أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - عبد المطلب العلمي - ستالين و المعارضه التروتسكيه 7















المزيد.....


ستالين و المعارضه التروتسكيه 7


عبد المطلب العلمي

الحوار المتمدن-العدد: 5062 - 2016 / 2 / 1 - 10:47
المحور: الارشيف الماركسي
    


ستالين و المعارضه التروتسكيه 7

يوسف فيساريونفتش ستالين

ترجمه :عبد المطلب العلمي
القسم الثالث من التقرير السياسي الى المؤتمر الخامس عشر.عنوانه"الحزب والمعارضة "
الجزء2-2

3. الاختلافات الرئيسية بين الحزب والمعارضة

تتسائلون، ما هي، في نهاية المطاف، الاختلافات بين الحزب والمعارضة،و على اي من القضايا ترتكز هذه الاختلافات؟
في جميع القضايا ايها الرفاق. (أصوات: "صحيح تماما!")
مؤخرا قرأت ما كتبه احد العمال المسكوبيين الغير حزبيين ، الذي قرر الانخراط او قد انخرط فعليا في الحزب. هكذا صاغ مسألة الخلافات بين الحزب والمعارضة:
"في السابق، كنا نبحث عن الاختلافات بين الحزب والمعارضة. والآن لا يوجد ما تتفق المعارضه مع الحزب عليه. (ضحك وتصفيق) .المعارضة ضد الحزب في جميع القضايا، لذلك لو كنت من مؤيدي المعارضة لما اتجهت الى الحزب. "(ضحك، تصفيق) ( "إزفستيا" العدد 264).
هكذا بجدارة و في نفس الوقت باختصار يستطيع أحيانا العمال التعبير. أعتقد أنه التوصيف الأكثر ملائمة وألاكثر صحه لعلاقه المعارضة بالحزب ، بأيديولوجيته، ببرنامجه، بتكتيكاته.
لأن المعارضة ،و على وجه التحديد تختلف مع الحزب حول كافة القضايا، لهذا السبب المعارضة هي مجموعة لها أيديولوجيتها الخاصة، برنامجها، والتكتيكات الخاصة بها، و مبادئها التنظيمية.
كل ما يحتاجه اي حزب جديد، موجود لدى المعارضة. "شئ صغير"فقط غير موجود، القوه. (ضحك تصفيق).
بوسعي أن أذكر سبعة قضايا رئيسية ،تختلف المعارضة مع الحزب بها.
القضيه الأولى. إمكانية الانتصار و بناء الاشتراكية في بلادنا. وأنا لن أشير إلى الوثائق وبيانات المعارضة بشأن هذه المسألة. فهي معروفة للجميع، وليس هناك حاجة لتكرارها. فمن الواضح للجميع أن المعارضة تنفي إمكانية انتصار بناء الاشتراكية في بلادنا. من خلال نفي مثل هذا الاحتمال فانها تتحرك بشكل مباشر وصريح لنفس موقف المناشفة.
موقف المعارضة بشأن هذه المسألة ليس بجديد على قادتها الحاليين. من هذا الموقف ، جاء رفض كامينيف وزينوفييف مسانده انتفاضة أكتوبر. قالوا حينها بشكل مباشر، إننا باثاره الانتفاضه، نسير الى الموت، وأنه من الضروري انتظار الجمعية التأسيسية، أن الظروف ليست ناضجة للاشتراكية، ولن تنضج في وقت قريب.
من نفس الموقف انطلق تروتسكي، عندما سار مع الانتفاضة. قائلا بشكل صريح ،إذا لم تهرع الثورة البروليتارية المنتصره في الغرب لمساعدتنا في المستقبل القريب، فإنه سيكون من الغباء الاعتقاد بأن روسيا الثورية يمكنها الصمود بوجه أوروبا المحافظة.
في الواقع، هكذا سرنا حينها نحو الانتفاضة، كامينيف وزينوفييف من جهة، تروتسكي من جهه أخرى. و لينين مع الحزب ، طرف ثالث؟ هذا سؤال مثير جدا للاهتمام، والذي من المفيد ايها الرفاق، أن أقول بضع كلمات حوله.
