ببعض الراحة لكنه فضل البقاء فى تلك المدينة
الجديدة لم يشعر بحرارتها ستوى بعد مرور اشهر واشتياقه الى البحر ..كانت مدنية بل بحر
يعمل بل راحة لثنى عشر ستاعة دون توقف لم يعتد ان ينام مع غرباء رغم انه فى حياته لم
يحصل على حجرة خاصة او فراش له بل تشارك الغطاء دوما مع الجميع لكنه ابدا لم يتقبل
... هؤلء الغرباء

#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات