أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - هاشم العيسمي - الربيع العربي ... أزمة هوية















المزيد.....

الربيع العربي ... أزمة هوية


هاشم العيسمي
كاتب سياسي

(Hashem Aysami)


الحوار المتمدن-العدد: 5061 - 2016 / 1 / 31 - 20:57
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الربيع العربي ....أزمة هوية
2011 تاريخٌ سيبقى في أذهان أبناء الشعب العربي لاعتبارات كثيرة , منها أنه تاريخ ثورات الحرية , ومنها لأنه كسر حاجز الخوف من الحاكم العربي , ولكن الأهم من ذلك –رغم أن فئة كبيرة من الشعوب لن تعي ذلك- بسبب أزمة الهوية التي كشف الربيع العربي الستار عنها , و في هذا المقال سنعرّف الهوية و أزمتها و نبين لماذا بانت بعد الربيع العربي و كيف تجلت في ذروتها وما الحل لتخطيها .
1- ما هي أزمة الهوية ؟
في التعريف اللغوي للهوية , يعرفها المعجم الوسيط بأنها >.
و يعرفها معجم الأوكسفورد بأنها >.
فداخل الهوية تلتقي السيسيولوجيا بالسكولوجيا و الانتروبولوجيا و الايديولوجيا و السياسة , يضاف إلى ذلك التقاطع الموجود بين الذاتي والجماعي ,بين الفردي و الاجتماعي ,بين الواحد و المتعدد و بين الثبات و التغير و بين الانفصال و الاتصال , فهي عند فتجنشتاين مكمن الوجود و عند نيتشه موطن الأوهام .
و من هنا نصل إلى تحديد أزمة الهوية و هي تُطرح على شكل أسئلة تقضُّ مضاجع المجتمع > <<من هو؟>> <<كيف أتعامل مع الأخر>> <<إلى أي مدى يمكن التحرر من الايديولوجيا؟>> <<من أين يمكن لخطاب الهوية أن ينطلق>> <<هل يجب أن أتعامل مع الثقافات الأخرى بانفتاح على اعتبار ثقافتنا منتوجاً إنسانياً>> , هذا السؤال الأخير يفرضه و بشدة مفهوم العولمة بكل أشكالها الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية , و العولمة كما عبر عنها الفيلسوف الفرنسي فيربيليو بأنها عالم السرعة , بحيث العالم أصبح بفضل التطور التقني و الفيض المعرفي العلمي متقارب الحدود ,منفتحاً , متداخل العناصر و الهويات بحيث يصبح من الصعب بمجال تحديد الكينونة الفردية للشخص أو الهوية المجتمعية لمجموع الأفراد .
2- ما هي أزمة الهوية العربية ؟
إن ما ذكرناه سابقاً من الممكن أن يحدد أزمة الهوية العربية , و في هذا السياق نذكر بأن أبرز ما يميز أزمة الهوية العربية هي نظرية المؤامرة التي يفترضها العقل الجمعي العربي في كل أزمة تواجهه , و أيضاً المفاهيم التي نطلقها على كل شخص مختلف عن السياق العام مثل حُداثي , علماني , قومجي , اسلاموي , منفتح , متشدد, دون محاولة اعتبار المتغيرات الجديدة على أنها صياغات جديدة للهوية في مواجهة متطلبات العصر بعد العولمة و تداخل الثقافات و سرعة نقل المعلومات .
و من ناحية أخرى تتميز أزمة الهوية العربية بمفهوميِّ <<الهوية و الدين>> كما عبّر عنها السيسيولوجي المغربي عبد الصمد الديالمي ,رغم أن العودة إلى الدين هي صحوة عالمية أتت كرد فعل على العولمة ناتجة عن فطرة الإنسان بعدم التماثل و حب التميز , إلاَّ أنها في العالم العربي أخذت منحى أكثر سلبية ناتج عن ارتباط الدين بالحكم , أو بشكل أصح وجود إيديولوجية لدى الفئات الإسلامية تسعى للحكم و تغيير وجه المجتمع ليأخذ طابعاً إسلامياً , و يبقى لنا هنا أن نربط أزمة الهوية بالربيع العربي و ندلل عليها من الواقع و هذا ما سنفعله تالياً .
3- كيف برزت أزمة الهوية في الربيع العربي ؟
أزمة الهوية موجودة منذ زمن , تطورت مع ظهور العولمة كعقيدة للدول الكبرى محاولةً نشرها في دول العالم و خصوصاً في دول العالم النامي , لكن الربيع العربي ساعد على تجلي الأزمة و وضوحها ,إذ أن ما قبل الربيع العربي كان الحكم الديكتاتوري يضغط على التيارات المختلفة في الدول العربية فلا تظهر التمايزات الإيديولوجية بين التيارات المختلفة لكن بعد كسر حاجز الخوف ظهرت هذه الإيديولوجيات و بدأت بالصراع حول من الأصح , ومن يجب أن يحكم , و من يجب أن يتمثّل المجتمع به , وهنا وقع الفرد العربي في حيرة من أمره <<من أنا؟>> <<من يجب أن أتبع؟