هل تعلمون أن كامينيف وزينوفييف ذهبوا إلى الانتفاضة بفضل العصا، لينين اقتادتهم بعصا، هددهم بالطرد من الحزب (ضحك، تصفيق)، واجبرهم على الانضمام إلى الانتفاضة. (ضحك تصفيق).
ذهب تروتسكي للانتفاضة طوعا. ولكن ليس بسهوله، مع بعض التحفظات، التحفظات التي قربته حينها من كامينيف وزينوفييف. ومن المثير للاهتمام أنه قبل أكتوبر، في حزيران 1917، رأى تروتسكي انه من المناسب إعادة طبع( في بتروغراد) كتيب قديم له عنوانه "برنامج السلام"، كما لو انه، كان يريد القول أنه ذاهب للانتفاضة تحت الرايه الخاصه به. ما يقوله في هذا الكتيب؟ يجادل لينين حول مسألة انتصار الاشتراكية في بلد واحد، معتبرا فكرة لينين هذه غير صحيحة ، ويؤكد أنه يجب الاستيلاء على السلطه ، ولكن إذا لم تصل أي مساعدة من عمال أوروبا الغربية المنتصرين، فإنه سيكون ميؤوس منه الاعتقاد بأن روسيا الثورية يمكنها الصمود في وجه أوروبا المحافظة، والذي لا يقتنع بنقد تروتسكي،يعاني من ضيق الأفق القومي. هنا مقتطف من كتيب تروتسكي ذاك:
"دون انتظار للآخرين، نبدأ ونواصل النضال ،على الصعيد القومي، في ثقة تامة بأن مبادرتنا ستعطي حافزا للنضال في بلدان أخرى؛ وإذا لم يحدث ذلك، فإنه سيكون من الميؤوس منه التفكير - كما يتضح من التجربة التاريخية والاعتبارات النظرية - على سبيل المثال، امكانيه صمود روسيا الثورية في وجه أوروبا المحافظة "....." إن النظر الى آفاق ثورة اجتماعية في إطار وطني ،يعني الوقوع ضحية القوميه ضيقه الأفق، والذي هو جوهر القوميه الاشتراكيه ". (تروتسكي، "1917"، المجلد III، ج 1، ص 90.)
هذه هي ايها الرفاق ،تحفظات تروتسكي ، وهو ما يفسر إلى حد كبير جذور وباطن الكتلة الحالية له مع كامينيف وزينوفييف.
كيف سار لينين إلى الثورة، كيف سار الحزب؟ أيضا مع تحفظات؟ لا، سار لينين وحزبه للانتفاضة دون تحفظات. هنا مقتطف من احد مقالات لينين "البرنامج العسكري للثورة البروليتارية"، الذي نشر في الخارج في ايلول 1917:
"إن إنتصار الاشتراكية في بلد واحد لا يعني استثناء كل الحروب الاخرى. على العكس من ذلك،إنه يفترض الحروب الاخرى. تطور الرأسمالية يحصل بشكل متفاوت للغاية في مختلف البلدان. و لا يمكن أن يكون غير ذلك في ظل الإنتاج السلعي. وبالتالي النتيجه التي لا تقبل الجدل، أن الاشتراكية لا يمكن ان تنتصر في وقت واحد في جميع البلدان.الانتصار الأول سيكون في واحدة أو في عدة دول، في حين أن الدول الاخرى سوف تبقى لبعض الوقت برجوازية أو ما قبل البرجوازية. هذا سوف يخلق ليس فقط الاحتكاك، ولكن السعى المباشر لبرجوازية البلدان ألاخرى لسحق البروليتاريا الظافرة للدولة الاشتراكية. في مثل هذه الحالات الحرب من جانبنا ستكون شرعيه وعادله. ستكون حربا في سبيل الاشتراكية، من أجل تحرير الشعوب الأخرى من البرجوازية ".
كما ترون، لدينا هنا وضع مختلف تماما. إذا كان تروتسكي قد سار الى الانتفاضة مع تحفظ ، قرّبه من كامينيف وزينوفييف، مؤكدا أن السلطة البروليتارية في حد ذاتها، لا يمكن أن تمثل شيئا خاصا، إذا لم تصل المساعدة في الوقت المناسب من الخارج، فإن لينين، على العكس من ذلك، سار الى الانتفاضة دون تحفظات، مؤكدا أن السلطة البروليتارية في البلاد ينبغي أن تكون بمثابة قاعدة لمساعدة البروليتاريا في البلدان الأخرى للتحرير من نير البرجوازية.
