أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر عبدالسلام العتّابي - نظرة عامة على الفلسفة الوجودية














المزيد.....


نظرة عامة على الفلسفة الوجودية


حيدر عبدالسلام العتّابي

الحوار المتمدن-العدد: 5061 - 2016 / 1 / 31 - 18:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


نظرة عامة على الفلسفة الوجودية

منذ مطلع القرن العشرين وبعد أن تعرضت الأنسانية لهزات عنيفة أثر الحربين العالميتين المدمرتين ؛وقد بدأ الفلاسفة والمفكرون الاوربيون بالبحث عن فلسفات تعيد بناء الأنسان وتحجيم آثار تلك الحروب التي أظهرت النزعة التدميرية القاسية للأنسان وشعوره بالأغتراب وما ينتج عنه من قلق وهم ويأس دفعهم لتفسيرات فلسفية تهتم بذات الإنسان مقابل العلوم الانسانية التي اهتمت بالانسان كصورة كلية ، تلك الفلسفة الذاتية التي تجعله في مواجهة ذاته ليشعر بالحرية التي تجعله مسؤلاً عن تصرفاته وأختياراته في الحياة وبهذا الصدد تاتي الفلسفة الوجودية بمقدمة الفلسفات التي عنيت بوجود الإنسان وحريته المطلقة وذاتيته .
الإنسان ليس ألا ما يصنعه هو بنفسه على حد تعبير جان بول سارتر رائد الفلسفة الوجودية، ويتضح من تسمية الوجودية بأنها ترتكز على الوجود بالاساس وليس الماهية أي بمعنى آخر أن الإنسان على رأي الفلسفة الوجودية يوجد أولاً ثم يتعرف على نفسه ويحتك بالعالم الخارجي فتكون له صفاته ويختار لنفسه اشياء هي التي تحدده وهو لن يكون سوى ما أراده وأختاره لنفسه بحرية تامة وبالتالي فأن الأنسان هو الوجود الذي يتوقف وجود العالم على ظهوره . ومثال ذلك ان الحداد مثلا حينما يريد ان يصنع سكينا فأنه يتصور شكلها أولا ً طولاً وعرضاً وسمكاً وكل صفاتها الاخرى وهذا ما يسمى ماهيتها (اي ما يقع في جواب ما هو؟) ثم يشرع ذلك الحداد بصناعة تلك السكين لتكون موجودة وهكذا فأن ماهيتها تسبق وجودها، أما الوجود الإنساني فبالعكس هو أول وجود ولا وجود قبله أي أن الإنسان يوجد أولا ً دون ان يصمم وجوده أحد ثم يكون ما يريد أن يكون عليه (ماهيته) بعد أن يحقق القفزة الى الوجود.
تجدر الاشارة الى ان غالبا ًمن يتصور القارئ أن الوجودية أرتبطت بالألحاد فقط إلا أن الحقيقة ان الوجودية تقسم الى مدرستين ؛مدرسة وجودية ألحادية وأخرى دينية مسيحية وتلك الاخيرة يعتبر من روادها كيركجارد و القس جبرييل مرسيل .
و يعتبر رائد الوجدية المعاصرة الألحادية الفرنسية الفيلسوف الفرنسي سارتر والتي تعتبر ان أصل الوجود هو الوجود الانساني وأن الإنسان بمجرد أن حقق قفزة الوجود لهذا العالم يكون حراً حرية تامة مطلقة فهو المسؤول عن نفسه ولا وجود لآي احد مسؤول عن تقرير مستقبله ومصيره سواه بما في ذلك الأله، لذا فأن أهم مبادئ الفلسفة الوجودية "أن كل فرد وصياً على نفسه مسؤلاً عما هي عليه مسئولية كاملة " .
الفلسفة الوجودية الالحادية طبعاً تنسف فكرة الأله تماماً لذا تعتبر أن كل ما يُلحق بفكرة الأله من الشرائع التي تبرر وتقنن تصرفات الإنسان تسقط بالتبعية فيصبح الإنسان هو الوحيد الذي يمتلك الحرية الكاملة المطلقة عن كل مايفعل طالما كان هو الوجود الاول .يترتب على ذلك ان المسقبل شئ من صنع حاضر الإنسان لا يتدخل به الا هو والصفات كذلك ليس أحد مسؤل عن تكونها لا ماوراء طبيعي ولا عضوي أنما هي مسؤولية الإنسان ذاته .
تركز الفلسفة الوجودية على مرتكز مهم وهو أن حرية الإنسان في أختياره يكون أختيار للأنسانية جميعاً فأختيار الإنسان لنفسه يكون مساهمة منه لخلق صورة الإنسان بصورة عامة كما نتصوره نحن يقول سارتر "أن أختيارنا لنمط معين من أنماط الوجود هو تأكيد لقيمة ما نختار وأعلاء لشأنه وكأننا نقول لكل الناس :أختاروا مثلما أخترنا، فنحن لا يمكن أن نختار الشر لأنفسنا، وما نختار دائما خير لنا، ومن ثم فهو خير لكل الناس"ولذا تعتبر الفلسفة الوجودية فلسفة ديناميكية لا فلسفة تامل وسكون لأنها تحدد الإنسان طبقا لما يفعل كما يعبر سارتر .
تجدر الاشارة الى ان بعض المذاهب الصوفية أو العرفانية الاسلامية جسدت تلك الفلسفة ضمن متبنياتها ايضا حين قدمت الوجود على الماهية وبذلك فهم آمنوا بان الحرية هي الاصل في خلق الله وبذلك فلا يجوز حتى على الله بنظرهم ان يسلب منهم الحرية كونة يؤدي بالضرورة الى نفي كمال الخلق لذا فالإنسان هو من يقرر ماهيته اي حاله وهويته بحريته بعد ان حقق الأله له القفزة الى الوجود .
من الجدير بالذكر أيضا ان الفلسفة الوجودية من اهم الفلسفات التي عالجت الجانب العاطفي بحياة الإنسان ووضعت تفسيرات فلسفية لانفعالات الإنسان .
تُـتهم الوجودية بالعدمية والاستسلام لليأس وابراز النواحي البشعة في الموقف الانساني و التخلي عن التراكم التأريخي للأديان وثقافاتها .
لكنها لقيت رواجا كبيرا بين فئات المجتمع المختلفة وخصوصا في اوربا وفرنسا بالاخص لما تميز به سارتر من مهارة الدفاع عن متبنياته بصورة مبسطة وبمختلف الوسائل من كتب ومحاضرات ومقالات و كذلك تحويل مبادئها الى اعمال روائية وقصصية جسدت شخصياتها متبنيات الوجودية كرواية الغثيان و دروب الحرية.

