حيدر كامل
الحوار المتمدن-العدد: 5061 - 2016 / 1 / 31 - 12:09
المحور:
الادب والفن
تحركُ ماكنةُ الليلِ صمتي ..
ويضربُ حدادُه في كياني.
أراني ..
على حلمِ يوسفَ ..
لا الشمسُ ساجدةٌ ..
خلف ظلي ..
ولا القمرُ الشيخُ يوماً بكاني.
أراني ..
أعدُّ النجومَ التي لا تراني.
وأرفعُ أدعيتي للسمواتِ همَّاً ..
ولا أتنفسُ إلا دخاني.
وأركضُ ..
ألَّهثُ ..
أجري ..
وإني على صخرتي في مكاني.
كفاني.
زمانٌ وجدتُكَ فيه ..
يُغادرني ..
بعد أن كان يوماً زماني.
أنا ثملٌ ..
أضربُ الأرض عرضاً ..
وطولاً ..
ويسلبُني النفيُ حرفاً ..
فحرفاً ..
تخمَّر في شفتي صائماً خلف بئرِ الأماني.
وأبحثُ في التيه ..
عن هيكلٍ كنتُ خبأتُ فيه ..
عن العالمين مكاني.
وأركضُ ..
أركضُ ..
من وجعٍ بعد أنْ لوَّث الحزنُ قلبي ..
وغادرني الطيبون ..
وماتَ من الوجدِ قبلي ..
حصاني.
ففي لغتي ..
يزحفُ الميتون بلا كفنٍ ..
يحرثون السماءَ ويبنون أحلامهم من هوانِ الهوانِ.
وفي لغتي ..
يهربون على غفلةٍ ..
يطفئون القناديلَ في أولِ العمرِ قبل الأوانِ.
وفي لغتي ..
يستظلُ البكاءُ ..
على جدولٍ من دموعٍ ..
تعجُّ بخيباتها ..
لا تفيضُ ..
وتمتدُّ كالمدِّ عند احتفالِ القناني.
كفاني.
أطاردُ في الليلِ وجهاً لموتكِ تحت الركامِ ..
وتحت الرصاصِ ..
واقرأ فيكَ ..
ومنكَ ..
عليكَ المثاني.
كفاني.
أراكَ مباعاً ..
على شرفاتِ المتاحفِ حيناً ..
وحيناً ..
على طاولاتِ الغواني.
ومحترقاً ..
غارقاً ..
مستباحاً ..
بما يزرعُ الناخبون ..
ويأكله الشيخُ ..
وابنُ العشيرةِ ..
وابنُ المراجعِ ..
والبرلماني.
ويُذبحُ من أجلكَ الشرفاءُ ..
ويمتصُكَ المدَّعون الزواني.
كفاني.
أحاورُ كأسَ المرارةِ وجهاً ..
تمنيتُ لو كان حقَّاً يراني.
اخاطبُه حاضراً في الغيابِ ..
وأشربُ نخبَ الخسارةِ في الإمتحانِ.
اُجمَّعُ أخشابَ موتي ..
عشائي الأخيرِ ..
على لوحةٍ من نقيضِ المعاني.
اُوسسُ مملكتي فوق أرض الخرابِ ..
التي أمطرت ألفَ حزبٍ ..
وطائفةٍ أو كيانِ.
أُلملمُ ذاتي التي عُلبت في بلادِ الأواني.
أُقلِّبُ ذات اليمينِ احتراقي ..
وذات الشمالِ احتقاني.
كفاني.
أُحبكَ ماذا تقولُ المواويلُ ..
ماذا تقولُ الأغاني.
كفاني.
أُحبكَ ماذا تخطُّ الدقائقُ ..
ماذا تسفُّ الثواني.
وماذا أقولُ لقلبي الذي صار ممتزجاً ..
فيكَ حتى نساني.
وماذا أقولُ بشعري ..
وقد سمَّمَ الليلُ فاكهتي ..
واستقالَ من الحرفِ ..
والحقلِ ..
حزناً لساني.
حيدر كامل
#حيدر_كامل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