بهذه الطريقة سار البلاشفة نحو انتفاضة أكتوبر، ولهذا السبب تروتسكي، وكامينيف وزينوفييف وجدوا لغة مشتركة في السنة العاشرة لثورة أكتوبر.
من الممكن أن نتصور حوارا بين تروتسكي من جهة، وكامينيف وزينوفييف من جهه أخرى، لتشكيل كتلة معارضة.
كامينيف وزينوفييف لتروتسكي: "كما تري يا رفيقنا العزيز، كنا على حق، بقولنا أنه لم يكن من الضروري أن نسير نحو انتفاضة أكتوبر، كان لا بد من انتظار الجمعية التأسيسية وما إلى ذلك ، الآن، يمكن لأي شخص أن يرى أن البلاد تتدهور، السلطه تتدهور، نسير الى الخراب، و لن تكون هناك اشتراكية في بلادنا. لم يكن هناك حاجة للسير نحو الانتفاضة. وانت سرت إلى الانتفاضة طوعا. لقد ارتكبت خطأ فادحا ".
فيجيبهم تروتسكي: (لا، أيها الزملاء الأعزاء، أنتم تظلموني. سرت الى الانتفاضة، لكن كيف سرت؟هل نسيتم ؟. سرت إلى الانتفاضه ليس بشكل مباشر، ولكن مع تحفظات. (ضحك). ونظرا لأنه إتضح الآن أنه لا يوجد امكانيه للمساعده من الخارج ، و من الواضح أن القضية تسير نحو الخراب، لقد توقعت ذلك الوقت في[كتابي] "برنامج السلام").
زينوفييف وكامينيف: "نعم هو كذلك. نحن نسينا مسأله التحفظ. من الواضح الآن أن كتلتنا مبررة فكريا "(ضحك تصفيق).
على هذه الطريقة تم تكوين فكره، إنكار المعارضة لإمكانية انتصار بناء الاشتراكية في بلادنا.
ماذا يعني هذا الموقف؟ انه يعني الاستسلام. امام من؟ من الواضح أنه امام العناصر الرأسمالية في بلادنا. و امام من ايضا؟ امام البرجوازية العالمية. لكن أين اختفت العبارات اليساريه، والإيماءات الثورية ؟ لقد تلاشت و تحولت الى غبار .. هزوا جيدا المعارضه، القوا جانبا العبارات الثورية - وسترون في ألقاع ،الاستسلام (تصفيق) .
القضيه الثانية. مسألة ديكتاتورية البروليتاريا.هل يوجد لدينا دكتاتورية البروليتاريا أم لا؟ سؤال غريب. (ضحك). ومع ذلك، فإن المعارضة تطرحه في كل بياناتها. وتقول المعارضة أنه لدينا انحطاط تيرميدوري. ماذا يعني ذلك؟ هذا يعني أنه ليس لدينا ديكتاتورية البروليتاريا، و اننا فشلنا وأن الاقتصاد والسياسة يسيروا الى الخلف، و نحن لا نسير الى الاشتراكية بل الى الرأسمالية. هذا، بطبيعة الحال، غباء غريب. لكن المعارضة تصر على موقفها.
هذا هو ايها الرفاق، اختلاف أخر. و عليه تستند أطروحة تروتسكي المعروفة حول كليمنصو. إذا كانت السلطة تتدهور، الا يعني انه يجب العنايه بها وحمايتها والدفاع عنها؟ و ليس ضربها. في حالة حدوث ظروف مواتية ل"إزالة" من مَثّل هذه السلطه، إذا وصل العدو الى بعد 80 كيلومترا من موسكو - من الواضح أن من الضروري استغلال الوضع لاكتساح هذه السلطه ووضع سلطه كليمانصويه جديده مكانها، أي تروتسكية.
من الواضح أنه في مثل هذا "الطرح" لا يوجد شيء لينيني. انها المنشفية النقية. لقد تراجعت المعارضة صوب المنشفية.