حيدر عبدالسلام العتّابي / العراق



#حيدر_عبدالسلام_العتّابي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنسنة الطبيعة ومحنة الأنسان البدائي
- فيورباخ و رؤية الدين الذاتي بديلاً عن الألهي


المزيد.....




- أول تعليق لترامب عن المحادثات المباشرة مع -حماس-: نحن لا نعط ...
- زيلينسكي: سألتقي بولي العهد السعودي الأسبوع المقبل
- ترامب: أريد بدء محادثات نزع السلاح النووي مع روسيا
- ألمانيا: سجن خمسة أشخاص بتهمة التخطيط للإطاحة بالحكومة
- حظر تجول في الساحل السوري بعد مقتل 16 من قوات الأمن
- مبعوث ترامب عن الخطة العربية حول غزة: -خطوة حسن نية أولى-
- أردوغان: تركيا وقفت بشجاعة إلى جانب الفلسطينيين رغم ضغوط الل ...
- مظاهرة في السويداء رفضا لدخول قوات الحكومة السورية الانتقالي ...
- ترامب يجيب على سؤال عن زمان ومكان لقائه المنتظر مع بوتين
- الشيباني يتحدث من مكة المكرمة عن تهديدات تتعرض لها سوريا تؤث ...


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر عبدالسلام العتّابي - نظرة عامة على الفلسفة الوجودية