أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بدرالدين القاسمي - الى من طاردت وجهها في المطر














المزيد.....

الى من طاردت وجهها في المطر


بدرالدين القاسمي

الحوار المتمدن-العدد: 5060 - 2016 / 1 / 30 - 15:59
المحور: الادب والفن
    


وكرار في 24-يناير 2016 .



اليك ايتها العائدة، يامن طَارَدْتُ وَجْهَهَا فِي المَطَر



اما بعد،

البارحة وحين صارت الشمس خلف الاجفان الخائفة، تَفَكَّرْتُكِي، كنت تذوبين كالقمر في قلبي. اجتاح طيفك ذاكرتي ولم تفارقي بالي كصمت الطيور العائدة التي تُبْقِي تغريدها حتى يقبل الصباح، وتنفض عن أجنحتها ثقل الليل الطويل.
أصبحت أُجيد التفكير فيك بقدر ما أصارع الكلمات في صمتك حين تكونين حاضرة في غيابك. أسافر في الايام الخوالي في الاطلال التي ظلت دفينة في قلبي وخَزِينَةَ ذاكرتي، و أغوص في خفايا الاعماق، لكن يصعب علي أن اكتب لك بصدق وامانة فيما افكر فيه، لان اللغة التي أشعر بها ليست نفسها التي أكتب بها، لغتي لا تستطيع أن تحرر عواطفي، لذا ستظل كلماتي مجروحة نزيفة.

سيدتي الجميلة، يا نبض الرحيق، يا فجرا يبني الندى، يا مطلع الصباح، بعد ان تلاشى المساء بين ذراعي السراب، أوصدت الباب وَانْغَلَقْتُ في غرفتي وتجردت في غربتي من كل ما يمكن ان يقاطع انشغالي بك. انَسَتْنِي وحدتي وعيناي تضيعان في عمق سكونك، ورافقتني مقطوعة موسيقية، تشبه شدو بُلْبُلٍ تَيَّاهٍ اضْجَرَهُ السحر ، سقتني نغما ، وحدثتني عنك ووشوشة في اذني بخفت، وَاحْتَسَانِي نصف كاس فارغ. ماذا عساي أقول؟ أحبكــ، أعشقكــ، أهواكــ، أثمل من جفنكــ، أجنـ...كلها قليلة في حقك ولن تنصفني بدوري،لأن ما أحمله لك أكبر من أن يوصف. سنوات انقضت ولم ينقضي معها شيء ، تجاوز عشقنا حدود الزمان.

لازلت احتفظ بوجه طفولتك، واحفظ ايقاع مشيتك، اما كلماتك القليلة فلم تتوقف عن الخفقان والرنين، ولازلت اترجى من ابتسامتك الرفق ومن توردك الكتمان. أما الحنين يا مولاتي فيزداد عذوبة في قلبي ويصبو الى ضم يدك بيدي بصمت، وتعتريني الرغبة والشوق للوقوف أمامك والتحديق فيك بعناية وتناول ملامحك بالتفصيل.

بعودتك رَوَّحْتِ على الحياة الكئيبة، ومسحت ما ذرفته اجفان المغيب، واحييت الاشواق، وعاد الصبح للدنيا من جديد، وصارت وجنة الورد الانيق طليقة كطيف النسيم، كنور الضحى بين الحقول المديدة، ونثرتي غبار الحزن فوق الدجى، وافرغتي الوجود من شفق النسيان وعبرتي الليل بين ضفاف الوحي والحلم و الارق .

بالتأكيد لن يستطيع لقاءنا ان يداوي هذا الغياب، او يشفي غليل هذا الرحيل الطويل. ولن يكفينا العمر لحجب ما ضاع من الدهر، ولا الف عناق سيسقي الظمأ، ولا جسر من القبل سَيَلْأَم ُهذا التمزق . ربما بالغت في التعبير والتقدير، فقد يكون للاتي كلام ورأي مختلف.
عزيزتي، هذه الفواصل لن تكفي لكي ابوح بكل ما في داخلي، هناك اشياء كثيرة اريد ان اقولها لك واشياء اخرى اريد ان اقاسمك ايها واخرى اريد ان احتفظ بها لك وحدك. حتى لا أطيل عليك، ليسعني الا ان اقول لك اهلا بعودتك، سلمت يا سيدتي.



رسائل مؤجلة.



#بدرالدين_القاسمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غرنيكا من زاوية سيميولوجية: من الصورة الى النص
- ينسيني المساء
- العلمانية والديمقراطية والاسلام
- سجنتني عصفورة
- حبك واذار
- اُورَفْيُوس
- أعود صمتي
- رحلة زائفة
- رسائل مؤجلة: للعذراء
- رسائل مؤجلة: للعذراء الغابرة
- كعبي اشيل
- خلاص المسيح
- رموش الريح
- سوسيولوجيا الممارسة السياسية وميكانزمات السلوك الانتخابي بال ...


المزيد.....




- مبادرة جديدة لهيئة الأفلام السعودية
- صورة طفل فلسطيني بترت ذراعاه تفوز بجائزة وورلد برس فوتو
- موجة من الغضب والانتقادات بعد قرار فصل سلاف فواخرجي من نقابة ...
- فيلم -فانون- :هل قاطعته دور السينما لأنه يتناول الاستعمار ال ...
- فصل سلاف فواخرجي من نقابة فناني سوريا
- -بيت مال القدس- تقارب موضوع ترسيخ المعرفة بعناصر الثقافة الم ...
- الكوميدي الأميركي نيت بارغاتزي يقدم حفل توزيع جوائز إيمي
- نقابة الفنانين السوريين تشطب سلاف فواخرجي بسبب بشار الاسد!! ...
- -قصص تروى وتروى-.. مهرجان -أفلام السعودية- بدورته الـ11
- مناظرة افتراضية تكشف ما يحرّك حياتنا... الطباعة أم GPS؟


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بدرالدين القاسمي - الى من طاردت وجهها في المطر