القضيه الثالثه. مسألة وحدة الطبقة العاملة والفلاحين المتوسطين. المعارضة اخفت دائما الموقف السلبي لفكرة مثل هذا التكتل. برنامجها، أطروحاتها المضادة لافتة للنظر ، ليس بما تقوله بل بما حاولت المعارضة اخفائه عن الطبقة العاملة. ولكن هناك رجلا، إ.ن. سميرنوف، و هو واحد من قادة المعارضة، كانت لديه الشجاعة لقول الحقيقة حول المعارضة، لسحبها الى دائره الضوء. و ماذا اتضح؟ اتضح أننا "نسير نحو الموت"، وإذا اردنا "النجاه"، علينا الشقاق مع الفلاحين المتوسطين. طرح ليس بذكي جدا. ولكنه واضح.
و هنا وأخيرا ظهرت عوره المعارضه المنشفيه للجميع.
القضيه الرابعه. طبيعة ثورتنا. إذا تم نفي إمكانية انتصار بناء الاشتراكية في بلادنا، إذا تم نفى وجود دكتاتورية البروليتاريا، إذا تم نفى الحاجة إلى وحدة الطبقة العاملة و الفلاحين ،ماذا يبقى بعد ذلك من ثورتنا من طابعها الاشتراكي؟ ومن الواضح أنه لا شيء، لا شيء على الإطلاق. وصلت البروليتاريا إلى السلطة، انجزت مهام الثورة البرجوازية، لا شأن للفلاحين بالثورة ، لأنهم حصلوا بالفعل على الأرض – هذا يعني انه على البروليتاريا الخروج، ممهده الطريق للطبقات الأخرى.
هذا هو طرح المعارضة، إذن وصلنا إلى جذور وجهات نظرها.
هذه هي كل جذور الانهزامية لدى معارضتنا. ليس من الغريب ان البوندي الانهزامي ابراموفيتش يمدحها .
القضيه الخامسه. الطرح اللينيني حول قياده الثورات في المستعمرات. لينين انطلق من الفرق بين البلدان الامبريالية والدول المضطهَدة، بين السياسة الشيوعية في البلدان الامبريالية والسياسة الشيوعية في البلدان المستعمَرة. وبناء على هذا الاختلاف. قال انه خلال الحرب فأن فكرة الدفاع عن الوطن، في البلدان الامبريالية، غير مقبوله و مضادة للثورة الشيوعية ، و مقبوله وصالحة تماما في البلدان المضطهَدة ،التي تخوض حربا تحريريه ضد الإمبريالية.
لهذا السبب سمح لينين في مرحلة معينة ولمدة معينة،بإمكانيه التحالف وحتى الوحده مع البرجوازية المحليه في البلدان المستعمره، إذا كانت تشن حربا ضد الامبريالية ، وإذا كانت لا تعارض الشيوعيين في عمليه تثقيف العمال والفلاحين الفقراء في روح الشيوعية.
خطيئة المعارضة هنا هو أنها قطعت نهائيا مع طرح لينين، لتتراجع إلى اطروحات الامميه الثانيه، النافيه لصواب و جدوى دعم الحروب الثورية للدول المستعمَره ضد الإمبريالية. وهذا بالضبط ما يفسر كل المغامرات الفاشله التي مرت بها معارضتنا في مسألة الثورة الصينية.
وهذا ايضا اختلاف آخر.
سادسا. مسأله تكتيكات الجبهة الموحدة في الحركة العمالية العالمية. خطيئه المعارضة هنا هو أنها انفصلت عن تكتيكات لينين حول مسألة الجذب التدريجي للجماهير الواسعة من الطبقة العاملة إلى الشيوعية. جذب جماهير غفيرة من الطبقة العاملة إلى الشيوعية،ليس فقط بسبب السياسة الصحيحة للحزب. السياسة الصحيحة للحزب - شيء عظيم، ولكنها ليست كل شيء. لجذب جماهير الطبقة العاملة الواسعة إلى الشيوعية، فمن الضروري أن تقتنع الجماهير من خلال تجربتها الخاصه بصحة سياسة الشيوعية. و اقناع الجماهير يتطلب وقتا، و يتطلب العمل بمهارة واقتدار في قيادة الجماهير إلى مواقف الحزب ، والعمل بمهارة واقتدار لإقناع الجماهير الواسعة بصحة سياسه الحزب.