>> <<ما هي ثقافتي الحقيقية؟>> <<كيف أتعامل مع الثقافات الأخرى؟>> , و في التدليل على ذلك سنذكر أبرز الثورات التي برزت فيها أزمة الهوية , و لنبدأ بالثورة السورية فالحكم العلوي الذي استمر أربعون سنة سرعان ما تحول إلى حكم كافر في بداية الثورة , ثم يظهر الجيش الحر الذي اتخذ في معظمه منهجاً علمانياً و بدأت الانفصالات به , ثم تخرج لنا فصائل إسلامية مثل جبهة النصرة و الجيش الإسلامي و أحرار الشام و الجيش السوري التركماني و وحدات حماية الشعب الكردية لتصبح الأراضي السورية عبارة عن كانتونات متناحرة على الفرد الذي يتواجد في إحدى هذه المناطق أن يكيف هويته بما يتناسب مع الهوية الجمعية للفئة المسيطرة و يبدأ الصراع بين الهوية الفردية و الهوية الجمعية القسرية , و ننتقل إلى مصر حيث يتباين فيها تياران رئيسيان أولهما الإسلامي الذي ينقسم إلى إسلامي متشدد منغلق و إسلامي منفتح أقرب ما يكون ليبرالياً , و التيار الثاني التيار العلماني الذي ينقسم إلى قومي اشتراكي و أخر ليبرالي , لتستغل الثورة المضادة بما تتضمنه من فلول النظام السابق و عملاء الداخل و الخارج و انتهازيِّ السلطة و انتهازيِّ الثقافة و الراديكاليين من أصحاب الفكر المحافظ لصراع الهوية بين التيارات للسيطرة على مسار الثورة و توجيهها بما يخدم مصالحها ,, ثم نذهب إلى اليمن الذي تبرز فيه أزمة الهوية بشكل واضح حيث ينقسم المجتمع إلى الإخوان المسلمون في تعز و صنعاء و أنصار الله (الحوثيين) على أطراف السعودية و السلفيين في دمَّاج و العلمانيين و الماركسيين الانفصاليين في الجنوب و تتجلى الأزمة في المعارك التي قامت بين هذه الفئات الذي رغم التقارب الفكري بين بعض الفئات إلاّ أنها رفضت الدفاع عن مناطق بعضها البعض و حتى في بعض المعارك و الصراعات الوقوف إلى جانب التيار الذي تتعارض معه بشكل كبير في سبيل إعادة السيطرة و هنا تتحلل الجماعات من هويتها لتحل المصالح مكان العقيدة و الايديولوجيا لهذه الفئات , و في هذا التعدد اللاممنهج يبدأ تخبط الفرد بين الولاء و الانتماء رغم أن المشكلة ليست في كثرة التيارات إذ أن التعدد في التيارات يثري المجتمع و يعزز عوامل الديمقراطية إلاّ أن المشكلة التي نواجهها هي عدم بلورة الخطاب الإيديولوجي الذي يبيِّن كل تيار على حدة مما يجعل الأفراد منقسمين مذهبياً و قبلياً و دينياً و سياسياً و اجتماعياً على بقية الأصعدة , بالإضافة إلى التشرذم الذي يعتري المجتمع هذه التيارات و الذي يرمي بظلاله على المجتمع لتظهر هذه التيارات على شكل إفرازات سلبية تضر المجتمع أكثر مما تفيده , و هنا ننتقل إلى محاولة وضع صيغة للحل في الفقرة الأخيرة .
4- ما الحل ؟
رغم التعقيدات السابقة و رغم التغيرات الكثيرة التي مرَّ بها المجتمع العربي نتيجة الانفتاح على العالم و ثورة المعلومات و الفيض المعرفي و صعوبة تلبية متطلبات العصر في الفكر السياسي العربي إلاَّ أن الحل بسيط و يكمن في :
- صياغة خطاب إيديولوجي واضح لكل تيار في الوطن العربي و وضع أسسه و مبادئه القابلة للتطبيق على أرض الواقع .
- التحرر من الإيديولوجيات الانفصالية و الاستعبادية و الاحتكارية التي نمى المجتمع العربي في ظلها .
- رفع وعي المواطن العربي بالتضادات الفكرية القائمة و ضرورة التعامل معها كمتغيرات بنَّاءة و ليست هدامة .
- الاتفاق بين التيارات الفكرية على وضع مجموعة أسس و قواعد لمنطلقات العمل السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي و تعريف موحد للوطن و الهوية .
- رفع الوعي بعوامل الثورة المضادة التي تسعى إلى إجهاض الثورات العربية و الوقوف ضدها و إحباطها .

.....هاشم العيسمي..... 25/01/2016



#هاشم_العيسمي (هاشتاغ)       Hashem_Aysami#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح ...
- الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
- الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان ...
- مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - هاشم العيسمي - الربيع العربي ... أزمة هوية