مراد سليمان علو
شاعر وكاتب
(Murad Hakrash)
الحوار المتمدن-العدد: 5061 - 2016 / 1 / 31 - 17:52
المحور:
الادب والفن
(رئيس الملائكة)
مراد سليمان علو
عندما ولدت، ونزلت إلى الوادي المقدس ألبسوني (خرقة)، وبينما كنت أتنقل بين كهوفه أتاني صوت حلو كأنه نابع من زمزم يقول: "لا تقلق ستسمع صوتي هنا كل يوم. ليس على الجبل وإنما في الوادي ."
فلم أجب، وأنقطع الصوت عن مسمعي، وكذلك في اليومين التاليين سمعت نفس الصوت، وكنت أحسبه صدى تراتيل ناسك يناجي ربّه.
وفي اليوم الرابع وعندما رفعت (البريات) السبع بألوانها الزاهية في مزارات، وقبب، وكهوف الوادي المقدس تناهى إلى سمعي نفس الصوت العذب ولم أستطيع التكلم هذه المرّة أيضا.
وفي اليوم الخامس ذبح ثور عظيم، وأطلقت العيارات النارية، وجاءني صوت أقوى من خوار الثور، وأعلى من الطلقات النارية، ولكني لم أتكلم، وكأنما حنجرتي ختمت للتو بالرصاص.
وفي اليوم السادس قدم لنا لحم الثور، فأكلتُ مع الحجاج، والنساك، والدراويش، والقائمين على خدمة الوادي المقدس وبعد أن تم تكريم الجميع. هممت بالرحيل، فجاءني الصوت الساحر من جديد وهو يقول: "لا ترحل فغدا هو العيد، وفي نفس الوقت من كل سنة ستسمع صوتي في هذا الوادي. قم بإيقاد ثلاثمائة وست وستون فتيلة مزيته كل ليلة، وسأزورك كل ألف سنة، (وعندها حّلت عقدة لساني فقلت له ومن أنت أيها الصوت الجميل؟ هل أنت الربّ نفسه؟). فلم يجبني الصوت ولم أحسّ به عندما اجتازني"، وبعد ألف سنة ذهبت للحج ثانية، وسمعت ذلك الصوت الرقيق يناديني ويرحبّ بي قائلا: "أنا البير رئيس الملائكة والله هو ربّي وربّك".
#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)
Murad_Hakrash#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