كنا على حق تماما في نيسان 1917، لأننا كنا نعرف أن ألامور تسير نحو إسقاط البرجوازية وإقامة السلطة السوفياتية. ومع ذلك، فإننا لم ندعوا جماهير واسعة من الطبقة العاملة للانتفاض ضد السلطه البرجوازية. لماذا ؟ لأنه لم تكن بعد لدى الجماهير الفرصة للتحقق من صحة سياستنا، التي هي صحيحه بالتأكيد. فقط حينما انفضحت تماما احزاب البرجوازيه الصغيره، الاشتراكي الثوري والمناشفة ، في المسائل الأساسية للثورة، عندها اصبحت الجماهير مقتنعة بصحة سياستنا، فقط حينها قدنا الجماهير إلى الانتفاضه. و لأننا في الوقت المناسب قدنا الجماهير الى الانتفاضه ، ولهذا السبب بالظبط انتصرنا حينذاك.
هذه هي جذور فكرة تشكيل جبهة موحدة. في الواقع، تكتيك الجبهة الموحدة ارساه لينين، للتسهيل على الجماهير الغفيرة من الطبقة العاملة في البلدان الرأسمالية، المصابه بتوفيقيه الاشتراكيه الديمقراطيه ، من تجربتهم الخاصة إكتشاف صحة سياسة الشيوعيين و الانضمام إلى جانب الشيوعية.
خطيئه المعارضة هي نفيها التام لهذا التكتيك. تحمست في وقت ما، لفكره حمقاء و غيرحكيمة حول تكتيك الجبهة الموحده، رحبت بقوة على الاتفاق و التعامل مع المجلس العام في بريطانيا، معتبره أن هذا الاتفاق هو "واحد من أعظم ضمانات السلام"، "واحد من أعظم الضمانات ضد التدخل"، و واحد من أعظم وسائل "تحييد الإصلاحية في أوروبا" (انظر تقرير زينوفييف إلى المؤتمر الرابع عشر للحزب الشيوعي (البلشفي) ). لكن خاب املهم بقسوة في تطلعاتهم الى "تحييد" الإصلاحية بمساعدة بورسيل وهيكس، ثم لجؤا الى النقيض ، نافيين تماما فكرة تكتيك الجبهة الموحده.
هذا ايها الرفاق ، اختلاف آخر يدل على تخلي المعارضة الكامل عن التكتيك اللينيني حول الجبهه الموحده.
سابعا. قضيه الحزب اللينيني،و الوحدة اللينينية في الحزب الشيوعي (البلشفي) و في الامميه الشيوعيه. المعارضة تخلت تماما عن المبدأ التنظيمي اللينيني، لتسير في طريق تنظيم حزبا ثانيا ، في طريق تنظيم امميه شيوعيه ثانيه.
هذه هي القضايا السبعه الرئيسية، و جميعها تشير إلى ان المعارضة انزلقت إلى المنشفية.
هل يمكن اعتبار هذه الآراء المنشفية المعارضة متوافقة مع أيديولوجية الحزب وبرنامج حزبنا، مع تكتيكاته، مع تكتيكات الامميه الشيوعيه، مع الطرح التنظيمي اللينيني؟ .
ابدا و لافي أي حال من الأحوال، ولو لدقيقة واحدة!
ستقولون: كيف يمكن ان تولد لدينا هكذا معارضة، أين جذورها الاجتماعية؟ أعتقد أن الجذور الاجتماعية للمعارضة تكمن في حقيقة إفلاس الطبقات البرجوازية الوضيعه الحضريه،نتيجه للتنمية . و نتيجه لاستياء هذه الشرائح من نظام دكتاتورية البروليتاريا، سعت هذه الشرائح لتحقيق تغيير في هذا النظام ل"تحسينه" في روح إرساء الديمقراطية البرجوازية.
سبق أن قلت أنه نتيجة لتقدمنا الى الأمام، نتيجة للنمو في صناعتنا، و نتيجة نمو الوزن النوعي للأشكال الاشتراكية في للاقتصاد، قسم من البرجوازية الوضيعه، وخاصة البرجوازية الحضرية، تفلس وتغرق. المعارضة تعكس تذمر واستياء هذه الشرائح من نظام الثورة البروليتارية.
هذه هي الجذور الاجتماعية للمعارضة.

4. ما هي الخطوة التالية؟

ماذا سنفعل بعد هذا مع المعارضة؟
قبل ان نأتي الى هذا السؤال، أود ان اروي لكم احدى تجارب كامينيف ، في العمل المشترك مع تروتسكي، كان ذلك في عام 1910. وهذه مسأله مثيره للاهتمام للغاية. وعلاوة على ذلك، فإنه يمكن أن تعطينا مفتاح للتأكد من النهج الصحيح لحل المسائل التي أثيرت. في عام 1910، كان هناك اجتماعا موسعا ل اللجنة المركزية في الخارج لمناقسه مسألة العلاقات بين البلاشفة والمناشفة، وخاصة مع تروتسكي (كنا جزء من حزب واحد مع المناشفة و سمينا انفسنا فصيل). الاجتماع الموسع دعا إلى المصالحة مع المناشفة، وبالتالي، مع تروتسكي، على الرغم من رفض لينين،اي ضد اراده لينين. و اصبح لينين في الأقلية. ولكن ماذا عن كامينيف؟ بادركامينيف للتعاون مع تروتسكي. وكان يمارس هذا التعاون ليس من دون علم وموافقة لينين، لينين أراد أن يثبت للكامينيف من خلال التجربه، الضرر وعدم جواز التعاون مع تروتسكي ضد البلشفية.
استمعوا إلى ما قاله كامينيف:
"في عام 1910، قامت غالبية فصيلنا بمحاولة التوفيق والاتفاق مع الرفيق تروتسكي. موقف فلاديمر ايلتش من هذه المحاولة كان سلبيا جدا، و كنوع من "العقاب" على مثابرتي و الاستمرار في محاولة التوصل إلى اتفاق مع تروتسكي ،أصر على ان اكون انا مفوض اللجنه المركزيه الى صحيفة تروتسكي. وبحلول خريف عام 1910. - بعد عدة أشهر من العمل في هيئه التحرير - اقتنعت بأن فلاديمير إيليتش كان على حق في موقفه السلبي من خطي "التصالحي"، وبموافقته استقلت من هيئة تحرير صحيفه الرفيق تروتسكي. وقد تميز انفصالنا انذاك عن الرفيق تروتسكي بسلسلة من المقالات الحادة في الصحيفه المركزيه للحزب. حينها اقترح فلاديمير إيليتش أن أكتب كتيب يلخص الخلافات مع التصفوين-المناشفة و مع الرفيق تروتسكي. "أنت خضت تجربة اتفاق مع الجناح الاكثر يساريه (التروتسكي) من الجماعات المناهضة للبلشفية، اصبحت مقتنعا باستحالة التوصل إلى اتفاق، عليك أن تكتب كتيب يوجز التجربه" - قال لي فلاديمير إيليتش. بطبيعة الحال، فلاديمير ايليتش أصر بشكل خاص على حقيقة أنه، تم الاتفاق في مجال العلاقات بين البلشفية وما كانت تسمى آنذاك التروتسكية ... إلى نهاية النص "(مقدمه كامينيف لكتيبه"حزبان").
وماذا كانت النتائج؟ استمعوا إلى هذا:
"اجرؤ على القول ،إن تجربة العمل المشترك مع تروتسكي ، تجربة خضتها باخلاص ، و هذا يظهره استغلال تروتسكي الآن، لرسائلي و محادثاتي الخاصة – أظهرت التجربه أن التوفيقيه تنحدر للدفاع عن التصفوية،و بشكل حاسم تقف إلى جانب التصفويه"(كامينيف"حزبان").
نتابع:
"أواه،لو أن" التروتسكية "انتصرت كمزاج عام في الحزب - لاصبح للتصفويين، ل الاستدعائيين(1) ولجميع التيارات المحاربة للحزب فسحه واسعه للتصيد " (المرجع نفسه).
ها هي أيها الرفاق، تجربة العمل المشترك مع تروتسكي. (صوت: "تجربة مفيدة.") إن نتائج التجربة اوجزها كامينيف ،في كتيب خاص نشر في عام 1911 بعنوان "حزبان". ليس لدي أي شك في أن هذا الكتيب كان مفيدا جدا لجميع أولئك الرفاق الذين كانت لديهم أوهام بشأن التعاون مع تروتسكي.
لذا سؤالي هو:لماذا لا يحاول كامينيف ،كتابه كتيب آخر، و بنفس التسميه أيضا "حزبان"، عن تجربه التعاون الحالي مع تروتسكي؟ (قهقهه عامه، تصفيق). ولعل هذا مفيد ، لكن لا يمكنني اعطاء كامينيف ضمانة ، بان تروتسكي الآن، تماما و كما حدث حينذاك، لن يستخدم ضده رسائله والأحاديث الحميمة. (ضحك) ولكن لا يوجد ما يستحق الخوف. على أي حال، هنا لا بد من الاختار: إما الخوف من أن يستخدم تروتسكي خطابات كامينيف ويكشف عن محادثاته السرية مع تروتسكي، حينها يوجد خطر البقاء خارج الحزب، أو رمي كل المخاوف والبقاء في الحزب.
لذا فإن السؤال القائم الآن ايها الرفاق: الأختيار.
يقال ان المعارضة وضعت في اعتبارها تقديم بيانا معينا إلى المؤتمر ،حول أنها، اي المعارضة، خاضعه و ستلتزم بجميع قرارات الحزب (صوت: "كما حدث في أكتوبر 1926"؟)، و سوف يحلون كتلتهم (صوت: "سبق و سمعنا ذلك مرتين !") وسوف يدافعوا عن وجهات نظرهم، التي لن يتخلوا عنها (صوت:" أوه "." لا، من الافضل ان نفصلهم بانفسنا ")، في إطار القواعد الحزبيه. (أصوات:" مع تحفظات "." قواعدنا ليست مطاطيه").
أعتقد ايها الرفاق، أن أيا من هذه الامور لن ينجح. (أصوات: "صحيح تماما! " تصفيق مطول) ولدينا أيضا ايها الرفاق، بعض الخبرة بهذه البيانات (تصفيق)، لنا خبرة في بياناتهم (أصوات: "صحيح تماما") بتاريخ 16 أكتوبر 1926 وفي 8 اب 1927. ما هي نتيجه هذه التجربة؟ على الرغم من أنني لا أنوي كتابة كتيب "حزبان"، ولكن أجرؤ على القول أن هذه التجربة قد أدت إلى نتائج أكثر سلبية (أصوات: "صحيح تماما! ")، خداع الحزب مرتين، وإضعاف الانضباط الحزبي. على اي اساس تطالبنا المعارضة ، نحن مؤتمر الحزب العظيم ، مؤتمر حزب لينين، وبعد هذه التجربة أن نثق بكلمتهم؟ (أصوات: " إن ذلك هو الغباء" "أن الذين يثقون سيتحملون النتائج")
يقال أنهم طرحوا ايضا مسألة عودة المطرودين الى الحزب. (أصوات: "لن يحصل هذا". "فليذهبوا إلى مستنقع المناشفة ") .أعتقد ايها الرفاق، أن هذا أيضا لن يحصل. (تصفيق لفتره طويلة) .
لماذا طرد الحزب تروتسكي وزينوفييف؟ لأنهم من نظم المعارضة المعاديه للحزب (أصوات: "صحيح تماما!")، لأن هدفهم تدمير قوانين الحزب، لأنهم يتصوروا أنه لن يجرؤ احد على المساس بهم، لأنهم أرادوا ان يصنعوا لانفسهم وضعا مبجلا في الحزب.
هل حقا نريد ان يكون في الحزب نبلاء يتمتعون بامتيازات، وفلاحين محرومين من هذه الامتيازات؟ نحن، البلاشفة الذين اقتلعنا طبقة النبلاء من جذورها ، سننعشها في الحزب ؟ (تصفيق)
تتسائلون لماذا طردنا تروتسكي وزينوفييف من الحزب؟ لأننا لا نريد وجود نبلاء في حزبنا. لأن القانون في حزبنا واحد، وجميع أعضاء الحزب يتمتعون بحقوق متساوية. (أصوات: " صحيح تماما!" تصفيق المطول).
إذا كانت المعارضة تريد أن تعيش في الحزب، لتخضع لإرادة الحزب، لقوانينه، لتعليماته دون تحفظات، دون مواربة. لا تريد ذلك – لتغادر الى مكان أكثر حرية. (أصوات: "صحيح تماما!" تصفيق) نحن لا نريد ولن ننشئ قوانين جديدة مواتية للمعارضة. (تصفيق).
يتسائلون عن الشروط. لدينا شرط واحد: يجب على المعارضة نزع سلاحها كليا وتماما، سواء فكريا اوتنظيميا. (أصوات: "صحيح تماما!" تصفيق مطول).
يجب أن تتخلى ، أمام العالم كله، و بصراحة وصدق عن وجهات نظرها المعاديه للبلشفية. (أصوات: "صحيح تماما!" تصفيق مطول).
يجب عليها، بصراحة وصدق، أمام العالم كله، شجب الأخطاء التي ارتكبتها ،الأخطاء التي تحولت إلى جريمة ضد الحزب.
يجب أن تكشف خلاياها ، لكي يتمكن الحزب من حلها دون استثناء. (أصوات: "صحيح تماما!" تصفيق مطول).
إما هكذا، أو ليخرجوا من الحزب. يرفضون الخروج – سنركلهم خارجا. (أصوات: "صحيح تماما!" تصفيق مطول.)
هذا هو الحال ايها الرفاق، مع المعارضة.


"برافدا" العدد 279
السادس من كانون الاول عام 1927
ملاحظات المترجم
(1)بالروسيه اتزوفيزم.كتله ظهرت في الحزب بعد ثوره1905.تدعو الى الامتناع عن كافه اشكال النضال العلني، و إلى استدعاء النواب البلاشفه من الدوما.مؤكدين ان القصيريه تحولت الى مَلكيه برجوازيه و الاقطاع انهار مفسحا المجال للعلاقات البرجوازيه،إذن مرحله الثوره البرجوازيه انجزت و يجب التحضير للثوره البروليتاريه.



#عبد_المطلب_العلمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ستالين و المعارضه التروتسكيه 6
- ستالين و المعارضه التروتسكيه 5
- ستالين و المعارضه التروتسكيه 4
- ستالين و المعارضه التروتسكيه 3
- ستالين و المعارضه التروتسكيه 2
- ستالين و المعارضه التروتسكيه
- المملكه الاردنيه و السلاح السوفياتي
- السيد ماجد الشمري يتهم
- ملاحظات على المقال الاخير للرفيق كريم الزكي
- اي نظام اجتماعي اليوم في روسيا الاتحاديه ؟
- الازمه الاوكراينيه و تحليل غريب
- الى الدفعه الاولى لخريجي الاكادبميه الصناعية-ستالين
- حول الدوله و الانتيليجينسيا - ستالين
- الى مؤتمر المعلمين
- اليكساندرا كولونتاي تتذكر
- كلمه الرفيق ستالين الموجهه الى العاملات و الفلاحات
- الويكيبيديا و التزوير
- قانون مكافحه الشيوعيه في اوكرايينا
- تناقض الوثائق لما يسمى(وصيه) لينين 5
- تناقض الوثائق لما يسمى(وصيه) لينين 4


المزيد.....




- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية


المزيد.....

- مقدمة في -المخطوطات الرياضية- لكارل ماركس / حسين علوان حسين
- العصبوية والوسطية والأممية الرابعة / ليون تروتسكي
- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة
- إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك ... / دلير زنكنة
- عاشت غرّة ماي / جوزيف ستالين
- ثلاثة مفاهيم للثورة / ليون تروتسكي
- النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج / محمد عادل زكى


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - عبد المطلب العلمي - ستالين و المعارضه التروتسكيه 7